(رمضان يلدريم) في لقاء مفتوح مع مثقفين سوريين

  أحمد مظهر سعدو

في سياق لقاءات فكرية ثقافية مهمة يقيمها (وقف بلبل زادة) و(مركز الأناضول). فقد اجتمعت مؤخرًا ثلة من الكتاب والمثقفين السوريين والأتراك، بمشاركة الأستاذ (تورغاي الدمير) مع الباحث التركي الدكتور (رمضان يلدرم) أستاذ الإلهيات في جامعات إسطنبول، ورئيس تحرير مجلة (رؤيا) الفصلية الفكرية الثقافية.

ثم دارت في هذه الجلسة حوارات ونقاشات متعددة طاولت في ماهيتها الكثير من المسائل السياسية والفكرية التي تهم الحضور بدءً ومرورًا، وبشكل مسهب بين ظهراني التجربة التركية، والنموذج التركي في العمل السياسي الإسلامي الدولتي. عبر تناول التجربة التركية مع حزب العدالة والتنمية هذه، مالها وما عليها. ومن ثم كيفية الاستفادة منها في أتون الحالة السورية، دون أن يتم نقل النموذج بكليته، كما قال الدكتور رمضان، بل الاستفادة من التجربة بحد ذاتها بعيدًا عن القص واللصق. وهو (أي النموذج) الذي لا يمكن استنساخه، في مثل هذه الحالات، إذ إن لكل بلد مسلم أو غير مسلم خصوصيته المعرفية والمجتمعية ورؤيته للحياة والدولة والعمل المؤسساتي، والتي قد لا تتساوق بالضرورة مع نماذج أخرى في مناطق جغرافية ومجتمعية مختلفة.

وأكد (يلدريم) على أن تجارب الدول العربية، ومنها ما جرى في مصر خلال (الربيع العربي) لها بعدها المختلف، كما لها بعض الهنات والانتكاسات، التي قد تعود إلى واقع كل دولة على حدا.

وقد نبه الدكتور (يلدريم) إلى أهمية وضرورة فتح حوار بين القوى السياسية السورية المعارضة للنظام الأسدي، مع معظم التيارات والقوى السياسية في تركيا، حتى لو كان لها ذلك الموقف السلبي من السوريين وثورتهم ثورة الحرية والكرامة، التي انطلقت أواسط آذار 2011، وكنا نظنها لن تستغرق لأكثر من سنة أو اثنتين قبل أن تنتصر على النظام الأسدي، لكنها كادت أن تكمل اليوم عامها العاشر.

وأشار (يلدريم) إلى عدم اعترافه بوجود ما يسمى بالإسلام السياسي، وإن كان يرى أن دخول الاسلام في السياسة ليست مسألة غير ضرورية، دون أن نسم الحالة في مجملها لتكون إسلامًا سياسيًا بامتياز، كما يحب البعض أن يصفوا ذلك.

كما قدم الأستاذ (تورغاي الدمير) مداخلة ذات أهمية، أشار من خلالها إلى أهمية أن يكون العمل والحراك السوري المدني، منسجمًا ومتوافقًا مع ما يريده الشعب السوري برمته، وصولاً إلى مبتغاه، وحقه في بناء دولته الديمقراطية، التي حلم بها، والتي تواكب حالة النهوض الاقليمي للدول الإسلامية المجاورة، ومنها بالضرورة التجربة التركية المسلمة والصديقة للشعب السوري تاريخيًا وآنيًا ومستقبلاً.

المصدر: مصير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى