تركيا تعزز نقاطها في شمال غربي سورية بعد محادثات مع روسيا

سعيد عبد الرازق

دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى نقاط المراقبة التركية في جنوب إدلب، حيث صعّد النظام والطيران الروسي من قصفهما على هذا المحور في الأيام الأخيرة، على الرغم من المقترح الروسي تقليص تركيا عدد قواتها في نقاط المراقبة في إدلب وسحب أسلحتها الثقيلة.

وانتقدت إدارة معبر باب الهوى، المعبر الحدودي الوحيد لنقل المساعدات من تركيا إلى الشمال السوري تصريحات الوكيل العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك حول وجود تحديات كبيرة تواجه دخول المساعدات ووصفتها بـ«غير المسؤولة».

ودخل رتل عسكري مؤلف من 15 آلية عسكرية محمّلة بالجنود والمواد اللوجيستية للقوات التركية، صباح (الجمعة)، من معبر كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي إلى الأراضي السورية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

وتم توزيع التعزيزات الجديدة على نقاط عسكرية عدة منتشرة في ريف إدلب الجنوبي، بغية دعمها وتعزيزها بالجنود والآليات والمعدات العسكرية.

وبلغ عدد الجنود الأتراك في مناطق خفض التصعيد شمال غربي سوريا، نحو 15 ألف جندي، إضافةً إلى مئات المدافع الميدانية وراجمات الصواريخ، فضلاً عن خمس منصات دفاع جوي محدودة المدى منذ اتفاق آستانة الأول بين تركيا وروسيا في 2017.

وكان وفد روسي قد قدم، في أنقرة (الثلاثاء)، في اجتماع تشاوري عُقد في مقر الخارجية التركية، مقترحاً لتخفيض عدد نقاط المراقبة التركية في محافظة إدلب السورية، إلا أنه لم يتم التوصل إلى تفاهم بهذا الشأن.

ونسبت وكالة «سبوتنيك» الروسية إلى مصدر تركي مطلع أن الجانبين التركي والروسي لم يتوصلا لأي تفاهمات، بعد اجتماعهما في أنقرة، وكان أبرزها اقتراح الجانب التركي تسليم مدينتي منبج وتل رفعت للجيش التركي، بينما طالب الجانب الروسي بانسحاب تركيا من نقاط المراقبة من إدلب.

ورفضت تركيا اقتراحاً روسياً آخَر بالانسحاب من نقاط المراقبة الواقعة داخل المناطق التي يسيطر عليها النظام، وتقليص عدد قواتها في المنطقة، وسحب الأسلحة والمعدات العسكرية منها. وحذر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو من انتهاء العملية السياسية بسوريا في حال استمرت خروقات قوات النظام في إدلب.

وقال جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية (الأربعاء)، إن تركيا تحتاج إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في منطقة إدلب أولاً، مشيراً إلى أن الاجتماعات مع الجانب الروسي ليست مثمرة للغاية. مضيفاً: «يجب أن يكون هناك هدوء نسبي إذا استمر هذا الأمر، فقد تكون العملية السياسية انتهت. نحتاج إلى وقف إطلاق النار في سوريا من أجل الاستمرار والتركيز أكثر قليلاً على المفاوضات السياسية».

بالتوازي، وصفت إدارة معبر «باب الهوى» في إدلب، تصريحات الوكيل العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، حول وجود تحديات كبيرة تواجه دخول المساعدات بـ«غير المسؤولة».

وقالت إدارة المعبر، في بيان، إن هذه التصريحات «غير المسؤولة» منفية جملةً وتفصيلاً، ولا ندري على ماذا اعتمد الوكيل العام للأمم المتحدة في هذه التصريحات.

وكان لوكوك قد قال، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بخصوص الأوضاع في سوريا (الأربعاء)، إن القوافل الإنسانية الأولية العابرة من «باب الهوى» واجهت تحديات كبيرة على الجانب السوري، وتأخرت بشكل كبير واضطرت قوافل إلى العودة بالكامل.

وأوضحت إدارة المعبر أنه «منذ استئناف دخول المساعدات الأممية في يوليو (تموز) الماضي، قمنا بإجراءات عدة لتسهيل حركة مرور القوافل إلى المناطق المحررة شمال غربي سوريا».

وتمثلت الإجراءات، حسب البيان، في استنفار جميع كوادر المعبر، من موظفي الجمارك والشرطة وباقي الأقسام المعنية، مؤكدة أن الوقت الذي تمضيه قافلة المساعدات في الجانب السوري لا يتعدى عشر دقائق من لحظة مرورها من معبر «جلفاجوزو» التركي، كما أن حركة العمل في المعبر من استيراد وتصدير، تتوقف بشكل كامل حتى الانتهاء من دخول القوافل الأممية.

وتدخل المساعدات الأممية إلى الشمال السوري، عبر معبر واحد فقط هو «جلفاجوزو» في ولاية هطاي جنوب تركيا، الذي يقابله من الجانب السوري معبر «باب الهوى»، بعد فيتو روسي في مجلس الأمن ضد قرار تمديد قرار إدخال المساعدات من معبري «باب السلامة» و«باب الهوى»، وأصرت على إدخالها من معبر واحد فقط لمدة عام كامل.

المصدر: الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى