جمال عبد الناصر في الذكرى الخمسين لرحيل العزة والكرامة والكبرياء

عبد الناصر اسماعيل

دائمًا ما كنت أتساءل في قرارة نفسي لماذا هناك مصريون وعرب آخرون يحقدون ويهاجمون ويشتمون جمال عبد الناصر وهو منهم على الرغم من كل ما قدمه وبذله من أجلهم ومن أجل أمته العربية كلها من المحيط الى الخليج.. أتساءل كيف لمن حررهم واستعاد كرامتهم وعزتهم وحقوقهم وأقام العدل والمساواة بينهم وأقام لهم المدارس والجامعات والمصانع ومراكز البحث العلمي وووو الخ والكثير من الانجازات التي لا مجال لذكرها الان.. وكيف لغير المصريين لمن ساهم في تحررهم واستقلالهم واستعادة كرامتهم ان يقوموا بذلك.. كيف لأي مصري وعربي آخر أن يهاجم ويشتم ويحقد على زعيم بحجم عبد الناصر وقد قدم لهم كل ذلك.. وانا أتساءل عن اسباب ذلك عاد بي التاريخ الى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام عند بدء الدعوة الى رسالة الاسلام وقبل أن أسرد الى ما عاد به التاريخ بذاكرتي أريد أن أشير الى نقطة هامة حتى لا يصطاد أحد في الماء العكر ويذهب بالمقال الى مكان آخر أقول هذه العودة ليست مقارنة عبد الناصر بالرسول عليه الصلاة والسلام لا من قريب ولا من بعيد وإنما هي مقارنة للأحداث والمواقف وردود الأفعال تجاه دعوة الرسول الكريم.. عاد بي التاريخ الى قريش والجزيرة العربية والطائف وكيف أن القوم عادوا الرسول وحاربوه وشتموه وآذوه وهو فيهم الصادق الأمين حسن السيرة دمث الأخلاق على الرغم من أنه جاء اليهم برسالة المحبة والتسامح والسلام والعدل والمساواة حتى أنه لاقى الأذية والشتيمة والتآمر من بعض عمومته وأقاربه وقبيلته وكيف أنهم نفوه الى خارج مكة وحاصروه ومنعوا عنه الطعام والشراب بل وحاولوا قتله في ليلة الهجرة وأيضا كيف حاربوه وسفكوا الدماء من أجل القضاء عليه وعلى دعوته التي بدأت تتمدد وتتوسع ويزداد أنصارها وكيف أن الله تبارك وتعالى قال لرسوله ان شئت لأطبقت عليهم الأخشبين من شدة وعظم الاساءة والأذية حيث تسبب بهما أهل الطائف للرسول الكريم وهو يدعوهم الى الله جل وتعالى .. وعليه فإذا كان الرسول الكريم الذي جاء برسالة الهية لم يستطع أن يهدي أبناء قبيلته جميعا أو أبناء الجزيرة العربية جميعا أو أن يحبه ويتبعه من في الجزيرة العربية والارض جميعا على الرغم من أنه جاء برسالة ملؤها المحبة والتسامح والعدل والمساواة والخير والسلام ولم يمنعهم أيضا جمال هذه الرسالة وعظمتها من شتمه والإساءة إليه.. وانطلاقا من تلك المواقف والهجوم وردود الأفعال على تلك الرسالة العظيمة استطعت أن أفهم وأتفهم الحقد والهجوم والإساءة والشتيمة لرجل كعبد الناصر أحبته الملايين شاء من شاء وأبى من أبى وتلك حقيقة لا تحتمل الكذب والمراوغة والتجاهل.. وبهذا نصل الى نقطة هامة ومفصلية فكيف إذا لمن هاجم وشتم حتى الرسول الكريم على عظمة رسالته ودعوته وصفاته النبيلة والجميلة التي عُرف بها بين قومه كيف له أن لا يهاجم ويشتم عبد الناصر الزعيم وهو من عامة البشر.. وبهذا فانه لا يوجد زعيم أو قائد يستطيع أن يرضي كل البشر أو غالبيتهم أو أن يحظى بحبهم جميعا حتى الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لم يحظى بذلك مع تقدير فارق النسبية طبعا.. وكون عبد الناصر بشرا فهو ليس معصوما يخطئ ويصيب ولكن في نفس الوقت هو زعيم كبير وعلى مستوى العالم وأسس لمشروع نهضوي كبير وزعامته وهيبته تجاوزت حدود وطنه العربي بشهادة العالم وأحبته الملايين بشهادة الشعوب وبشهادة جنازته المهيبة والجنازات الرمزية وصلوات الغائب التي أقيمت على روحه في كل بلد عربي والتي لم تتكرر الى يومنا هذا وأيضا بشهادة استمرار حضوره في ساحاتنا العربية الى الان ووجوده في عقل ووجدان شعوبنا العربية الى اليوم وبشهادة اسمي وأسماء آخرين حملوا اسمه وسيحمله من يأتي بعدنا.. قد تكره وتحقد وتهاجم وتشتم عبد الناصر ولكنك لن تستطيع محو أثره الكبير في التاريخ وفي قلوب أنصاره ومحبيه وكذلك لن تستطيع حتى أن تنال ولو بمثقال ذرة من زعامته ووطنيته وعروبته وإخلاصه ووفائه ونزاهته.. وأخيرا أوجه السلام والتحية الى روح الزعيم جمال عبد الناصر في ذكرى رحيله الخمسين..
ابا خالد الأمة اشتاقت اليك.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. سيذكرني قومي إذا جد جدهم
    وفي الليلة الظلماء يُفتقَدُ البدرُ .
    نعم .. وبعد مرور خمسين سنة على وفاة الزعيم العربي جمال عبد الناصر . نتذكره …..ونذكره …..ونحتاج إليه ، في خضم صراع الأمة مع كل قوى الشر العالمية ،وبعد ظهور جرذان على ساحة صراع الأمة مع أعدائها ، وهم يتشدقون بالخنا ، ويفعلون العار ، في ساحة صراع الأمة مع أعدائها .

    جمال عبد الناصر رحمه الله ،كان صادقاً في مشاعره وعواطفه ،وكان حريصاً على وحدة الأمة وتحررها ،وتحالفها مع عالم إسلامي واسع ،ومع كل الدول التي تنشد السلام العالمي .
    لكن مشكلته تكمن في :
    – أنه استسلم لمدائح وإطراء حاشية كاذبة منافقة .
    – كان يفتقر لثقافة ورؤية اجتماعية واقتصادية واجتماعية وتاريخية .
    – كان يثق بالكلام ، وبعيداً عن الشك العقلي الذي يتحقق به اليقين ،وينقصه الحزم الضروري لكل قائد .
    وهذه المآخذ عليه فيها مقتل وفشل لكل قيادة ، وكان هو كزعيم ، والأمة ، ضحية لما افتقر إليه .
    اللهم اغفر له وتجاوز عن سيئاته ،وعوّض مصر والعرب ، بمن نحبه كما أحببناه ،و يكون فيه الخير لمصر وللبلاد العربية والإسلامية والعالم .

زر الذهاب إلى الأعلى