يا شام أرجوكِ اصبري
آهٍ لو انكِ تصبرين!!!
إنّا نعيشُ الآن موجات ارتداد الصامتين
ناموا جميعاً في جحور ظلامهم
والكون أطفأ كهفه ..
وبقيتِ وحدكِ تنزفين
ما بال هذا الموت قد ترك الورى
واختار عزّكِ دون كلّ العالمين؟!
مَنْ ذا الذي قد دلّهُ …حتى تمادى هكذا؟!
مَنْ ذا أضاء ضلاله…،
فتح النزيف على الخلائق واستباح المُتعبين؟!
مَنْ ذا الذي اعتقل الشوارع والمسافة والحنين؟!
ثمّ اعتلى ليمُجَّ روح الآمنين….!
مَنْ هدّ فينا قاسيون العاشقين؟!
مَنْ خلّع الأبواب حتى فوّحتْ منها عطورُ الغائبين؟!
مَنْ همْ جياع الزاحفين ،كما الجرادِ،بدمعنا ودمائنا
متوضئين؟!
مَنْ ذا الذي خطف الربيع ،بأبخس الأثمان باع الياسمين؟!
تباً لهم،ولكذبة(الإنسان) في العصر المُهين
تباً لهم،
ولأُمةٍ من تحت صرختنا تلوذ وتستكين
لكأن ما أحدٌ يراها وهي تمشي خلسةً
نحو التملُص من حياء الوجه أو ردّ الجميل
والله لا نبغي ردوداً أو بديل
يا ما أُحيل الموت هذا بعد أن كنّا نُربّي العزّ جيلاً بعد جيل
لا عارُنا،لا كفّنا
عارُ الصقور بما شَوَتْ كفّ الجهيل
عارٌ عليكم أن يموت المهر والخيلُ الأصيل
عارٌ لمن لا يستميتُ لمهرةٍ صهلتْ وغاصبها الدخيل
عارٌ على الجيران إذلال النبيل
عارٌ على ماء الخليج ،يتوهُ في السفن الدليل
عارٌ على النهرين ما صاح النخيل
لا ..لا الفرات أجارنا
لا النيل نيل
تباً لمن ما هزّهُ…صوتُ النخيل
تباً لمن عميت عيونه،ما رأى
(درعا ) يُفرّغها العميل