
الحكومه باعت أصول البلد المادية والانسانية : باعت المصانع والشركات والبنوك والجزر ورأس الحكمه ورأس جميله . وبنت المنتجعات والمدن الساحليه والقطارات الكهربائيه المعلقه ورفعت الدعم عن المصريين ودعمت اسرائيل بالغاز المصرى بأقل بكثير من سعر السوق وبالربط الكهربائى . وباعت الروابط القوميه والاجتماعيه والاهليه وروابط المصاهره والقرابه مع غزه / فلسطين . وباعت روابط الهويه الانسانيه والاخلاقيه والتاريخيه وعلاقات الاخوه والجوار مع الفلسطينيين وعلى الخصوص غزه . يعنى هذا انه بوقوف مصر متفرجه على ما يحدث فى غزه تكون باعت “أمن الوجود” المصرى المباشر . تأكد ذلك من الجانب الاسرائيلى نفسه لما قال “ان هدف الحرب ليس غزه وحدها بل تغيير خريطة الشرق الاوسط كله . . “
حرب التطهير العرقى فى غزه والضفه والتوغل فى سوريا ولبنان وتجريدهما من كل عناصر القوه والمقاومه والهيمنه الامريكيه الصهيونيه على الاردن تجاوز للمعاهده وحصار للامن المصرى المباشر . اذ تطالب اسرائيل مصر بتفكيك الوجود العسكرى المصرى فى سيناء مع فرض قيود على مصر بالموانع الموضوعيه اللازمه لافقادها القدره على تحريك قواتها على أرضها فى سيناء لمواجهة الحصار .
— لا يوجد فى تاريخ العلاقات الدوليه بين الدول تنظيم دولى مقدس ولا معاهدات مقدسه تحجر على ارادات الدول فى اتخاذ القرارات اللازمه للدفاع عن وجودها أو تقيد حركتها فى الميدان السياسى والدبلوماسى والعسكرى للدفاع عن أمنها .تشتد الغرابه من الموقف المصرى من هذا التهديد الوجودى الموجه لها عندما نرى أن الدنيا تتغير تغير جذرى وسريع : تقود امريكا / ترامب معركة تفكيك النظام الدولى الراهن – نظام ما بعد الحرب العالميه الثانيه – تبين المؤشرات الاوليه لهذا التفكيك التوجه الأمريكى نحو روسيا على حساب أوروبا وبريطانيا . اليوم مثلا وزير الدفاع البريطانى فى الصين فى زيارة عمل مع نظير الصينى حول التعاون العسكرى بين الدولتين فى الحين ان أجواء العلاقات الصينيه / الامريكيه يغمرها دخان الحرب التجاريه . وتتوجه أوروبا نحو مزيد من الوحده السياسيه والاقتصاديه لمواجهة حرب واشنطن التجاريه التى هى خروج على النظام الرأسمالى العالمى وقواعده ومنظماته الراهنه التى بمقتضاها يكون العالم كله سوق رأسماليه واحده خالى من القيود الجمركيه ( الجات) وعوده للماضى الوطنى والقومى . تقسيم وخريطه جديده للعالم . ومصر والدول العربيه والجامعه العربيه يرقصون جميعا على انفجارات وطلقات واطلال حرب الاباده والتطهير العرقى فى فلسطين والاكثربجاحه وفجرا الاشتراك فى مناورات عسكريه تضم اسرائيل وعدد من الدول العربيه الاوروبيه .
المصدر: صفحة محمد السخاوي