كشف مصدر أمني محلي لموقع “تلفزيون سوريا”، أن تعميماً وصل إلى الميليشيات الإيرانية في شرقي سوريا، نص على ضرورة التأهب الميداني لما وصفها المصدر بالعمليات الأمنية في المنطقة الشرقية.
وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن التعميم وصل شفهياً برفقة قيادي عراقي ضمن ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، الذي التقى بقيادات ميدانية وأبلغهم بالتعميم، الذي وصفه بالصادر عن مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني.
وأشار المصدر الأمني إلى أن التحركات الميدانية للميليشيات الإيرانية في غرب الفرات، تمثلت بنقل عدد من الصواريخ إلى أطراف نهر الفرات بريف دير الزور الشرقي، إضافة إلى نقل أخرى مماثلة إلى بلدة معدان شرقي الرقة، مضيفاً أن ميليشيا حزب الله اللبناني تولت مهمة عملية النقل.
وحيال طريقة النقل، قال المصدر إن الصواريخ نقلت عبر سيارات مدنية لإبعاد الشبهة، وتمت مرافقتها بلباس وسيارات مدنية أخرى من قبل ميليشيا “حزب الله” اللبناني، مؤكداً أن عملية توزيع تلك الصواريخ شملت صواريخ مماثلة في قاعدة بالقرب من قلعة الرحبة، وفي بادية الدوير شرقي دير الزور.
وأضاف المصدر الأمني أن عملية توزيع الصواريخ تشير إلى نية عسكرية للإيرانيين بتحرك ما في المنطقة، منوهاً أن بعض الصواريخ التي نقلت هي صواريخ قصيرة المدى، منوهاً أن لا أوامر وصلت لقادة القطاعات العسكرية بالتحرك العسكري، لكن ثمة شيء يخطط له الإيرانيون على حد وصفه.
هذا ونوه المصدر أن الميليشيات الإيرانية منعت العناصر السوريين بالوصول إلى مقارها العسكرية التي نقلت إليها الصواريخ، وطلبت منهم البقاء في المقار داخل المدن والحد من الحركة، مشيراً إلى أن القيادي العراقي الذي أوصل التعميم، حذر من قصف أميركي أو إسرائيلي مقبل على المنطقة.
وقال المصدر الذي له ارتباط أمني بالميليشيات الإيرانية إن القيادي العراقي، قال لهم إن قرار الرد على أيّ قصف صدر من قيادات عليا وإن الرد سيكون بمكان لا يتوقعه الأعداء وفق ما قال المسؤول العراقي للقيادات الميدانية.
التحالف الدولي يعزز قواعده في ريف دير الزور
في مقابل التحركات الإيرانية غربي الفرات، كشف موقع “Forbes”، عزم الولايات المتحدة الأميركية نشر نظام صواريخ دفاعية متحرك في سوريا والعراق قريبا، مضيفة أن نظام الصواريخ الدفاعية الجوية قصير المدى “أفنجر” هو أفضل نظام متاح بسهولة لحماية القوات في سوريا والعراق من التهديد المتزايد الذي تشكله الطائرات من دون طيار.
وقالت مصادر محلية إن التحالف الدولي استقدم معدات عسكرية ولوجستية إلى قاعدتي العمر وكونيكو في ريف دير الزور الشرقي، مشيرة إلى أن طائرات مروحية كثفت وصولها إلى القاعدتين اللتين تعتبران من أبرز قواعد التحالف، كما تحظيان بموقع جغرافي مهم كونهما قريبتين من نفوذ طهران على الضفة الغربية من نهر الفرات.
وكانت الولايات المتحدة قد استقدمت منظومة صواريخ “هيمارس” التي تعتبر ذات مدى متوسط، لكن تقارير محلية أشارت إلى أن القوات الأميركية أعادت سحبها من المنطقة إلى كردستان العراق، هذا وكانت واشنطن قد عززت من وجودها العسكري باستقدام معدات عسكرية متطورة إلى المنطقة، أبرزها مدرعات برادلي.
التحركات الإيرانية لتثبيت النفوذ
وحيال هذا التحرك، قال الباحث في مركز الشرق للدراسات سعد الشارع، في تصريح خاص لموقع “تلفزيون سوريا” إنه “لا ربط بين استقدام المنظومة الصاروخية الأميركية إلى شرق الفرات وتحركات الإيرانيين في غربي الفرات”، معتبراً أن تحركات الإيرانيين تأتي في سياق إنشاء قواعد ونقاط عسكرية جديدة بالقرب من قاعدة الإمام علي وتحديداً في الطرف الشرقي للقاعدة الإيرانية.
وأشار الشارع إلى أن تحركات الإيرانيين لتثبيت النفوذ بالقرب من الحدود العراقية، موضحاً أن التحركات الجديدة والحشود تركزت في منطقة الميادين شرقي دير الزور، وهي تدرج في ظل العمليات العسكرية للميليشيات الإيرانية ضد “تنظيم الدولة” في البادية السورية، منوهاً أن الإيرانيين يكثفون اجتماعاتهم في الآونة الاخيرة، والتي تصب جميعها في صلب تعزيز الكادر البشري في صفوف “الحرس الثوري” الإيراني بتنسيق مع نظام الأسد.
واعتبر الشارع أن استقدام المنظومة الصاروخية الأميركية يدرج في نطاق الردع، وضبط الوضع على نهر الفرات، الذي يعتبر الحد الفاصل مع الإيرانيين، منوهاً أن النقطة العسكرية في بلدة الباغوز لا تبعد إلا أمتاراً قليلة عن نفوذ إيران، لذلك المنظومة الصاروخية هي ردعية، وواشنطن تخشى أن يتكرر سيناريو العراق في سوريا، عبر استهداف القواعد الأميركية في سوريا، خاصة في منطقة شرقي الفرات، وذاك حجة قد تلصق بتنظيم الدولة، والفاعل الحقيقي وراءها هو إيران.
الرد الاستراتيجي
من جانبه، اعتبر الباحث أحمد حسن، أن “إيران تعمل على مبدأ الرد الاستراتيجي، الذي يتركز على أن يكون لإيران مشروع يخرج الولايات المتحدة الأميركية من المنطقة، على المدى المتوسط والبعيد”، مشيراً إلى أن “ما يحصل في العراق وسوريا هو جزء من تلك الاستراتيجية، التي تعطي أولية لملف الصواريخ بالنسبة للميليشيات الإيرانية، لتهديد القوات الأميركية في المنطقة.
واعتبر حسن، في تصريحه لموقع “تلفزيون سوريا”، أن المنظومة التي سترسلها واشنطن إلى سوريا تدرج في مواجهة الطوارئ في المنطقة، ولمواجهة الاستراتيجية الإيرانية، وأن الاتفاقية التي وقعت بين النظام وإيران تقوم على المجال الدفاعي وتطوير تقنية الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وتلك صواريخ ستستخدمها إيران من مناطق قريبة من القواعد الأميركية، وهذا يوضح أن واشنطن تعمل على استراتيجية مواجهة تلك الصواريخ التي تستقدمها إيران إلى سوريا، منوهاً أن إيران فشلت بالصواريخ البالستية، نتيجة الأخطاء التي رافقت عملية صناعتها، ويتم تعويضها حالياً بصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى.
هذا وتحولت المنطقة الشرقية من سوريا إلى ترسانة عسكرية للميليشيات الإيرانية، كما أنها أصبحت مسرحاً للردود على الهجمات الإيرانية التي تتم في مناطق مختلفة، وهذا يراه عسكريون أنه الأقل كلفة والأقل تصعيداً، كما أن طهران تولي شرق سوريا أهمية كبيرة نتيجة موقعها الجغرافي المهم في استراتجيتها التمددية.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا