هجوم حراس الدين على قاعدة روسية بالرقة.. إشكالية التوقيت والمكان

عبد الله الموسى

أثار تبني تنظيم “حراس الدين” الموجود في محافظة إدلب، عملية الهجوم على القاعدة الروسية في تل السمن بريف الرقة الشمالي؛ حالة من التشكيك في أوساط المعارضة، نظراً لأنها العملية الأولى للتنظيم خارج إدلب وتزامناً مع حالة التوتر والمفاوضات القائمة بين تركيا وروسيا في منطقة عين عيسى.
وسُمع دوي انفجارات واشتباكات حوالي الساعة الثانية بعد منتصف ليل الجمعة، في نقطة عسكرية للقوات الروسية في بلدة تل السمن جنوبي مدينة عين عيسى، وقالت شبكات إخبارية محلية أن الهجوم أدى إلى إصابة عدد من الجنود الروس، دون إعلان رسمي حتى الآن.
وبعد نصف ساعة، نشر تنظيم حراس الدين بياناً أعلن فيه مسؤوليته عن العملية التي أطلق عليها اسم “غزوة العسرة”، وقال البيان “تمكنت سرية من سرايا إخوانكم في تنظيم حراس الدين من الإغارة على وكر للقوات الروسية المحتلة في تل السمن”.
تعزيزات روسية تصل قاعدة عين عيسى شمال الرقة
وأكدت مصادر عسكرية خاصة لموقع تلفزيون سوريا، وصول تعزيزات عسكرية روسية صباح اليوم الجمعة، إلى قاعدة عين عيسى (اللواء 93)، وذلك بعد ساعات من الاستهداف في تل السمن.
وأفادت المصادر المطلعة بوصول 12 عربة عسكرية روسية بينها 5 شاحنات تحمل مواد عسكرية وأجهزة اتصال وغيرها، إلى اللواء 93 الذي تتخذه قوات النظام والقوات الروسية قاعدة لهما.
وتضم التعزيزات أيضاً 40 عنصرا من مشاة الشرطة الروسية إضافة لرشاشات متوسطة وثقيلة.
وأغلقت قوات سوريا الديمقراطية طريق تل السمن – عين عيسى لأكثر من 8 ساعات ليعاد فتحه عقب الساعة الـ 12 ظهراً.
وقال مصدر عسكري من “قسد” لموقع تلفزيون سوريا أن القوات الروسية تعرضت الليلة الماضية لهجوم بالأسلحة الرشاشة دون أن يكشف المصدر عن عدد الإصابات.
وأقامت قوات سوريا الديمقراطية حاجزاً مؤقتاً على طريق تل السمن المؤدي إلى القاعدة الروسية، لتفتيش المارة بشكل دقيق ومنعت دخول أي شخص باستثناء أهالي عين عيسى.
شكوك في أوساط المعارضة
ويرى الباحث في الشأن السوري فراس فحام أن العملية وقعت في منطقة أمنية وتنتشر فيها حواجز لقوات سوريا الديمقراطية، ما يصعّب من وصول التنظيم إليها بسهولة، مشيراً إلى أن المنطقة لم تشهد من قبل اختراقاً أمنياً من هذا النوع.
وقال فحام في حديثه لموقع تلفزيون سوريا إن العملية تزامنت مع مباحثات ومفاوضات بين تركيا وروسيا من أجل مستقبل المنطقة الخاضعة لسيطرة “قسد” ضمن النفوذ الروسي.
وشكك فحام في أن يكون التنظيم فعلاً من يقف وراء العملية في تل السمن، مشيراً إلى أن التنظيم لم ينشط خارج مناطق وجوده في إدلب ولم يسجل له أي عملية خارجها.
وذكّر الباحث بالحملة التي شنتها هيئة تحرير الشام عام 2020 ضد تنظيم حراس الدين في إدلب، والتي أدت إلى تفكيكه بنسبة كبيرة واختفاء قياداته، مشككاً في أن يتمكن التنظيم وهو في هذه الحالة من تنفيذ مثل هذه العملية الدقيقة في تل السمن.
وقال فحام “الاحتمالات متعددة ولكن يبدو أن هنالك جهة تريد الاستثمار في قضية التنظيمات الإرهابية، وتحاول قسد أن توصل رسالتها بأنه يجب أن تبقى المنطقة تحت نفوذها وإلا ستنشط فيها تنظيمات إرهابية وأن تضع تركيا في موقف أمام روسيا بأن التنظيم في مناطق سيطرة المعارضة ما زال موجوداً”.
