بعد الانتفاضة النيسانية المباركة عام ٢٠٠٥ والتي شهدت أحداث دامية، استشهد خلالها ٥٠٠ شهيد من خيرة أبناء الشعب العربي الأحوازي.
في ساحات المدن و القرى نتيجة القمع الوحشي من قبل السلطة الفارسية والإعدامات التي تلتها آنذاك ، أتخذ الاحتلال سياسة الاعتقالات الاستباقية تجاه الأحوازيين أولا لمعرفة مدى تأثير الانتفاضة و تطوراتها القادمة على الشارع الأحوازي ، ثانيا لزرع الرعب و الترهيب بين أوساط شعبنا و خصوصا شبابنا المناضلين محاولا النيل من عزيتهم حسب تصور المخططين لسياسات النظام العنصري القمعي ، حتى يحاصر و يحد من دائرة انتشار الوعي الجماهيري ، التي حملتها و مثلتها الانتفاضة لمواجهة سياسة التذويب و التهجير لشعبنا بالاستفادة من اكثر الوسائل اجراما و عنصرية .
رغم أن الماجدة المناضلة الأحوازية كانت دوما مشاركة في الانتفاضة عملياً من خلال دورها التربوي و التوعوي فكريا و وطنيا لأطفال الوطن و بنفس الوقت كانت ملهمة لكل الثوار الذين استشهدوا أو اعتقلوا و أسروا ، لكن لم تنل الشهادة امرأة واحدة و لا تتعرض للاعتقال ، نظرا للأعداد الكبيرة من المعتقلين الألف و مائتين و خمسون ، الأمر الذي ترك لدى النظام انطباعه و استنتاجه الخاطئ و هو أن ثورة شعبنا بأهدافها التحررية والنضال الملحمي و الدؤوب لعدة عقود ، لم يكن للمرأة الأحوازية أي مشاركة فعالة و منظورة فيها و لذلك حذفت مكانتها من صفوف ثورته المستمرة في الشارع الذي نصفه يتشكل من العنصر النسوي بامتياز .
و بهذا الوسط حط الاحتلال جل اهتمامه و وجه خططه القمعية و الاحتوائية باتجاه تحركات شبابنا الذكور فقط ، لكنه بعد ذلك ، لمس الحقيقة و هي ان تحليله كان خاطئا و أصبح يشاهد جيلا مناضلا و مشاركة فعالة فيه للمرأة دورا بارزاً، حيث اصبحنا نشاهد السجينات الأحوازيات بالعشرات يخرجن بكفالات باهظة و عشرات أخريات غيرهن يدخلن السجن بعد حملة الاعتقالات التي شملت اسماء نسوية شبابية لمعت في السنين الخمسة عشرة الأخيرة و هن جيل بدأ حياته شاهد على الاعتقالات و التعذيب و الإعدام لآبائهن و اشقائهن الذين استشهدوا أو عذبوا و سجنوا من اجل قضية شعبهم و ذلك بشكل واسع و هذا ما صنع جيلا ثائرا بكل طاقاته البشرية لشعبنا ليدفع النظام الاحتلالي لتوسيع قمعه و تعذيبه للماجدات ايضا ، بل و عندما يهاجم منزلاً لاعتقال عنصر ، يعتقل كل شباب العائلة من الذكور و الإناث ، و شاهدنا هذا في الاعتقالات الأخيرة في الفلاحية لأزهار الغبيشي و زينب الساري في الرفيع اللواتي اعتقلن مع اشقائهن، و الماجدات فاطمة التميمي و مريم العامري اعتقلن مع نشطاء مدنيين اتهموا أنهم تواصلوا أو تعاونوا معهن منهم الناشط المدني أبو دانيال المتعاون مع الناشطات فاطمة ومريم.
و ليعلم الاحتلال الفارسي الذي مازال يصر أن يسمينا عشائر عرب خوزستان( القبائل العربية) أننا لم نكن يوما مجرد عشائر ، و الأحوازيين كانوا و مازالوا يمثلون شعب بتاريخه و حضارته ، يضم الرجال و النساء و المرأة تلعب دورا ليس في المجالات المدنية في الثورة فقط بل و انها وصلت للمشاركة في أعلى هرم قيادة تنظيماتنا المناضلة و ثورتنا سائرة من باب السلام الى المحمرة بالرجال و النساء و بكل ملايينهم ، جميعا مناضلين لإعادة الوطن و ثرواته و دولته المحتلة و بناء مستقبلهم على ترابه مهما كلفهم هذا الأمر والاحتلال شاهد على هذا الإصرار لشعبنا ، و إن اعتقال الماجدات يدفع لمشاركة جماهيرية أوسع في صفوف الرجال و النساء يد بيد ، حيث تجمعهم الغيرة الوطنية و الشرف الأحوازي المشترك و ضرورة تحرير الوطن .
المصدر: المركز الإعلامي لجبهة الأحواز الديمقراطية، ‘حدى فصائل المجلس الوطني لقوى الثورة الأحوازية