القواعد الأميركية في سورية… في دائرة النار الإيرانية

مصطفى رستم 

تدل المؤشرات إلى نية إدارة ترمب متابعة تنفيذ خطة الانسحاب ضمن مهلة 90 يوماً

أصابت طهران حال استياء وتوتر إزاء دخول واشنطن النزاع مما دفع علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى القول إنه لا مكان آمناً للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، وأضاف في تصريح له “عليها أن تنتظر عواقب لا يمكن إصلاحها”.

25 دقيقة كانت كفيلة بإلحاق الأذى مباشرة بالمواقع النووية الإيرانية، عملية أميركية وصفها قادة “البنتاغون” بالدقيقة والاستراتيجية، وبالشديدة الحساسية بعد تخطيط لها منذ أشهر، استخدمت بتنفيذها 75 سلاحاً في أكبر عملية تنفذها طائرات الشبح “بي-2″، وبحمولة تبلغ 182 طناً من المتفجرات.

مفاجأة بالزمان والمكان

وأصابت طهران حال استياء وتوتر إزاء دخول واشنطن النزاع مما دفع علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي إلى القول إنه لا مكان آمناً للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، وأضاف في تصريح له “عليها أن تنتظر عواقب لا يمكن إصلاحها”.

كذلك فإن دخول واشنطن ميدان الصراع الدائر سيعيد الحسابات، لا سيما أنها جاءت مفاجئة للقيادة الإيرانية بخاصة أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان قد أعلن منح إيران أسبوعين لإنهاء الحرب في تصريحات سابقة قبل الضربة بأيام، وهذا ما سيدفع في حال تكررت الضربات الأميركية إلى انفجار المعارك الدائرة لأن تكون إقليمية، مما قد يضع القواعد الأميركية الموجودة في سوريا في مقدم الأهداف.

وتحدثت معلومات عن نشاط ملحوظ للقواعد الأميركية واستنفار منذ بداية الضربات الإسرائيلية، لكن حال التأهب ارتفعت تزامناً مع الضربة الأميركية على مواقع نووية إيرانية.

ورجح الباحث الأكاديمي في مجال العلاقات الدولية محمد حاج عثمان تلقي القوات الأميركية ضربات من طهران “إما عبر صواريخ موجهة إلى قواعدها في سوريا، أو عبر سيناريو بديل وأقل خطراً عليها يتمثل باستخدام ذراعها (الحشد الشعبي) في العراق كأداة للرد والانتقام”.

وأفيد بأن واشنطن عملت على سحب جزء من قواتها، في سوريا، لتكون بمأمن من الضربات الإيرانية المحتملة، ووصل حجم التخفيض بمعدل الربع إثر سحب نحو 500 جندي، تزامناً مع إخلاء أكبر القواعد الرئيسة للقوات الأميركية في الشمال الشرقي من البلاد لا سيما “العمر”، و”كونيكو”، وسبق ذلك إخلاء قاعدتي “تل البيدر” و”الوزير” في ريفي الحسكة الغربي والشمالي الغربي.

وتوقع حاج عثمان أن تواصل طهران عملها العسكري أو الرد، لأنها باتت من دون أوراق تفاوضية “وهي لن تجلس على طاولة المحادثات، وتسعى جاهدة لانتزاع انتصار عسكري يعيدها بقوة إلى الطاولة”.

الانسحاب الأميركي

وتدل المؤشرات الحالية إلى نية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب متابعة تنفيذ خطة الانسحاب من الأراضي السورية ضمن مهلة 90 يوماً، وقد انخفض عدد القوات الأميركية من 2000 جندي أميركي إلى 500، وبذلك يرتفع عدد القواعد التي غادرتها القوات الأميركية منذ تولي ترمب رئاسة الولايات المتحدة إلى أربع قواعد، وتطمح واشنطن باستمرار تخفيض وجودها في سوريا وصولاً إلى قاعدة واحدة فقط من أصل ثماني قواعد في مناطق تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

ونشرت الولايات المتحدة قوات لها عام 2016 عبر 28 موقعاً ضمن تحالف دولي لمكافحة “داعش”، وعبر عملية سمتها بـ”العزم الصلب” عام 2014 إلى أن سقط التنظيم الإرهابي في منتصف مارس (آذار) عام 2019 في منطقة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، شرق سوريا.

وانخفض عدد القواعد إلى 17 قاعدة إضافة إلى 13 نقطة وفق أحدث إحصائية صدرت عن مركز “جسور” للدراسات عام 2024 قبل سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

ومع اندحار “داعش” ظلت القواعد الأميركية في أمكنتها ومناطق سيطرتها، مع الإبقاء على الحليف المحلي قوات “قسد”.

وأكمل “البنتاغون” مهمة قواته حتى إدارة الرئيس السابق جو بايدن الذي أوعز في فبراير (شباط) العام الماضي، بتنفيذ ضربات على مواقع إيرانية وفصائل موالية لها في سوريا والعراق بعد حادثة مصرع ثلاثة جنود أميركيين في منطقة قريبة من قاعدة “التنف” الحدودية بين سوريا والأردن والعراق.

تأهب في سوريا

في هذا الوقت، قال الباحث السياسي أحمد مظهر سعدو أن إيران لا مقدرة لها على استهداف القواعد الأميركية في سوريا و”هي تريد العودة إلى طاولة المفاوضات النووية، ولن تدخل في حرب مباشرة مع الأميركيين كي تحافظ على ما تبقى لها داخل الجغرافية السياسية لإيران بعدما تم تقويض وجودها في المنطقة العربية، بكل تأكيد فإن أميركا تملك ترسانة من الأسلحة والقواعد ما يمكنها من تأديب إيران في ما لو حاولت ذلك”.

وتابع سعدو، “لم يبق لإيران سوى أن تحرك أدواتها في العراق بعدما أصيب حزب الله بالعجز عن فعل أي شيء، لكن هل يسمح الواقع السياسي في العراق لميليشيات الحشد الشعبي التابع لإيران بإقحام العراق في حرب ضد أميركا؟ ليست العراق في وارد الولوج في حرب ليست لها فيها لا ناقة ولا جمل”.

وتفيد المعلومات بأن الطائرات الإسرائيلية التي شاركت في الهجمات على إيران تتزود بالوقود من القواعد الأميركية المنتشرة في العراق وسوريا بسبب طول المسافة، فهي تتزود بالوقود والدعم من قاعدة “الحرير”، شمال العراق، وبالعودة تتزود من قاعدة “التنف”، في سوريا.

 

 

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى