على الرغم من أن روسيا وقعت في الخامس من آذار/ مارس العام الحالي مع تركيا اتفاق وقف لإطلاق النار في منطقة “خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها)، إلا أن الداعم الرئيسي لنظام الأسد لا تزال تعمل على تجريب أسلحة جديدة في المنطقة مستهدفةً مناطق مأهولة بالسكان.
وحصلت “زمان الوصل” على معلومات تؤكد بأن روسيا بدأت قبل أسبوعين بتجربة الـ”درون الانتحاري” النسخة المحدثة من “KYB-UAV”، إثر استهدافها ورشة عمال زيتون قبل أسبوع بالقرب من بلدة “نحليا” غرب إدلب، عندما استهدفت المُسيرة سيارة مدنية تنقل مزارعين، ما أدى لإصابة ثلاثة مدنيين بينهم امرأة.
وتستطيع المُسيرة “KYB-UAV” أن تحمل ذخائر وحمولة بوزن 3 كغ، وقد استخدمت المُسيرة ألغام من نوع “POM-2” مضادة للأفراد قبل أسبوعين عند استهداف ورشة زيتون بالقرب من مدينة “معرة مصرين” شمال إدلب، ما أدى لمقتل مدني وإصابة 5 آخرين، حيث أكد الدفاع المدني في بيانٍ له حينها أن الاستهداف كان من قبل طائرة مُسيرة روسية ألقت ألغام من نوع “POM-2″ على مكان ورشة العمال بعد تفقد المكان والعثور على مخلفات الألغام في المنطقة.
وبعد سقوط اللغم (POM-2) على سطح الأرض تفتح ست شفرات ويطلق اللغم كتل فولاذية صغيرة تسحب خلفها أسلاك معدنية رقيقة جداً، وتكون هذه الأسلاك بمثابة مستشعرات، ومن من هذه اللحظة يكون اللغم في وضع قتالي ويبدأ العد التنازلي لعمله القتالي، وينفجر عند لمس أي سلك من الأسلاك التي انبثقت عنه والتي يصل طولها لـ 9.5 متر”.
المُسيرة الانتحارية هي نظام جوي قتالي بدون طيار “KYB-UAV” والذي كشفت عنه الشركة المُصنعة الروسية “كلاشينكوف” في معرض الدفاع الدولي IDEX 2019، حيث تدعي أنه قادر على شن ضربات تكتيكية دقيقة بعيدة المدى، ويوفر حمولة محددة للإحداثيات المستهدفة يتم تحديد إحداثيات الهدف يدويًا أو يتم الحصول عليها من كاميرا الدرون، ويصعب مكافحته بواسطة أنظمة الدفاع الجوي التقليدية.
ويمتلك الدرون “KYB-UAV” القدرة على الطيران لمدة تبلغ 30 دقيقة، ويبلغ مدى تشغيله 7 كيلو مترات، وحمولته هي 3 كجم، كما تبلغ سرعة الطيران النموذجية 80 كلم في الساعة، وسرعته القصوى 130 كم في الساعة.
وكانت قد استخدمت روسيا قبل أشهر درون انتحاري من نوع “HERO_30″، وهو صناعة إسرائيلية، ولكن عملت الصين على تصنيع درون شبيه له ولكن أطلقت عليه مُسمى S-570 وعرضته أول مرة خلال معرض دفاعي صيني عام 2019، ومن المرجح أن تكون روسيا قد استخدمت الدرون الصيني المستنسخ عن الدرون الإسرائيلي.
وقد استخدمت روسيا هذا الدرون لأكثر من خمسة مرات كان آخرها استهداف شركة “وتد” للمحروقات في مدينة “سرمدا” شمال إدلب في الثامن عشر من تموز العام الحالي، ما أدى لاحتراق عدة صهاريج وقود دون وقوع أي خسائر بشرية.
ويتراوح مدى هذه النوع من المُسيرات بين 5 كيلومترات و250 كيلومترا، وتطلق من قواذف يحملها الجنود أو من سفن حربية وطائرات حربية وحتى من طائرات استطلاع، ويمكن لطائرات “HERO” “البقاء في الجو لوقت طويل يتراوح بين 20 دقيقة لأصغر نوع منها وساعات للأحجام الأكبر.
المصدر: زمان الوصل