تظاهر مئات المدنيين، الجمعة، في ريف دير الزور الشرقي، ضد سياسات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في المنطقة، فيما قُتل أربعة عناصر من “الجيش الوطني” المعارض بمواجهات مع القوات الكردية في ريف محافظة الحسكة، أقصى شمال شرقي سورية.
وقال الناشط جاسم عليان، لـ”العربي الجديد”، إن مئات المدنيين تظاهروا في منطقة العزبة بريف دير الزور ضد سياسة التجنيد الإجباري التي تفرضها “قسد”، وردّها على خرق قرار منع تجول الدراجات النارية بحرقها.
وأوضح أن المتظاهرين تجمّعوا على طريق دير الزور – الحسكة وقطعوه أمام حركة الآليات، كما أحرقوا إطارات بلاستيكية وردّدوا شعارات ضد “قسد”.
وتشنّ “قسد” حملات اعتقال بحق الشبان في المناطق الخاضعة لسيطرتها بشكل مستمر، وتفرض على كافة الشبان الالتحاق بصفوف قواتها ضمن ما تسميه “واجب الدفاع الذاتي”.
وكانت أخيراً أصدرت قراراً بمنع تجول الدراجات النارية في بعض المناطق، وردّت على المخالفين بإحراق دراجاتهم، ما أثار غضباً في صفوف المدنيين.
وعلى صعيد متصل، قُتل شخصان، مساء الجمعة، خلال عملية المداهمة التي شنّتها قوات الأمن التابعة للإدارة الذاتية “الكردية” (أسايش) في مخيم الهول بريف الحسكة.
وفي سياق منفصل، قُتل أربعة عناصر من فصائل “الجيش الوطني” بانفجار ألغام ومواجهات مع مقاتلي “قسد” قرب بلدة أبو راسين في ريف مدينة رأس العين، غربي الحسكة.
وعلى خلفية ذلك، قصفت مدفعية الجيشين التركي والوطني قرى وبلدات قرب مدينة رأس العين وبلدة تل تمر هي الكوزلية وتل اللبن وأم الخير ودردارة.
إلى ذلك، اغتال مسلحون مجهولون عنصرين من “قسد” قرب مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، وفي قرية زغير جزيرة بريف دير الزور الغربي.
وفي مخيم الهول، اغتال مجهولون مسؤولاً عن تسيير أمور النازحين السوريين في المخيم ونجله، لأسباب مجهولة، وعلى خلفية ذلك شنّت قوات الأمن التابعة للإدارة الذاتية “الكردية” (أسايش) حملة بحث واسعة عن الفاعلين.
وبعملية القتل الجديدة، يرتفع عدد القتلى في المخيم خلال الأسبوع الأخير إلى ثمانية، معظمهم من النساء وبينهم سيدتان تحملان الجنسية العراقية.
وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير آخر عام 2020، إن مخيم الهول الذي يضم عوائل لمقاتلي تنظيم “داعش” الإرهابي، الواقع في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية (الكردية) شمال شرقي سورية، هو أقرب إلى كونه معسكراً لعشرات آلاف النازحين في ظروف غير إنسانية، ويتعرّض سكانه لعدد من انتهاكات حقوق الإنسان الأساسية، مثل الحق في الحياة، والتنقل، والصحة، والتعليم.
وأضاف التقرير أن ما لا يقل عن 53 مدنياً، بينهم 25 طفلاً و11 سيدة، قتلوا في المخيم الموجود في ريف الحسكة منذ إعادة تفعيله في إبريل/ نيسان 2016، قتلت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) 18 منهم، بينهم 14 طفلاً، فيما قُتل 35 بينهم 11 طفلاً و11 سيدة على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
المليشيات الإيرانية تخلي مواقع عسكرية
وعلى صعيد آخر، أخلت المليشيات الإيرانية الموجودة في ريف محافظة دير الزور، شرقي سورية، اليوم الجمعة، مواقع عسكرية بعد الضربات الأخيرة التي تعرّضت لها، ووزّعت الآليات على مواقع جديدة، بهدف التغطية على وجودها في المنطقة، وبخاصة بعد تكرار الضربات الجوية الأميركية- الإسرائيلية.
وقال الناشط جاسم عليان، لـ”العربي الجديد”، إن الميليشيا التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني أخلت مقرات عسكرية في محيط مدينة الميادين ونقلت محتوياتها إلى داخل المدينة، ونشرتها على منازل داخل الأحياء السكنية.
وأوضح أن الميليشيات نشرت الآليات العسكرية على جميع مواقعها داخل المدينة، وحاولت إخفاءها داخل المحلات التجارية والمنازل التي تسيطر عليها.
وتأتي هذه الخطوة بعد تكرار الضربات الجوية الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت مواقعها في الأراضي السورية، وبخاصة في ريف دير الزور.
وذكر موقع “نهر ميديا” المحلي أن المليشيات الإيرانية أدخلت، فجر اليوم، آليات مصفحة وسيارات مزودة برشاشات، إلى داخل مدينة الميادين قادمة من جهة البادية.
وأضاف أن عناصر الميليشيات بدأوا بحفر أنفاق لإخفاء الآليات والمصفحات الجديدة قرب شركة الكهرباء وحي التمو في المدينة.
وأمس الخميس، استهدفت طائرة مسيرة آليات تتبع للميليشيات الإيرانية قرب الحدود السورية- العراقية شرقي مدينة البوكمال، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف تلك الميليشيات.
وتعتبر مدينتا البوكمال والميادين، الواقعتان على الحدود العراقية السورية، من أكبر مقرات القوات الإيرانية داخل الأراضي السورية، وتنتشر فيهما العديد من المليشيات، التي من أبرزها “فاطميون” و”زينبيون”.
وكانت مواقعها قد تعرّضت لقصف من التحالف وجيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف مقاتليها، وحدّ من تحركاتها نهاراً.
كما شهدت المنطقة أخيراً اشتباكات بين المليشيات المحلية التابعة لروسيا والمليشيات الأجنبية التابعة لإيران، حيث اتهمت المليشيات الأجنبية المحلية، وبخاصة “لواء القدس”، بالتواطؤ مع تنظيم “داعش” في شن هجمات بالبادية، في حين تتهم المحلية الأجنبية بشن هجمات ضدها ونسبها إلى تنظيم “داعش”.
المصدر: العربي الجديد