في العدوان الإسرائيلي على الدوحة

معقل زهور عدي

ليس هناك من شك في أن الهدف المباشر للعدوان الاسرائيلي على الدوحة هو تعطيل مسار التفاوض مع حماس أو إنهاء ذلك المسار باغتيال قيادات حماس السياسيين بمن فيهم خالد مشعل وخليل الحية.

يعني ذلك تصميم القيادة الاسرائيلية على المضي في الحرب حتى احتلال كامل غزة وتهجير الفلسطينيين أو معظمهم.

واختيار هذه الطريقة الدموية غير المسبوقة يحمل أيضا إنذارا مبطنا للدول العربية التي يمكن أن تعارض الخطة الاسرائيلية أو تعرقلها.

فالشرق الأوسط الجديد وفق الرؤية الاسرائيلية لم يعد مجرد حلم بل خطة موضوعة على الطاولة، والأدوات المستخدمة للتنفيذ تشمل الاغتيالات السياسية والقصف الجوي بصورة اعتيادية.

وقد جربت اسرائيل ذلك بنجاح ضد حزب الله في عملية البيجرات ثم في اغتيال حسن نصر الله وقيادات الحزب، وفي اغتيال اسماعيل هنية ثم في اغتيال الصف الأول والثاني من القيادات العسكرية والسياسية في ايران، ولم يوقف عملية اغتيال علي خامنئي سوى تدخل مباشر من البيت الأبيض في آخر لحظة بينما كانت الطائرات الحربية الاسرائيلية تنطلق في الجو نحو الهدف الكبير في طهران.

وباختصار فمن الواضح أن العدوان على الدوحة ومحاولة اغتيال قادة حماس ليس الأخير من نوعه.

هذا يعني أيضا أن اسرائيل ليست بحاجة لاتفاقات من نوع اتفاق ابراهام، فسياستها الحالية والتي لا نعلم إلى متى ستمتد هي فرض التطبيع بالقوة والتهديد، أما طاولة المفاوضات فهي مجرد تفصيل وديكور تجميلي لا أكثر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى