بداية: أن رواية المرشد حديثه وانتهت كتابتها وكذلك أحداثها. في آخر عام 2012. يعني بعد الثورة المصرية. وعنوانها المرشد يعني المخبر السري .اردت التوضيح لان المرشد لفظ ملتبس يحتمل عدة معاني
.الرواية تبدأ مع بطلها ماهر السوهاجي الفلاح الذي يبيع أرضه التي ورثها عن والده الى الإقطاعي السابق. الذي أخذت الثورة المصرية (ثورة تموز 1952) منه أرضه في الستينات. وبقي عنده بعضها. وبدأ يعيد ملكيته عبر شراء أراضي الإصلاح الزراعي من الفلاحين. بكل الطرق واغلبها تلاعب واستغلال وتهديد ووعيد
نحن في عام 1968 .ومصر تعمل لمواجهة هزيمة 1967 إزالة آثار العدوان .ماهر يبيع أرضه للإقطاعي الذي يريد أن يهدم مسجدا مبنيا بين أرض ماهر وارض الاقطاعي .لان تحت المسجد كنزا.؟!!. ويستخدم رجل الدين في القرية ليتم ذلك عبر شرعية دينية واهية ؟!.. يؤكد بها حقة بفعل ما فعل، مستغلا مصداقية رجل الدين عند الناس. وهو التابع للإقطاعي كعبد ، بحكم المصلحة المالية والنفوذ .وهذا الإقطاعي الذي يرتبط مع رجال في الحكم. ويعبر عن مصالح متنوعة، منقب عن الآثار وتاجر بها . ويظهر انه جزء من شبكة تطال البلاد كلها تعمل بالظل والنور برعاية من رجال دولة نافذين… سيذهب ماهر لمصر بعد ان يترك امه للعوز والضياع . يسرقه اللصوص بالقطار ويصل لمصر دون أي مورد مالي . سيتصل ببلدياته منصور الشاب العسكري في سيناء ابن البلد الأصيل . الذي ينتظر الحرب لينتقم لشرف مصر . سيعرفه على بعض تجار مصر وهم ممن يعمل بالآثار ضمنا . وبعد انتظار وصناعة ولاء سيعتمد عندهم. ويسكن فوق سطوح في بيت دعارة سري . ويؤخذ للسجن بتهمة قواد . وتنقذه من تحبه (بتبرئته من التهم) لانه وعدها بتحريرها من عارها والزواج منها.. ويتدرج عند تاجر الآثار ويصبح رجله الأول ويختلف مع ابنه وسيحاول اجتذاب ابنته المتزوجة ثلاثا والمطلقة ويتزوجها لاحقا. وسيتقلب في مجالات عدة ويظهر أن مصر صارت مرتعا للفساد المتحالف مع بعض الأفراد بأجهزة الدولة لتسهيل تسيير كل الممنوعات من تجارة الآثار لتغطية أموال المسؤولين المحصلة من كل أصناف الفساد . وسندخل بالمقابل على عالم أجهزة الأمن والمباحث المتابعة لنشاط تجارة الآثار الممنوعة ونشاط السياسيين أيضا. السياسيين الذين كانوا دائما مظهرا مزعجا للدولة والسلطة. ف الاسلاميين والشيوعيين في السجن بشكل شبه دائم . وعند مجيئ السادات سيخرج الاسلاميين ليضرب بهم اليسار . والذين سيضربون بدرهم السادات نفسه من خلال اغتياله في 1981 . سيظهر أن التيار الديني مخترق لبعض أجهزة الأمن. وبعض عناصر أجهزة الأمن مخترق للإسلاميين . و (ان الاسلاميين يتصرفون دوما وفق عقلية توزيع الادوار .فبعضهم عنفي وبعضهم سلمي وكلهم اخيرا يسعون للسيطرة على السلطة وتنفيذ أفكارهم المخربة للدولة والمجتمع.) . (هذه فكرة مركزية للكاتب يؤكدها دوما) ؟!!. وسيحصل تحالف بين بعض رجال الأمن وبين الإسلاميين.؟!!. وسيكونون في مقدمة من يستثمر الثورة المصرية في 2011.؟!!. ويعملون حتى يسيطرون على كل شيء .؟!!. هناك ربط مطلق بين الفاسدين في السلطة والفاسدين من التجار وبين الإسلاميين .؟!!. وانهم كلهم عبء على الدولة والمجتمع
هنا تنتهي الرواية
في التعقيب نقول:
تكمن خطورة الرواية بكونها تروج فكرة .أن الثورة المصرية تحصل .والإسلاميين يهيمنون . وتتوزع الأدوار… انها تؤسس لاعادة كتابة تاريخ مزيف لواقع حديث جدا ، حتى تبرر ما حصل ويحصل من اغتيال ثورة الشعب المصري..
.الرواية تتحدث عن مصر عبر فترة زمنية تمتد من ما بعد هزيمة حزيران في 1967 .إلى آخر عام 2012. تتحرك الرواية بطريقة خطية .. يعني تأخذ بطل وأبطال الرواية تحكي عن حياتهم الفردية .مبتعدة قدر الإمكان عن مناخهم الاجتماعي . ولا تذكر التطور في الزمان والمكان . ويعبر عن أحداث متتالية في كل مرحلة تمر بها مصر الآن. هزيمة 67 وبعدها حرب 73 باعتبارها نصرا . والسادات واغتياله. هناك تغييب عمد معلومة صلح السادات مع “إسرائيل”. وأن اغتياله مجرد عمل الإسلاميين هذا دورهم دوما ؟!!.. وليس لكونه خان الامة وباع قضيتها فلسطين بغض النظر عن رفضنا للاغتيال السياسي
كما يظهر من مسار الرواية أن واقع مصر كحراك حياتي بكل تفاعلاته غائب سياسيا واقتصاديا وثقافيا ومن كل المناحي. في الرواية يظهر جهاز الدولة عبر الشرطة والمباحث وتطور أفعالهم تجاه الحراك السياسي في مصر كيسار او اسلاميين. ومعالم فساد منبت الصلة مع هيكل الدولة والسلطة . وتبدو السلطة متابعة للفساد وتحاول القضاء عليه . وليس هي من صنعته ورعته والمستفيدة منه.. سيظهر أن هناك مواقف مسبقة ثابتة فالرواية بعنوان فرعي تقول “الزمن لا يغير الناس وإنما يكشف حقيقتهم تباعا”. وهذه مصادرة غير علمية على الناس . الفلاح الذي باع أرضه وتحول لصبي تاجر آثار ثم سجن ثم تاجر آثار منتفخ بالفساد ثم يقع في قبضة العدالة يبدو أنه يسير لقدرة المحدد سلفا من صانع الرواية وليس الحدث الواقعي. والإسلاميين هم مشروع تخريبي بالمجتمع كما يراهم الكاتب.فهم يتزيون دوما بما يتطلب الواقع . ولكنهم اخيرا مشروعا اقصائيا يدمر المجتمع ويرسم الكاتب مسارهم ومصيرهم . يؤكد هذا عبر نص يسبق ما سيحصل فعلا. وليس الحياة نفسها من تقرر بتطورات الواقع السياسي والمجتمعي حياة الأفراد وتنوع حضورهم وأدوارهم.
السلطة والدولة تبدو غائبة مرة؟!، وضحيه مرة؟!.، وصاحبة القوة المطلقة والفساد مرة.؟!… وان اردنا رسم معالمها . فستكون عبر الرواية هي الاجهزة التي تعمل كل جهدها لخدمة البلد.؟!!.. أي بلد لا نعلم.؟!. من هم اصحاب السلطة.؟!. ومن المستفيد من اربعين عاما عاشت مصر فيها ارتباطات خارجية ضد شعب مصر ومصالحها .؟!!.. ومن استثمر مصر لمصلحته ، طبقة الفساد والثراء والتغول في مصر من هي؟!. ومن صنعها لا يظهر ؟!!. وعندما يتحدث عن الفساد يربطه بالنزعة الفردية وكأن الظرف الاجتماعي والقهر والفقر والفساد لم يؤدي لتشريد شعب مصر في بلاد العالم.!! . ولم يجعله يعيش في ثلاثية الفقر والجهل والتخلف وغياب الأمان التي أثمرت كل الموبقات وأثمرت ربيع مصر وثورتها..
بين يدينا رواية تدافع عن الطبقة التي سرقت مصر لمصلحتها ومصلحة الغرب و”إسرائيل”. ليعيد السبب لأمراض أفراد بالفساد وتجييش الإسلاميين والسياسيين الذين يلعبون في أقدار البلاد.. لا بد أن هناك رواية قادمة (ستتحدث عن مصر عندما اسقطت الفساد وحليفه الإسلاميين راعي الإرهاب والفساد).؟!!. كما سيصور الكاتب وليس الحياة
هناك تغييب مطلق للتحالف بين السلطة السياسية وما أفرزته من رجال مال وأعمال عملت مافيا لسرقة البلد . وحولتها لمجرد مركز تصريف أعمال أعداء مصر. الغرب و”إسرائيل”. وجعلت الشعب يعيش في مستوى حياتي اقل وصف له انه لا انساني. وعندما تأتي الرواية (شهادة زور من قاضي ).فهي تقدم دليلا على دور متنفذي القضاء المصري بالإساءة للثورة المصرية والردة عليها وتسويق الاستبداد مجددا .بالتحالف مع طبقة رجال المال والأعمال والسلطة السابقة وامتدادها الإقليمي دول الاستبداد العربي والنظام العالمي
(غرب وشرق) و(اسرائيل)
.إنها رواية الردة على الثورة وجاءت مبكرة. انها وليد غير شرعي لثقافة مصر الرائدة في عالمنا العربي.. وهي عنوان مرحلة ربما تطول لكنها زائلة حتما.. بإرادة الناس ولان الحق وحرية الشعب ومطالبة بالعدالة والدولة الديمقراطية من مطلقات العصر وحقوق البشر
ويكون أقرب إلى إنسانيتهم
27.6.2014…
رواية “المرشد” للروائي المصري “اشرف العشماوي” قراءة جميلة وتعقيب موضوعي من الكاتب “احمد العربي” الرواية تتحدث عن المرشدأي “المخبر” تبدأ من الفلاح الذي ورث أرضه من والده التي وزعها عليه الإصلاح الزراعي، ليبيعها للإقطاعي الذي قامت الثورة بالإستيلاء على فائض أرضه وتوزيعها على الفلاحين، ليستعيدها من جديد.