نفى رجل الأعمال، وابن خال رئيس النظام بشار الأسد، الاتهامات الموجهة لوالده محمد مخلوف “بسرقة النفط السوري”.
وفي أول ظهور لمخلوف، منذ وفاة والده محمد مخلوف الأسبوع الماضي، نشر رامي منشورًا جديدًا اليوم السبت 19 من أيلول، دافع فيه عن والده ووجه فيه رسائل جديدة للأسد.
وقال مخلوف إن والده “ولد وعاش ومات بعز”، نافيًا “سرقة محمد مخلوف للنفط السوري”.
وأضاف، “كلنا نعلم أن النفط بيد الدولة السورية حصرًا”، معتبرًا كل ما ذكر عن هذا الأمر وغيره “افتراء”.
وسبق أن وجه فراس طلاس، ابن وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس بالفساد على نطلق واسع واصفًا إياه بـ”بطريرك العائلة”.
وبحسب ما قاله طلاس في مقابلة مع تلفزيون “روسيا اليوم”، استعان محمد مخلوف بخبراء من لبنان وبريطانيا، في تأسيس إمبراطورية مالية استندت إلى مبيعات النفط، فكان يفرض على أي جهة تريد شراء النفط من سوريا أن تدفع له نسبة تقدر بـ7% من قيمة الصفقة مستفيدًا من سطوة نفوذ عائلة الأسد.
وحذر مخلوف في منشوره من “التعرض للمحسنين”، مشيرًا إلى أنه “سيسر على خط أبيه وأجداده في مساعدة الفقراء والمساكين” بحسب تعبيره، وقال إن دار العائلة سيفتح مرةً كل أسبوع “لإطعام المحتاجين”، في رسالة غير مباشرة إلى الأسد.
واعتاد مخلوف منذ إعلانه الخلاف مع الأسد، التحدث بصيغة الدفاع عن الفقراء والمساكين ليوجه رسائل إلى خصومه.
وأضاف مخلوف “اضمنوا رعاية الله لأولادكم من خلال عدم التعدي على الآخرين”.
وعدد رامي مخلوف الذي يخوض صراعًا مع رئيس النظام السوري، منذ أيار الماضي، “تاريخ عائلته” في الساحل السوري، قبل انسحاب العثمانيين من سوريا في عام 1918.
وادعى أن جده أحمد مخلوف وشقيقه إبراهيم “كانا من أكبر ملّاك الساحل السوري وأنفقوا ثرواتهم لمساعدة الناس في فترة السفربرلك”، واصفًا بيت العائلة في تلك الفترة بأنه “يعج بالمحتاجين”.
وقال مخلوف إن المساعدات التي قدمتها عائلته في تلك الفترة “تعادل ثروتها اليوم وأكثر” وأن تاريخهم يشهد بأنهم “أبناء نعمة”، بحسب تعبيره.
ولعبت عائلة مخلوف دورًا محوريًا في صياغة خارطة سوريا الاقتصادية، على مدى أكثر من خمسة عقود من سيطرة عائلة الأسد على مقاليد السلطة.
وكان لصلة القرابة الدور الأبرز في صعود العائلة إلى قمة هرم المال، إذ بدأت العائلة أنشطتها الاقتصادية على يد محمد مخلوف، شقيق زوجة الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، ليتولى بعد ذلك أبناؤه وأحفاده مهمة ابتلاع القطاعات الاقتصادية شيئًا فشيئًا.
تنحدر عائلة مخلوف من قرية بستان الباشا في ريف مدينة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية، التي لم تكن يومًا مركز ثقل اقتصادي في سوريا، فالطبقة الطبقة الاقتصادية، قبل حكم عائلة الأسد، تركزت بشكل رئيس بين دمشق وحلب.
وعلى مدى ثلاثة أجيال متتالية، ابتلعت عائلة مخلوف الاقتصاد السوري، وتحكمت بمفاصله، لتهيمن على معظم الأنشطة الاقتصادية الحيوية، لا سيما قطاعي النفط والاتصالات.
وفور تولي حافظ الأسد مقاليد الأمور في سوريا عام 1970، أخذ نجم أخ زوجته محمد مخلوف بالصعود، ليتحول تدريجيًا إلى الركيزة المالية لعائلة الأسد على مدى السنوات المقبلة.
وخلافًا لبقية أفراد العائلة، لا يكاد اسم محمد مخلوف يظهر إلى العلن ضمن أي أنشطة تجارية، غير أن الوثائق المسربة من حسابات بنك “HSBC” في سويسرا عام 2015، كشفت أن محمد مخلوف قدم بياناته المصرفية إلى البنك، باعتباره وكيلًا لشركة التبغ الأمريكية “فيليب موريس” مالكة العلامة التجارية “مارلبورو”، وشركة “ميتسوبيشي” اليابانية، وشركة “كوكا كولا” الأمريكية، في سوريا.
وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات، منذ آب عام 2011، على محمد مخلوف لصلته الوثيقة بالأسد، ومنعه من دخول دول الاتحاد.
وحاول مخلوف الطعن بالعقوبات على اعتبار أنها تخرق حقه في الخصوصية، بزعم أنها تمنعه من الحفاظ على المستوى الاجتماعي الذي اعتادت عليه عائلته، غير أن المحكمة العامة الأوروبية رفضت، عام 2015، استئنافًا قدمه محمد مخلوف ضد تلك العقوبات.
المصدر: عنب بلدي