من يقف وراء جريمة تفجير الكنيسة في دمشق؟

معقل زهور عدي

في حين تتجه معظم الأنظار إلى داعش كمتهم بتنفيذ تلك العملية الاجرامية، ويتجه اللوم للحكومة في التقصير بحماية دور العبادة فإن متهما آخر يتوارى عن الأنظار ربما كان الأكثر شبهة بالتخطيط والتنفيذ لتلك العملية المروعة.

وكما هي الحال دائما في التفكير بمن هو المشتبه به بالجريمة ينبغي طرح السؤال : من المستفيد من جريمة تفجير الكنيسة ؟

بالنسبة لداعش فهي متهم وفق أفكارها المتطرفة وممارساتها عبر تاريخها الحافل , فلاداعي للتفكير كثيرا في ماذا يمكن أن تستفيد من العملية , ولا أحد يمكنه استبعاد أن تقوم بها , وما يقال عن أنها نفت مسؤوليتها عن التفجير لايمكن أن يكون كافيا لشطبها من قائمة المشتبه بهم مالم يتم العثورعلى المجرم الحقيقي .

لكن مشتبها آخر ربما كان يستفيد من داعش كستار يختفي وراءه في حين أنه المنفذ الحقيقي للعملية الاجرامية .

قسد الاسم ” التجاري ” في سورية لحزب العمال الكردستاني التركي محشورة اليوم في الزاوية بعد أن كشف عنها غطاء الدعم الأمريكي في سياسة ترامب الجديدة أو يكاد , ففي الشمال هناك تركيا المصممة على سحق بقايا حزب العمال الكردستاني وذيوله من حملة السلاح الذين لم يستجيبوا لنداء اوجلان وبدلا عن ذلك توجهوا لسورية لدعم قسد وتشجيعها على عدم ترك  السلاح أو التخلي عن مشروع روج آفا .

فبقاء قسد في الشمال والشرق السوري يعني أن خطر حزب العمال الكردستاني لم يتم استئصاله وما حصل أنه انتقل إلى شمال وشرق سورية , ويمكن في أي وقت أن يعود من هناك إلى جبال قنديل حين تلوح الفرصة المناسبة .

وفي غرب الجزيرة السورية والجنوب هناك الدولة السورية الجديدة المتحالفة مع تركيا والتي تزداد قوة مع الزمن , والتي تمكنت من الحصول على رضا واعتراف الدول العربية والأوربية بل ووصل الأمر إلى بداية نوع من التحالف والصداقة مع الولايات المتحدة .

وفي الفترة الأخيرة أصبح الضغط على قسد يأتي من الولايات المتحدة لتنفيذ اتفاق الشرع – عبدي دون مزيد من المماطلة .

أحدثت الحرب بين ايران واسرائيل حالة من خلط مؤقت للأوراق في المنطقة , وليس مستبعدا أبدا أن تلتقط قسد تلك اللحظة لتنفذ عملية الكنيسة لتسحب خلط الأوراق نحو سورية , وتعيد شبح داعش لتقول للولايات المتحدة : هذا حليفكم الجديد لايستطيع أن يمنع تمدد داعش إلى العاصمة دمشق , فإذا لم تكن داعش هي التي قامت بالهجوم على الكنيسة فأمثال داعش المعششون في ثنايا الدولة السورية الجديدة .

ولاشك أن اسرائيل يمكن أن تدعم مثل ذلك الإدعاء وتعيد استثماره إلى أقصى مايمكن فهي لم تخف استياءها من التقارب الأمريكي – السوري ومن انهيار مشروعها لتقسيم سورية .

ولماذا نستبعد قيام قسد بذلك العمل الاجرامي وهي الابنة الشرعية لحزب العمال الكردستاني الذي ظل ينفذ عمليات ارهابية في تركية حتى الأمس القريب .

ففي الشهر العاشر من العام 2024 أعلن حزب العمال الكردستاني تبنيه للهجوم الانتحاري الذي استهدف مقر شركة  لصناعات الفضاء قرب أنقرة وأودى بحياة خمسة أشخاص .

ضربة كعملية الكنيسة سوف تقابل بحساسية فائقة لدى الغرب يمكن استغلالها ضد الدولة السورية  , وحتى في الداخل السوري لدفع المسيحيين الذين اختاروا الولاء للدولة السورية الجديدة نحو تغيير موقفهم .

وهكذا يمكن أن تقول لهم قسد : أنتم أيها المسيحيون لجأتم للدولة السورية لحمايتكم فانظروا ما يحدث لكم في ظل تلك الدولة .

هو إذن هجوم منسق وفق معايير سياسية مدروسة بعناية لتحقيق جملة أهداف وليس عملا  عشوائيا .

وقسد  متهم رئيسي لاينبغي أن  نساعده على الاختباء وراء داعش .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى