نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريراً أعده أندرو أنغلاند وفليتشا شوارتز قالا فيه إن الولايات المتحدة تقوم بتشجيع دول عربية كي تنضم إلى قوة متعددة الجنسيات في غزة بعد الحرب.
وتأمل إدارة بايدن بأن تعمل هذه القوة على تحقيق الاستقرار في قطاع غزة لحين ظهور سلطة فلسطينية يوثق بها كما تقول.
وناقشت الولايات الخطط مع دول عربية، حيث تنظر مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب بهذه المبادرة، في وقت لم يعبر فيه الرئيس جو بايدن عن استعداد لنشر قوات أمريكية في غزة، حسب مسؤولين غربيين وعرب.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي قوله: “قالت الدول العربية إن الولايات المتحدة يجب أن تقود ولهذا تفكر [الولايات المتحدة] كيف ستقود بدون جنود على الأرض”. وأضاف المسؤول “إن ثلاث دول عربية عقدت مناقشات أولية بما فيها مصر والإمارات العربية المتحدة والمغرب ولكنها تريد من الولايات المتحدة الاعتراف بفلسطين”.
ورفضت دول عربية أخرى نشر قواتها، ومنها السعودية خوفا من النظر إليها كمتواطئة مع إسرائيل. وتخشى من الوقوع في شرك التمرد داخل القطاع الذي تسيطر عليه حماس منذ عام 2007. ولاحظت الصحيفة أن الدول العربية باتت تتقبل فكرة قوة دولية عاملة في غزة، حيث تناضل الدول العربية والغربية من أجل التوصل إلى حل بديل عن بقاء القوات الإسرائيلية في القطاع.
وقال شخص على اطلاع بالمناقشات إن واشنطن تحاول بناء زخم لقوة استقرار مع أن السياسة الأمريكية واضحة وهي عدم نشر قوات على الأرض. ولهذا يجدون صعوبة في دعوة الآخرين للانضمام إلى المبادرة. وأضاف “لكن هناك طرقا أخرى على ما يبدو، وأي جهد يجب أن يكون بقيادة أمريكية” و”أمامنا طريق طويل لكي نشاهد قوة استقرار عربية في غزة”، حسبما قال. ومن غير الواضح ماذا سيكون موقف إسرائيل وسط إحباط الولايات المتحدة من نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الحرب وما هي المدة التي سيبقي فيها القوات الإسرائيلية في القطاع المحطم؟ ومن سيقبل به التحالف المتطرف لإدارة غزة؟ ومتى ستنتهي الحرب؟
وفي مقابلة مع شبكة “سي بي أس” قال أنطوني بلينكن، وزير الخارجية إن واشنطن “تعمل وعلى مدى عدة أسابيع لتطوير خطط للأمن والحكم وإعادة الإعمار” مع دول عربية وبقية الحلفاء. وأضاف “لكننا لم نر أي شيء من إسرائيل”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن عقدت مباحثات “مع شركاء بالمنطقة حول غزة ما بعد الحرب” وأن الكثيرين عبروا عن “استعداد للعب دور بناء عندما تسنح الظروف”. وقال المتحدث “ستكون هناك حاجة لأن تتقدم الكثير من الدول لدعم الحكم والأمن والجهود الإنسانية في غزة” و”لن أسبق هذه النقاشات الدبلوماسية”.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستحتفظ بالمسؤولية الأمنية الكاملة على غزة ورفض مقترحات الولايات المتحدة ودول عربية منح دور للسلطة الوطنية الفلسطينية في حكم غزة. كما وكرر معارضته لدولة فلسطينية.
وفي الوقت الذي عبر فيه بعض المسؤولين الإسرائيليين، مثل وزير الدفاع يواف غالانت، عن دعمهم لقوة دولية، إلا أن غياب الوضوح الإسرائيلي يجعل من الصعوبة التخطيط لما بعد الحرب.
وقال المسؤول الغربي: “ترفض إسرائيل الحديث مع أحد، وهي في حالة إنكار. والجميع يتحدثون فيما بينهم”. وقال: “تقول الدول العربية إن على الغرب أن يعترف بالدولة الفلسطينية لكن قلة من الدول الغربية قريبة من فعل هذا”.
وقال مسؤول عربي، أكد أن الولايات المتحدة طرحت فكرة قوات حفظ سلام مع شركائها في المنطقة، إن هناك خلافات بين الدول العربية حول خطط ما بعد الحرب. والمشكلة كما يقول “لا أحد يعرف ماذا سيكون شكل اليوم التالي”.
ومنذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر انهار النظام المدني ودمرت معظم البنى التحتية، في وقت تعهد فيه بتدمير حماس. وفي الوقت التي أضعفت فيه من قوتها إلا أن الولايات المتحدة والدول العربية، حذرت إسرائيل من عدم قدرتها على هزيمة حماس كليا لأنها جزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
وتؤكد الدول العربية على أن أي حل مستدام للأزمة يعني ضغط الولايات المتحدة على إسرائيل كي تعترف بحل الدولتين. وجزء من الحل هو تسليم إدارة القطاع لسلطة وطنية متجددة إلى جانب إدارتها للضفة الغربية والقدس الشرقية. إلا أن ضعف السلطة وفقدانها المصداقية يعقد مشكلة السلطة التي تدير مناطق محدودة من الضفة الغربية. وقال مسؤولون غربيون إن الأمم المتحدة اقترحت قيام الشرطة الموجودة في غزة بالإشراف على النظام وبدور محتمل لقوات الأمن الفلسطينية. وعلق المسؤول: “لكن هذا فيه تحد نظرا للقيود على القدرات والحاجة للحصول على موافقة حماس. وربما كانت السلطة قادرة على نشر قواتها من الضفة مع مرور الوقت”. و”هناك أمر آخر، وهو العنصر الدولي في أي قوة والتي لا تتقدم أماما نظرا لعدم رغبة الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية نشر قواتها على الأرض”، حسبما قال المسؤولون.
وأغضب نتنياهو الدول العربية عندما اقترح أنها قد تساعد حكومة في غزة. وفي الأسبوع الماضي، قال وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إن إسرائيل ليست لديها القدرة القانونية لاتخاذ هذه الخطوة. وقال إن الإمارات مستعدة لدعم حكومة فلسطينية تحقق تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني، مضيفا أن الإمارات العربية المتحدة “ترفض المشاركة بخطة تهدف لتقديم غطاء للوجود الإسرائيلي في قطاع غزة”.
المصدر: “القدس العربي”
الحديث عن اليوم التالي بغزة، حديث سفسطائي لأن من يحدده هو نتائح هذه الحرب المتوحشة القذرة، لأن تضارب المصالح والأجندات بين قيادة الحكومة “نتنياهو” والمتطرفين مع قيادة بايدن/بلينكن، إن شعبنا الفلسطيني هو صاحب القرار، ونتائج نهاية الحرب، والموقف الأممي لغياب الموقف العربي والإقليمي .