كان يا ما كان لم يعد أحد كما كان

د- مخلص الصيادي

أروع ما كتبته أحلام مستغانمي (كاتبة وروائية جزائرية) على صفحتها، قولها: (لا أعرف أمة غير العرب تكفلت بتحقيق أمنيات أعدائها، وخاضت الحروب نيابة عنهم، وأعادت أوطانها نصف قرن إلى الوراء، وما زالت تموّل خرابها، وتقتل وتذبح أبناءها بخنجرها، كي ينعم عدوها بالأمان). .

هذا هو عصر العجائب والتناقضات: مواقف تبكيك، ومواقف تصدمك، ومواقف ينبغي تجاهلها، ومواقف يتعذر عليك نسيانها. .

هناك في الغرب الأمريكي سيدة يهودية تقول: (تخليت عن جنسيتي الإسرائيلية بعدما أدركت أننا نعيش على رواية كاذبة، وأننا نحن الأشرار في الرواية ولسنا الضحايا كما كنا نعتقد). .

وهنا في جزيرة العرب كاهن من الكويت (سالم الطويل) يدعو لقطع المساعدات عن ضحايا (الحصار والدمار) في غزة، ويفتي بتحريم التعاون معهم، ويشمت بهم، ثم يصب لعناته عليهم. .

ومحللون أمريكيون يعترفون بقوة الرد الإيراني، ويقولون: ان قوته كانت كفيلة بإفشال المخطط الامريكي – الاسرائيلي. .

ومحللون (عرب) يرون العكس، ويطالبون ترامب بمواصلة الهجوم على إيران ودك حصونها. .

كانت صدمة كبيرة لي عندما شاهدت الرئيس الصيني وهو يخاطب زعماء الشرق الأوسط، بقوله: (كان يمكنكم أن تصبحوا قطباً اقتصادياً ينافسنا نحن وأوروبا، لكنكم أضعتم الفرصة حين قررتم ربط مصيركم بترامب، الذي لا يعرف من السياسة سوى الابتزاز وابرام الصفقات). .

امريكا تستخدم حق النقض (الفيتو) لتعطيل قرار (السلام) وقف اطلاق النار في غزة، بينما يترشح رئيسها لنيل جائزة نوبل للسلام. .

ختاماً: ليس العجب من الذين ناموا 300 عاما ثم استيقظوا، بل العجب من الذين ناموا 1400 عاما ولم يستيقظوا بعد. .

اما المواطن العربي الواعي، فسوف ينتهي به المطاف بأن لا يعرف اين يعيش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى