ليث البلعوس: نحن مع وحدة سوريا والهجري انقلب على كل الاتفاقات

أكّد الشيخ ليث البلعوس ممثل “مضافة الكرامة” في السويداء، تمسّك غالبية أبناء المحافظة بوحدة سوريا، ورفضهم فكرة الانفصال التي يروّج لها الشيخ حكمت الهجري، مشيراً إلى أن الأخير انقلب على جميع الاتفاقات التي عقدتها الحكومة مع ممثلي ووجهاء السويداء بعد الإطاحة بنظام الأسد.  

جاء ذلك في مقابلة خاصة للبلعوس ضمن برنامج “بودكاست دفين” على تلفزيون سوريا، مساء أمس الأحد، تناول فيها مختلف الأحداث التي مرت بالسويداء عقب اندلاع الثورة السورية والإطاحة بنظام الأسد، مع التركيز على الأحداث الأخيرة في المحافظة وعدد من الملفات المرتبطة بها، وخاصة ما يتعلق بدعوات التقسيم والانفصال.

وقال البلعوس: “القسم الأكبر من أبناء السويداء يرفضون التقسيم، ومع وحدة سوريا أرضاً وشعباً، لكنهم أصبحوا في خانة ضيقة بعد أحداث السويداء التي استغلتها جماعة الهجري للتحريض والتجييش ضد الدولة وبقية المكونات السورية”.

وأوضح أن أبناء السويداء “يتعرضون لضغوطات وتهديدات تمنعهم من إبداء رأيهم؛ فالذي يبدي رأيه اليوم يتهم بالعمالة والخيانة والخروج من عباءة الطائفة، بل ويتعرض للقتل، سواء كان من المواطنين أم مشايخ العقل أو القيادات السياسية”.

وأعرب البلعوس عن أسفه إزاء الانتهاكات التي طالت المواطنين في السويداء، سواء من أبناء الطائفة الدرزية أو أبناء العشائر، وتهجير أكثر من 5 آلاف عائلة من بدو المحافظة، معتبراً أن استغلال تلك الانتهاكات كانت السبب الرئيس في إيصال الأمور إلى هذا المستوى من “الحقد الطائفي والشعبي”، بحسب تعبيره.

دور القيادات السياسية والمجتمعية في السويداء

وفي معرض حديثه عن مدى تأثير القيادات السياسية والمجتمعية والهيئات الدينية، ودورها في المحافظة قبل وبعد الأحداث الأخيرة، قال الشيخ البلعوس إن “الهيئات والمرجعيات الدينية العامة تختلف عن مشيخة العقل، فالأولى لا تتدخل في أمور السياسة وتتبع قاعدة (فصل الدين عن السياسة)، أما مشيخة العقل فلديها صلاحيات أكبر وهي مفوضة بالشأن السياسي أيضاً لتسيير شؤون أبناء الطائفة بكافة المجالات”.

وأوضح أن “الهيئات والقيادات السياسية والمجتمعية في السويداء، كان لها تأثيرها على الشارع في السويداء، ودورها كان رئيسياً في اندلاع الحراك الشعبي ضد نظام بشار الأسد، وبدون موافقة شيخ العقل الهجري. ولكن بعد تبني الأخير لذلك الحراك، ضعف موقف تلك الهيئات والقيادات المجتمعية وتصدر الهجري الواجهة، محلياً ودولياً”.

 مشاركة الهجري في “مؤامرة” اغتيال الشيخ وحيد البلعوس

كما تحدث البلعوس عن المواجهات الأولى ضد النظام المخلوع في السويداء خلال سنوات الثورة الأولى، والتي حمل لواءها “رجال الكرامة” بقيادة والده الشيخ الراحل وحيد البلعوس، وذلك في عام 2014.

وقال إنه “بسبب ذلك الموقف، تم استبعاد والدي دينياً كما جرى بالضبط مع سلطان باشا الأطرش حين ثار ضد الفرنسيين عام 1925، عندما استُبعد من قبل المرجعيات الدينية ومشيخة العقل”.

وأضاف: “رغم ذلك، التف الكثيرون من أبناء السويداء حول وحيد البلعوس ووصل عدد أفراد رجال الكرامة حينذاك إلى نحو 18 ألفاً”.

وأوضح أن النظام المخلوع بعد فشله في محاولات شراء ولاء الشيخ وحيد، عقد بشار الأسد اجتماعاً في القصر الجمهوري، بحضور كل من: علي مملوك وقاسم سليماني ووفيق ناصر، وقادة من “الحشد الشعبي” العراقي و”حزب الله” اللبناني، وصدر القرار باغتيال وحيد البلعوس.

وأشار إلى أن حكمت الهجري كان أحد المشاركين في “مؤامرة” الاغتيال، موضحاً أن الشيخين غزال غزال وذو الفقار غزال (من الساحل السوري) من بين الذي وجهوا تهديدات بقتل وحيد البلعوس وأبنائه.

محاولات قتل ليث البلعوس

وخلال الحديث، تطرق ليث البلعوس إلى محاولات الاغتيال التي تعرض لها، قبل سقوط الأسد وبعده.
وقال: “قبل سقوط الأسد، كانت هناك مخاوف من بروزي كقوة لمواجهة النظام عسكرياً، وتعرضت لعدة محاولات اغتيال كان آخرها قبل سقوط النظام بنحو 7 أشهر”.

وبعد السقوط، حاولت الجماعات المرتبطة بالهجري اغتياله، بعد تخوينه لوقوفه إلى جانب الدولة السورية الجديدة ومطالبته بالتعاون معها ودعمها، إثر المبادرات والتصريحات المطمئنة التي أطلقتها القيادة السورية الجديدة خلال الأشهر الأولى بعد التحرير.

ولفت إلى أن تلك الجماعات عملت وما تزال تعمل على تشويه صورته داخل المجتمع المحلي، وتحريض أبناء المحافظة ضده.

وقال: “نحن مع الدولة التي تحمي حقوقنا وتطلعاتنا، ونحن نتوسم الخير بهذه الدولة. وبنفس الوقت سنقف ضدها عندما تعادينا”.

وكشف عن فتوى أصدرها الهجري بقتله بعد لقاء جمعهما في مقر إقامة الأخير، عقب عودة البلعوس من زيارته القصر الرئاسي بدمشق خلال أحداث الأشرفية وصحنايا في نيسان الفائت.

الهجري يرفض جميع الاتفاقات مع الدولة السورية

البلعوس أكد أن وزيري الدفاع مرهف أبو قصرة والداخلية أنس خطاب، وافقا على جميع المطالب التي تقدم بها مشايخ وقادة السويداء، وخاصة إدارة وتشكيل المؤسسات العسكرية والأمنية من قبل أبناء المحافظة، ولكن الهجري وجماعته انقلبوا مراراً وتكراراً على الاتفاقات مع الدولة واتهامها بـ “الدواعش”.

وأكد البلعوس أن جميع القيادات الدينية والعسكرية في السويداء كانت متفقة مع طروحات الحكومة السورية، إلا أن الهجري كان ينفي وجود أي اتفاق مع الدولة، وبأنه يمتلك مشروعاً خاصاً يصب في مصلحة السويداء، دون أن يعلن عن تفاصيل وأبعاد ذلك المشروع المزعوم.

المصدر: تلفزيون سورية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى