رسالة عن شهيد

د- أحمد ليلى

“في مثل هذا اليوم عام 2013 (الذكرى السنوية الثانية عشرة) خرج والدي ” مصطفى ليلى ” كعادته صباحا لرؤية منزله المنهوب مسبقا من قبلهم بمنطقة الإذاعة ليختطفه حاجز يتبع لما يسمى الأمن العسكري عند دوار الكرة الأرضية بسبب تقرير كيدي.

فوالله الذي لا إله إلا هو لم يكن له علاقة بما كان يجري في البلد لا من قريب ولا من بعيد.

ومنذ ذلك اليوم بدأت ليالي الأرق والسهد وحلقات الابتزاز والنصب من قبل شبيحة النظام بالبحث عنه وعن جرمه ومصيره لكن بلا فائدة.

حاله كحال عشرات آلاف المعتقلين فلا هم يقرّون بمكانه ولا لماذا اعتقلوه ولا إذا كان حيا أو ميتا ولا يعترفون بوجوده عندهم أصلا

بقي هذا الترقب والألم والكبد وشعور التقصير وعذاب النفس والضمير يطاردنا لسنوات إلا أن وصلنا خبر عام 2022 من أحد السماسرة الشبيحة (بعد دفع مبلغ عالي أيضا بالدولار) عن استشهاد والدي منذ سنوات عام 2018 في سجن صيدنايا الأحمر بسبب ما يزعمونه مرض السل!

وهنا بدأت حلقة جديدة من الأسئلة: كيف قتلوه؟ هل تعذيبا أم إعداما أم فعلا مرضا؟ كم تعذب قبل موته؟ أين رموا جثته؟

لتبقى قصة ذلك الرجل البريء جرحا غائرا في القلب للأبد.

هذا الحال وتلك المعاناة انطبقت على عشرات آلاف العوائل السورية في زمن النظام الإرهابي(هذا على صعيد ملف المعتقلين فقط) ،وللأسف كنت ترى رغم كل ذلك كثيرا من عديمي الحياء والضمير والشرف من يوالونهم ويؤيدونهم أمامك علنا.

نسأل الله أن يتقبله من الشهداء وأن يشفي صدورنا أكثر وأكثر من النظام المخلوع ومن جيشهم القذر وعبيدهم في الدنيا والآخرة وأن يحشرهم في جهنم جميعا.

فقد بلغ مستوى الظلم والإجرام والجور في سوريا أن تخفي نبأ اعتقال والدك البريء لسنين وتقنع نفسك والناس أنه ميت وكأنه ليس ببشر.

الحمد لله الذي أذلّ وكسر هذا النظام اللعين وأخزى مؤيديه وهدم منظومتهم العسكرية الطائفية الحقيرة وطمس ذكر قتلاهم للأبد.. الحمد لله الذي أعزّ شهداءنا وثورتنا.”

_________

المصدر: صفحة الدكتور أحمد ليلى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى