المسألة لا تعدو أن تكون مسألة وقت

معقل زهور عدي

يمكن لإسرائيل أن تبادر بعمل عدواني تجاه سورية كما فعلت عندما قصفت هيئة الأركان ووزارة الدفاع بدمشق , أو احتلت المنطقة الموصوفة في اتفاق فصل القوات بكونها منطقة فاصلة منزوعة السلاح , لكن ردود الفعل لا تلبث أن تظهر في محاولة لاستعادة التوازن في القوى ومنع اسرائيل من مزيد من التقدم , ففي سورية لا يوجد فراغ في القوة , وفي مقابل القوة الاسرائيلية هناك القوة التركية التي تتفوق عليها في البر , وتمتلك بطاريات دفاع جوي زودتها بها روسيا س400 ومنظومات محلية الصنع مثل “سونغور” و”كوركوت”, ويمتاز الجيش التركي بإدخال التحديثات على بنيته العسكرية وباستطلاع الأقمار الصناعية خاصة منها المخصصة للمراقبة مثل “غوكتورك-1″ و”غوكتورك-2” . ويعتبر الجيش التركي في المرتبة الثانية من حيث القوة في حلف الناتو بعد الجيش الأمريكي.

وقد أكدت تركيا مرارا أنها تعتبر سورية جزءا من أمنها القومي. وحتى إذا وضعنا جانبا رفضها قبول وجود قسد والنظرة لأي محاولة لتقسيم سورية وتشكيل دويلة لقسد في الجزيرة السورية باعتبارها خطا أحمر يرتبط بأمنها القومي فتركيا لا يمكن أن تقبل تسلل النفوذ الاسرائيلي نحو شمال وشرق سورية وصولا لحدودها الجنوبية.

بالتالي فالطريق أمام المطامع التوسعية الاسرائيلية في سورية وتنفيذ مخططاتها التقسيمية ليس مفتوحا، إضافة لوجود شعب عريق يزيد عن 25 مليونا مستعد للقتال من أجل حريته ووحدة بلاده بصلابة قد تغرق القوة الاسرائيلية في مستنقع لا طاقة لها به.

صحيح أننا شهدنا حتى اليوم استباحة للأجواء والأراضي السورية من قبل اسرائيل، لكن ذلك بدأ يتراجع بعدما تدخلت الولايات المتحدة التي تدرك خطورة انفلات المواجهات العسكرية بين الجيش التركي والجيش الاسرائيلي وانفلات الاستقرار بمجمله في سورية، وبالتالي عملت سريعا على كبح جماح جنون نتنياهو العسكري، فالولايات المتحدة غير مستعدة أن تورطها اسرائيل في حروب شرق أوسطية جديدة.

بالطبع فهناك في الساحة السورية قوى أخرى متنازعة، لكن التوازن في القوى بين تركيا واسرائيل وعدم رغبة أي منهما في المواجهة هو ما يضع حدا لتمادي اسرائيل ويترك مغامرة الشيخ الهجري معلقة بين السماء والأرض , لكنها لن تبقى كذلك فترة طويلة قبل أن تسقط والمسألة لا تعدو أن تكون مسألة وقت حتى ترسل اسرائيل تعليماتها الجديدة للشيخ الهجري بواسطة موفق طريف أن لا يتوقع دعما عسكريا وماليا اسرائيليا وأن يتجه نحو دمشق , هذا إذا لم يكن قد استلم فعليا مثل تلك التعليمات كما تشيع بعض المصادر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى