
ربما ظهر الرئيس الشرع متفائلا بخلاف ما يوحي به الحال في سورية، لكن فضلا عن أن تفاؤله ضروري لطمأنة الشعب، فهو ليس منقطعا عن الأسباب المنطقية.
هناك أساس للتفاؤل:
قسد تدرك مع الزمن أنها لا يمكن أن تستمر بتحكمها بمساحات شاسعة الغالبية الساحقة من سكانها من العرب الذين يجدون في الدولة السورية الجديدة حصنهم ومرجعيتهم ودعمهم وهذا وضع مختلف تماما عما كان عليه الحال زمن النظام البائد .
والولايات المتحدة تدرك ذلك , وتدرك أيضا أن مسألة الاستقرار في المنطقة تمر حكما باستقرار سورية الذي تقف النزعات الانفصالية اليوم عقبة في طريقه .
وهناك تركيا التي لن تسمح بكيان كردي مستقل أو شبه مستقل وتعتبر ذلك جزءا من أمنها .
الخيار الوحيد المتاح أمام قسد أن تكسب وجودا بصيغة لامركزية ادارية في الحسكة وتنسحب من الرقة ودير الزور ويبدو أنها بدأت تقتنع بقبول ذلك الخيار .
في السويداء , صحيح أن اسرائيل هي من تحرك النزعة الانفصالية لكن للضغط على الدولة السورية وليس لاستعدادها لتحمل أعباء محافظة بحاجة لكل شيء ومنقسمة على نفسها وتحفل بميليشيات وضباط وعناصر عملوا مع الحرس الثوري الايراني والنظام السوري لفترة طويلة . ويهمها عزل دروز الداخل الاسرائيلي عن دروز سورية الذين لاتطمئن لهم .
الحالة في السويداء آيلة ربما للتخامد أكثر من كونها مؤهلة للتصعيد . والمسألة ربما تكون مسألة زمن .
الدعم الشعبي الداخلي لادارة الشرع مازال قويا , وما حدث في السويداء مؤخرا من رفع العلم الاسرائيلي واهانة العلم السوري أحدث رد فعل عنيف لدى الغالبية الساحقة من السوريين من كل الطوائف بحيث أعاد صورة الدولة السورية كمدافع عن وحدة سورية التي يهددها الانفصاليون .
الاحتضان العربي والاقليمي لم يتأثر سلبا سوى بنسبة بسيطة بأحداث السويداء , وكذا الدعم الاقليمي ( تركيا ) .
حتى الآن نشهد تراجعا في تدخل اسرائيل بسوريا , واستمرارا للدعم الأمريكي عموما رغم وجود ملاحظات على أداء الحكومة السورية .
باختصار تفاؤل الرئيس الشرع ليس بدون أساس منطقي.