التزم غالبية أهالي محافظة السويداء السورية بإجراءات العزل الصحي للوقاية من فيروس كورونا، لكن المشهد تغيّر بعد نحو ثلاثة أسابيع، إذ بدأ كثير منهم تجاهل تلك الإجراءات المقررة من حكومة النظام، فمنهم من فتح محله التجاري، ومنهم مياومون عادوا للبحث عن أرزاقهم.
وقالت رويدة مهنا، إنها لم تعد قادرة على غلق محلها لبيع مواد التجميل والإكسسوارات، موضحة لـ”العربي الجديد”، أن “هذا المحل هو مصدر رزق عائلتي الوحيد، وأعيل منه أطفالي الثلاثة، بعد أن توقف عمل زوجي في لبنان، ولم يعد يرسل لنا المال. فتحت المحل بعد أن رأيت محال كثيرة تفتح أبوابها، فالناس لا تستطيع العيش من دون عمل، ونحن بالكاد نوفر حصيل مصروفنا اليومي، لأن الأسعار ارتفعت بشكل كبير، والحركة تراجعت في السوق”.
وفي شارع أبو وليد وسط مدينة السويداء، المعروف بمحال بيع القطنيات وتجهيزات العرائس، فتح أكثر من محل أبوابه، وإن سيطر القلق على أصحابها الذين يرقبون العابرين في الشارع، وقال أحدهم لـ”العربي الجديد”، طالبا عدم ذكر اسمه: “الوضع لا يطاق، ونخشى أن تأتي الشرطة لتتخذ بحقنا مخالفات. لماذا لم يصدروا قرارا متزامنا بوقف دفع الإيجارات؟ كيف سأدفع إيجار المحل والمنزل إن استمر إغلاق الأسواق ومنع التنقل؟”.
وأضاف “يعمل لدي أربعة عمال وعاملات، وهم بحاجة إلى رواتبهم لدفع التزاماتهم وتأمين مصاريفهم، ولست قادرا على تحمل كل تلك النفقات، خاصة أن ارتفاع الأسعار تسبب في كساد، وكنا نأمل أن يتحرك الوضع قليلا مع قدوم الصيف، لكن إن بقي الحال على ما هو فأعتقد أن الوضع سيكون أسوأ من الشتاء”.
بالقرب من السوق، كان مهند المصري ينقل، مع مجموعة من الشبان، كومة من الرمل والبحص إلى داخل بناء قيد الإنشاء، وقال لـ”العربي الجديد”: “توقفنا عن العمل لمدة 15 يوما، والحمد لله لم تظهر علينا أية أعراض إصابة، وأصبحنا بحاجة إلى كثير من الاحتياجات في المنزل. سمعت أن كثيرا من الدول منحت مواطنيها مساعدات، لكن هنا لم يسألنا أحد عن أوضاعنا، أو كيف نؤمّن خبزنا الذي زاد سعره بعد إلزامنا بالحصول عليه من قبل معتمدي الخبز”.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام السوري، في وقت سابق، تسجيل 19 إصابة بفيروس كورونا، شُفي من بينهم 3 مصابين، في حين توفي مصابان. ومددت الحكومة قرار إغلاق الأسواق إلى 16 إبريل/نيسان، في حين يستمر إغلاق المدارس والجامعات وإيقاف التنقل بين المحافظات، وبين الأرياف ومراكز المدن، الأمر الذي تسبب في توقف أعمال كثير من السوريين.
المصدر: العربي الجديد