سوريون يحيون ذكرى اغتيال مشعل تمو

جلال بكور

أحيا سوريون، الأربعاء، الذكرى التاسعة لاغتيال الناشط والسياسي الكردي المعارض للنظام السوري، مشعل تمو، الذي قضى على يد مجهولين، في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2011، في مدينة القامشلي شمال شرقي سورية.

وُلد تمو في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1957، في مدينة الدرباسية بمحافظة الحسكة، وتخرّج بشهادة هندسة زراعية في سورية، وعمل بالسياسة منذ التسعينيات.

أسس مشعل تمو في عام 2005 حزب تيار المستقبل، واعتقله النظام السوري في عام 2008، وحكم  عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمتَي النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي الوطني، ولكن أفرج عنه لاحقاً في شهر يونيو/حزيران عام 2011 لتخفيف وطأة حركة الاحتجاجات العنيفة في مناطق الأكراد بسورية.

وتُعرف عن تمو مطالبته بحقوق المكون الكردي داخل الدولة السورية، وهو يرفض الفكر الانفصالي، وينادي بالأكراد كمكون سوري أصيل.

وفي حديث مع “العربي الجديد”، قال المعارض السياسي والناشط الكردي جوان محمد إن: “مشعل تمو يذكّر السوريين بالوجه الحقيقي لإرادة الشعب السوري في التغيير من خلال ثورته”.

وأضاف محمد، الذي كان صديقا لمشعل تمو، أن الأخير “كان خير من يمثل تلك الإرادة ويجسّدها في خطابه وفكره ومنهجه نحو إرادة الانعتاق والتخلص من الظلم والطغيان والاستبداد، وتحقيق الدولة المدنية التعددية الديمقراطية المبنية على قاعدة الحق والقانون؛ دولة مواطنة يكون جميع أفرادها وقومياتها ومكوناتها متساوين أمام القانون؛ دولة يسودها العدل بعيدا عن تغول الأجهزة الأمنية القمعية والطغمة العسكرية الحاكمة”.

ويرى المعتقل السابق لدى النظام السوري أن “مشعل يجسد هذه المفاهيم من خلال واقعية يؤمن بها كهدف لا يمكن التخلي عنه ولا خيار إلا تحقيقه… وكانت نظرته لحل القضية الكردية أيضا تأتي من الخيار الوطني، وأنها ليست بمعزل عن خيارات الشعب السوري، بل وسوريته كانت تملي عليه إيجاد حل وطني عادل للقضية الكردية، وأنها ليست بمعزل عن القضايا الوطنية”.

ويرى جوان محمد أن “رمزية مشعل هي في أن أفكاره تمثل الهوية الوطنية السورية الحقيقية، ومستقبل الأجيال القادمة للتعايش السلمي بين مكونات هذا التكوين، بعيدا عن التطرف والتعصب والطائفية، ومن المؤكد أن مشعل كان سيقف ضد ممارسات أي طرف في حال خرق هذه القاعدة، حتى وإن كانت أطرافا في المعارضة”.

ويضيف أن خطاب مشعل السياسي متقدم على الكثير من الأطراف السياسية، بالرغم من مرور 9 سنوات على مقتله “إلا أنه خلد في وجدان وضمير كل سوري…”.

وكتب رئيس الائتلاف السوري المعارض نصر الحريري على “تويتر” مذكّرا بتمو: “فور إطلاق سراحه من معتقلات النظام عام 2011 انضم مشعل تمو إلى صفوف الثورة، مقدماً نموذجاً سورياً حراً جامعاً، فكان خطراً على النظام وعلى كل أعداء سورية. تعويض مثل هذه الشخصيات ليس بالأمر السهل. في ذكرى استشهاده.. المجد للشهيد مشعل الذي سيبقى مشعلاً ينير درب سورية لوقت طويل”.

وبدوره، كتب العقيد عبد الجبار العكيدي: “في مثل هذا اليوم قبل تسع سنوات قتلت عصابة الأسد مشعلًا من أهم مشاعل الثورة …  ولكنهم لم ولن يستطيعوا أن يطفئوا شعلة الحرية والكرامة التي ضحى من أجلها الشهيد مشعل، لروحه الرحمة والسلام”.

بدوره، تمنى اتحاد ثوار حلب في منشور له أن يكون تمو طريقا لوحدة السوريين: “اتحاد_ثوار_حلب يتقدم من أهلنا الكرد السوريين وعائلة الشهيد مشعل تمو بخالص العزاء بشهيد سورية والثورة السورية مشعل تمو، ونتوجه إلى القَتَلة بإنكم لن تنالوا من وحدة الشعب السوري بل وحدتمونا حول دم الشهيد”.

ويتهم المعارضون للنظام السوري الأخير بالوقوف وراء اغتيال مشعل تمو، بسبب مواقفه التي ترفض فصل الأكراد عن الثورة السورية.

المصدر: العربي الجديد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى