تتساقط حبات العقد واحدة تلو أخرى ،في المنافي على وجه الخصوص، ويكبر حجم المسؤولية على باقي المناضلين ، لما للغائبين من فاعلية وتأثير على مدى عقود من الزمن خلت، والوطن الجريح يستصرخ أبناءه علاجا ووقفا للنزيف الجاري منذ عام ٢٠١١م.
خسارتنا اليوم أكبر من أن تعوض، فالفقيد هامة نضالية معرفية وثقافية تجاوزت الإقليم ، كاتب وصحفي وشاعر وأديب، ملتزم قضايا أمتنا العربية، مكافح من أجل فكرة الوحدة العربية.
كتبنا في ” الشراع” منذ انطلاقتها، وكانت معرفتي الأولى به في بلدة المرج بعد خروجه مباشرة من بيروت بعدما احتلتها قوات العدو الصهيوني عام ١٩٨٢، وعرفته مثالا ناصريا مجتهدا ناهلا للمعرفة؛ إلى أن اجتمعنا ثانية في رحاب موقع المدارنت، بحثا عن فضاء أرحب للخطاب العربي الحر، بعيدا عن ارتهان القلم، واعتمادا على إمكانات ذاتية لمجموعة من المؤمنين بالعروبة، فكان في طليعة الكتاب المساهمين، في نشر الوعي القومي العربي، وفي القاء الضوء على قضايا الأمة الكبرى.
الحزن يغمرنا ونحن نرى الراحلين يودعون واحدا تلو الآخر، ولا حيلة لنا أمام وباء كورونا اللعين إلا الدعاء بالرحمة والمغفرة لموتانا، وبالسلامة والشفاء العاجل للمصابين والمرضى.
رحمه الله، كان كاتباً موسوعياً عربياً، ذا خبرة كبيرة وعلاقات قومية متنوعة، وتميز بخلق كريم وتواضع شديد وسعا دائرة صداقاته