مؤشرات للمواجهة مع قسد

معقل زهور عدي

تزداد المؤشرات التي تشير إلى إمكانية اندلاع معركة مع قسد، في الحقيقة لا يمكن السماح لقسد بفرض أمر واقع واللعب بالوقت واللجوء للمراوغة إلى أمد غير منظور، هذا يعني تكريس احتلالها للجزيرة السورية، وقد أعطت قسد ما يكفي من الدلائل أنها ليست بصدد الاندماج مع الدولة السورية بل على العكس من ذلك تماما، فما تفعله هو بناء تحالف سياسي وعسكري وربما يتطور سريعا لعلاقات اقتصادية إذا استطاعت القوى الانفصالية في السويداء فتح ممر لها نحو الجزيرة السورية.

لقد عبر بيان المؤتمر المسرحي الذي عقد تحت عنوان ” مؤتمر وحدة مكونات شرق وشمال سورية ” بصورة صريحة للغاية ليس عن تصميم قسد عدم الاندماج مع الدولة السورية فقط ولكن تقديم ميليشياتها كنواة لجيش الدولة السورية كلها كما ورد في البيان , فهي إذن تتحضر لمحاصرة الدولة السورية بالتحالف مع ميليشيات الهجري وفلول النظام وفي مرحلة لاحقة إسقاط الدولة السورية وتقاسم سورية مع الانفصاليين في كل من الجنوب والساحل .

هذا السيناريو لم يعد مجرد تصور خيالي لكنه الواقع الحقيقي الذي علينا مواجهته اليوم .

لم يعد مفيدا التوقف عند أحداث السويداء باعتبارها فخا تم نصبه للدولة السورية لتخرج منه أضعف مما كانت عليه وبالتالي لترفع قسد سقف مطالبها وتجاهر بنواياها الحقيقية التي حرصت سابقا على إخفائها ضمن الجمل المخادعة مثل تسليمها بوحدة سورية . فليس هناك أي معنى في القول بوحدة سورية ورفض الاندماج مع الدولة السورية والجيش السوري في الوقت ذاته . وتلك التعابير المخادعة موظفة فقط لخداع الأغبياء ومن يريد أن ينخدع بمحض ارادته بسبب كراهيته للدولة السورية .

لذلك لابد من مواجهة رأس أفعى التآمر على وحدة سورية بعد أن تم استنفاد طريق الحوار حتى نهايته , وأصبحت المسألة مجرد تضييع للوقت , الوقت الذي تحتاجه قسد لتعميق التحالف مع القوى الانفصالية في الجنوب ومع فلول النظام البائد أيضا ومحاولة الاستعانة باسرائيل للضغط على الادارة الأمريكية لقبول فكرة تقسيم سورية بدلا من سورية الدولة الواحدة .

لابد من الاستناد للتحالف مع تركيا كضرورة عسكرية واستراتيجية في وجه الحلف الانفصالي الاسرائيلي الذي أصبح حقيقة واقعة والذي يهدد وجود الدولة السورية وليس الادارة السورية الحالية فقط .

وللمرة الألف أقول لبعض النخب السورية التي لاتنظر أبعد من أنفها , وتتحكم بها الأهواء والخلفيات العصبية إن مهاجمة الادارة الحالية إلى الحد الذي يسقط شرعيتها هو جسر العبور المؤكد للتنظير لاسقاطها , وأن اسقاطها في الظروف الواقعية لغياب القوى الوطنية الديمقراطية الفاعلة وحضور القوى المسلحة الانفصالية المرتبطة باسرائيل على نحو مكشوف لايعني سوى إسقاط الدولة السورية , والدخول في الفوضى والحرب الأهلية قبل الانتهاء للتقسيم . فساذج من يعتقد أن غالبية الشعب السوري التي قد تنفست هواء الحرية بعد التخلص من نظام الأسد الوحشي سوف تقبل بالعودة للعبودية تحت هيمنة مظلوم عبدي والشيخ الهجري وأمثال غزال غزال .

لم يعد هناك الكثير من الخيارات في مواجهة هذا التحالف الانفصالي الاسرائيلي، ولابد من امتلاك المبادرة والعزيمة كيلا يعود السوريون مخيرين بين العبودية والهجرة مرة ثانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى