
ثمة مؤشرات تميل نحو احتمال أن تأخذ الحرب بين إيران واسرائيل طابع حرب استنزاف وليس حربا خاطفة كما كان يريد نتنياهو .
هذه وصفة سيئة لاسرائيل , فايران لاتقاس قدرتها على تحمل الحرب بقدرة اسرائيل , ليس فقط بسبب حجمها الهائل بمساحة مليون ونصف كم مربع وتنوع مصادرها وعدد سكانها البالغ تسعين مليون نسمة ولكن بكونها تدافع عن نفسها وعن كرامتها حين لم تبق لها اسرائيل أي خيار آخر .
أما اسرائيل فرغم تطورها التكنولوجي وبنيتها الحداثية وتفوق سلاحها الجوي والدعم الأمريكي لكنها لاتطيق الحرب الطويلة الأمد , ولولا صغر مساحة غزة ومحاصرتها ومحدودية قدرة حماس على الحاق الأذى بالداخل الاسرائيلي لما استطاعت اسرائيل الاستمرار بحرب غزة حتى الآن , أما الاستمرار في تلقي صواريخ ايران التي أثبتت قدرتها على النفاذ من طبقات الدفاعات الجوية المتعددة وإلحاق دمار ليس قليلا باسرائيل فهو أمر لاتحتمله اسرائيل .
لعب نتنياهو كمقامر على تدخل الولايات المتحدة لانقاذ اسرائيل وتدمير المفاعلات النووية الايرانية , لكن أحدث طبعة من تصريحات ترامب المتناقضة تعطي الانطباع أن الرجل يعد للألف قبل الانخراط في الحرب مع اسرائيل , وسبب ذلك يكاد يكون واضحا : لماذا أغامر بالانخراط بحرب هي في طريقها للتحول لحرب استنزاف ؟ حرب تهدد بتوسع نطاقها بحيث تطال كل المنطقة وتترك آثارا بعيدة المدى على الاقتصاد العالمي ؟
وماهي مصلحة أمريكا الحقيقية بتلك الحرب ؟
العناد الذي أظهرته ايران واتضاح ميلها نحو أن تصبح الحرب حرب استنزاف دفع ترامب لمراجعة موقفه السابق .
من شبه المؤكد أن ترامب سيظل يمنح اسرائيل إمدادات السلاح , كما ستبقى القوات الأمريكية تدافع عن اسرائيل ضد صواريخ ايران .
أما أن تنخرط الولايات المتحدة مباشرة بالحرب وتقوم بحسمها لصالح اسرائيل فذلك أمر آخر لم يعد مؤكدا الآن .
المصدر: صفحة معقل زهور عدي
هل خسر الرهان نتnياهو بجعل الحرب بين إيران واSرائيل حربا خاطفة لتصبح حرب استنزاف، وخاصة بعد تلكع ترامب من المشاركة المباشرة بها، مع استمرار الدعم بالسلاح والذخائر واللوجستي؟؟ ليسقط نتnياهو بمستنقع ثالث بعد غزة وجنوب لبنان، فهل سيخرج منهم أم المتغيرات الإقليمية ستنهي حياته السياسية؟. .