أهالي حي جوبر يطالبون بالعودة.. والمحافظة توضح المعوقات

بعد مرور أكثر من عشرة أشهر على سقوط النظام في سوريا، يطالب أهالي حي جوبر في دمشق الحكومة السورية بالسماح لهم بترميم منازلهم، والبدء بتنظيم عودتهم، بعد أن كانت بلدة محظورة على الدخول من قبل نظام الأسد.
“من المهجر الى النزوح، سنة جديدة تضاف الى سنوات نزوحنا من حي جوبر في دمشق”، يقول أبو عدنان موفق حسن الذي تهجر من جوبر الى الاردن عام 2013، ليعود بعد سقوط النظام ويجد منزله كومة من الركام.
وينتظر أبو عدنان منذ أكثر من سبعة أشهر على أمل السماح له بترميم منزله في حي جوبر.
ويضيف خلال حديثه، لموقع تلفزيون سوريا، “منذ سقوط النظام تلقينا الكثير من الوعود بالعودة إلى منازلنا والبدء بترميمها، لكن الحكومة لم تفي بوعودها”.
وبحسب أهالي جوبر الذين التقاهم موقع تلفزيون سوريا، فإن الحكومة السورية منعت الأهالي من ترميم منازلهم بشكل فردي، قبل تنظيم عودة آمنة ومنظمة للأهالي.
أمل بالعودة ومناشدات للحكومة
حال أبو عدنان لا يختلف عن خديجة عبد الباري، التي تهجرت وأولادها من حي جوبر إلى جديدة عرطوز في ريف دمشق، إثر اندلاع المواجهات العسكرية في جوبر.
وتقول خديجة، لموقع تلفزيون سوريا، “عندما سقط النظام كان لدينا أمل بالعودة السريعة إلى منازلنا، لكن استمر سنة جديدة ولم نعد، توجهنا بالعديد من المناشدات للبدء بتنظيم عودتنا ولم نتلق إلا الوعود”.
ورغم انتهاء العمليات العسكرية في جوبر وانسحاب فصائل المعارضة منها عام 2018، أبقى نظام الأسد على دمار المدينة، ولم يسمح للأهالي بتفقد منازلهم إلا بعد الحصول على موافقات أمنية.
وتتابع خديجة: “نأمل أن تنصفنا الحكومة الجديدة في سوريا، بعد ما دمر نظام الأسد حي جوبر وهمش أهاليه”.
وناشد عدد من الأهالي جوبر، عبر موقع تلفزيون سوريا، الحكومة السورية بالنظر إلى أوضاعهم والسماح لهم بترميم منازلهم التي تضررت بشكل جزئي، أو الإسراع بوضع خطة شاملة تضمن عودتهم الآمنة والمنظمة

ما معوقات العودة إلى جوبر؟
أوضح عضو مجلس أمناء بلدية جوبر، محمد عواطة، لموقع تلفزيون سوريا، أن عودة أهالي جوبر ترتبط بإعادة الإعمار التي تواجه معضلة الأنفاق الممتدة على طول كيلومترات تحت الأرض، وتفاوت حجم هذه الأنفاق من نفق يتسع لشخص واحد، إلى أنفاق ضخمة تم استخدامها سابقاً لعبور السيارات والبضائع والأسلحة الخفيفة والثقيلة.
وأضاف أن هده الأنفاق تحتاج إلى دراسة هندسية حتى يتم الكشف عنها، كما أن بعضها يحتوي على مخلفات الحرب ما يجعل ردمها مهمة صعبة تستلزم تدخل وزارة الدفاع وفرق الهندسة حتى لا يتسبب التعامل معها بأضرار أكبر في المنطقة.
وبحسب عواطة فإن إعادة الأهالي معقدة، وتحتاج إلى خطة من أربعة محاور وهي:
ردم الأنفاق
إزالة مخلفات الحرب
دراسة إنشائية هندسية لجاهزية أراضي المدينة لإعادة الإعمار
وملف إثبات الملكية للمنازل
العودة الآمنة
مدير لجنة التخطيط العمراني وإعادة الإعمار في محافظة دمشق محمود هلال، قال لموقع تلفزيون سوريا، إن أحد معوقات العودة هي عملية إزالة الركام، إذ لا يمكن البدء بها في جوبر، قبل إجراء مسح شامل وتمشيط هذه المناطق من مخلفات الحرب، والألغام الأرضية.
وقال إن المحافظة تعمل على عودة آمنة لسكان المناطق المدمرة، بما يضمن حقوقهم، مشيرًا إلى أن إزالة الركام دون عودة منظمة للأهالي، يمكن أن تسبب بخلق أزمة عشوائيات.
وتحتاج المحافظة إلى تنظيم العودة الآمنة وغير العشوائية، إضافة إلى دراسة سلامة إنشائية في المناطق المدمرة، أما إزالة الأنقاض فتعد عملية “بسيطة”، حسب تعبير هلال.
تجنب العشوائيات والحفاظ على ملكية المنازل
المكتب الإعلامي في دائرة خدمات محافظة دمشق، قال لموقع تلفزيون سوريا، إن ملف إعادة أهالي جوبر هو أولوية بالنسبة للمحافظة، مشيراً إلى أن عدم السماح بالترميم الفردي للمنازل في جوبر، يهدف إلى الإبقاء على تنظيم المنطقة وتجنب انتشار العشوائيات.
ولفت إلى أن العودة غير المنظمة، يمكن أن تسبب في انتشار العشوائيات وخلافات على الملكية، لذلك المحافظة تحرص على عودة آمنة وعادلة للأهالي.
وبدوره/ أوضح مدير مجلس أمناء بلدية جوبر، محمد عواطة أن الدمار الكبير الذي سببه النظام المخلوع في مدينة جوبر، جعل من المدينة كومة من الركام، كما أن بعض الأشخاص لم تتعرف على منازلها نتيجة الدمار الهائل، والبعض الآخر فقد أوراق ملكية المنازل.
محافظ دمشق يلتقي بأهالي جوبر
وفي 3 من تشرين الأول الحالي، التقى محافظ دمشق ماهر مروان إدلبـي عدداً من أهالي حي جوبر في جلسة ودّية خُصصت لبحث خطة إعادة الإعمار في الحي، بحضور فريق من المهندسين والمختصين في التخطيط الحضري والإعمار، وذلك ضمن برنامج “دمشق تستعد” الذي يهدف إلى معالجة أوضاع الأحياء المتضررة في العاصمة.
وأوضح المحافظ خلال اللقاء أن المحافظة أنجزت البنية الإدارية والفنية لجميع الأحياء المتضررة، مشيراً إلى أن إعمار جوبر يتطلب سلسلة خطوات متكاملة تبدأ بإزالة مخلفات الحرب والألغام عبر وزارة الطوارئ، تليها مرحلة توثيق الملكيات وحصر المساحات تمهيداً لإعداد المخطط التنظيمي النهائي للحي.
وأكد إدلبـي أن الأولوية في الخطة ستكون لسلامة الأهالي واستكمال أعمال الإزالة بتصديق الجهات المختصة، موضحاً أن المخطط العمراني الجديد سيحافظ على هوية جوبر التاريخية ومعالمها القديمة.
المصدر: تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى