أكتب وانا أحترقُ كمطرٍ من دموعٍ
أكتبُ وأنا أعانقُ روحَ شعبي الذى صعدَ السماء
لامسيحا ولا سبارتاكوس بنشوان
وهامَ على وجههِ في شتاتِ الأرضِ وهو يعانقُ المجدَ
مجدٌ تعجزُ عنهُ الجموعُ وملايينُ البشرِ
لأنها لم تتذوقْ هواءَ الحريّةِ
التي عرفَها العشاقُ والأحرارُ وحدهمْ وعجزَ عن تذوّقِها
الأباطرةُ والملوك
لو يعرفُ الشعبُ السوريّ ما الذي فعلَه بعدَ كلّ هذه الآلام التي فُرِضتْ عليه، وأجبروهُ عليها.
لقد عانقَ اختيارهُ الصعبَ العظيمَ،
وأصبحَ ولأوّلِ مرّةٍ أمامَ حرّيتِهِ وجهاً لوجهٍ
ومنْ قالَ أنّ الاختيارَ وقولةَ.. لا.. سهلةٌ وطيّعةٌ وَمفروشٌ الطريقُ إليها بالحريرِ.
ومنْ قالَ أنّ دربَ الحرّيةِ قصيرٌ وسهلٌ ومحفوفٌ بالوردِ
إنّها الحريّةُ الصعبةُ التي تعدلُ الوجودَ والأعمارَ كلّها
الحريّةُ التي لا حياةَ ولا وجودَ ولا معنى إلّا بِها..
وبها يتِمّ الفصلُ مرّةً واحدةً
بينَ الأحرارِ وبينَ العبيدِ
والجلادونَ والقتلةُ والطّغاةُ وأولادُ العارِ
همْ أحطّ حتّى من مستوى العبيدِ،ومن كلّ دوابّ الأرضِ..
لأنّهم موظفو الموتِ، وقتلةُ الحياةِ
الحريّةُ
الاختيارُ الحريّةُ الاختيارُ
مسؤوليّةُ الأحرارِ
الاختيارُ هوَ الحريّةُ وكلّ مايترتّبُ عليها.
بوركَ السوريونَ الذينَ اختاروا الحريّة التي لاتَقْتلُ البشرَ ولا تؤذي الخلقَ ولا تعسفُ على الموتِ الطبيعيّ الذي هو رحمةً.
بل تمجّدُ الحياةَ والسّلامَ والحبّ والعدلَ والجمالَ حريّةً
حتى آخر نفسٍ وهجسٍ ومعنى حياة..
الغد والمستقبل للسوريين الأحرار
تماما كما هما لكل حر على الأرض
انتمى للكرامة والعدل والحياة
ولم يقتل أو يدمر البشر