ومطلع كانون الأول الحالي، ارتفعت وتيرة الاشتباكات بين قوات “الجيش الوطني السوري” و”قوات سوريا الديمقراطية”، وطالبت روسيا الأخيرة بتسليم بلدة عين عيسى لقوات النظام، وخفض وجودها بالبلدة.
كما طالبت روسيا بالسماح للنظام بتسلم مهمة الخدمات العامة بالبلدة، إلا أنها زادت ضغوطها على “قسد” على مدار الأسبوعين الماضيين لترفع مطالبها إلى تسليم البلدة بكاملها للنظام، غير أن “قسد” عارضت الطلب الروسي، واستقدمت تعزيزات من شمال شرقي البلاد وحصّنت مواقعها بالبلدة.
وتواصل روسيا، منذ نحو أسبوعين، إرسال تعزيزاتها العسكرية إلى بلدة عين عيسى، وبحسب موقع “روسيا اليوم” فإنّ وزارة الدفاع الروسية نشرت وحدات إضافية من الشرطة العسكرية في عين عيسى، وسط توتر الأوضاع هناك مع اشتداد الاشتباكات بين “قسد” وفصائل الجيش الوطني السوري المدعومة مِن تركيا.
وتسيطر “قوات سوريا الديمقراطية” على بلدة عين عيسى التابعة لمحافظة الرقة، وإلى جانب ذلك تنتشر بعض نقاط التفتيش المشتركة من الشرطة العسكرية الروسية مع قوات النظام بالمنطقة.
إدلب.. تعزيزات عسكرية تركية ومخاوف مستمرة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء الثلاثاء الفائت، إصابة 3 عسكريين روس بجروح إثر استهداف ناقلتهم من قبل مسلحين جنوب شرقي إدلب.
وقال نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا فياتشيسلاف سيتنيك خلال موجز صحفي، إن ناقلة أفراد مدرعة تابعة للقوات الروسية تعرضت لصاروخ مضاد للدبابات، أُطلق من منطقة تخضع لسيطرة “العصابات الموالية لتركيا”، ما أسفر عن إصابة 3 عسكريين بجروح طفيفة.
ومن جهتها قالت فصائل المعارضة في اليوم نفسه إنها أحبطت محاولة تسلل لقوات النظام إلى قرية “آفس” في منطقة سراقب شرقي إدلب.
وذكرت مصادر محليّة أنّ اشتباكات “عنيفة” دارت مساء الثلاثاء بين فصائل غرفة عمليات “الفتح المبين” وقوات النظام، التي اضطّرت للتراجع والانسحاب عقب سقوط قتلى وجرحى في صفوفها، فضلاً عن تدمير الفصائل بصاروخ موجّه، عربة BMP لـ”النظام” على محور “آفس”.
وصباح اليوم التالي (الأربعاء الفائت) دفع الجيش التركي، بمزيدٍ مِن التعزيزات العسكرية إلى ريف إدلب، وقال مراسل تلفزيون سوريا إنّ رتلاً عسكرياً كبيراً للجيش التركي يضم ما يزيد على 50 آلية بينها دبّابات، دخلت مِن معبر “كفرلوسين” الحدودي شمالي إدلب، باتجاه قواعد ونقاط القوات التركيّة في المنطقة.
ويواصل الجيش التركي إرسال مزيد مِن التعزيزات العسكرية إلى إدلب، إذ أرسل، خلال الشهر الفائت، عشرات الأرتال إلى المنطقة ضمّت المئات مِن الآليات العسكرية والهندسية إضافةً لـ سيارات وشاحنات تحمل ذخائر ومواد لوجستية.
ورغم حالة الهدوء النسبي التي تعيشها إدلب والأرياف المحيطة بها، إلا أن الغارات الجوية والقصف المدفعي من قبل قوات النظام وروسيا، لم يتوقف على مدن وبلدات جبل الزاوية وكذلك محاور الكبينة في ريف اللاذقية الشمالي.

المصدر: موقع تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى