يوميات رئيس مخلوع

معقل زهور عدي

استيقظت باكرا على صوت انترفون الشقة , كانت الساعة تقترب من الثامنة صباحا , أزعجني صوت الانترفون في هذا الوقت , قمت ببطء ونظرت في كاميرا الانترفون , كان يقف أمامي أحد حراس أمن البرج الذي أسكن فيه وبيده مظروف أبيض , فتحت الباب , ناولني المظروف بدون مقدمات , كان يعرف أنني لا افهم الروسية , نظر الي بتفحص كأنه يتساءل عمن أكون ثم تمتم بكلمتين وأدار ظهره .

فتحت المظروف وأخرجت رسالة بالروسية من نصف صفحة وعليها خاتم إدارة الهجرة الذي تعرفت عليه منذ قدومي التعيس لهذه البلاد

تذكرت اسم ورقم مترجم روسي يعرف العربية في ادارة الهجرة , لكن يفضل أن أنتظر قليلا فربما لايكون قد باشر عمله أو أنه يشرب قهوة الصباح في مكتبه , يا الهي صرت أحسب لأصغر موظف هنا حسابا حتى لا يسمعني كلمة قاسية فأنا الآن مجرد لاجىء نعم مجرد لاجىء يشعر أنه يعيش متطفلا ثقيلا على بلد لا يحب الغرباء .

في التاسعة أرسلت للمترجم صورة الرسالة على الواتس ورجوته ارسال مضمونها بالعربية.

جلست أنتظر الرد وأنا أفكر : ماذا في الرسالة ؟

هل هناك قرار جديد بالنسبة لوجودي في روسيا , هل وصلهم طلب لتسليمي مع ضغوط أمريكية ؟

منذ أتيت موسكو لم أشعر بالأمان لحظة واحدة , كانت نظرات الروس في كل مكان ترمقني بطريقة لاتوحي بالاحترام , شعب نصف بربري , رئيسهم بوتن لم يطلبني خلال اقامتي التي تجاوزت الشهر , لماذا لايريد رؤيتي ؟

هاقد وصل رد المترجم : تقول الرسالة : السيد بشار حافظ الأسد عليك الذهاب لأقرب مركز طبي لعمل الفحص الضروري لاستكمال أوراق اقامتك .

تعليق واحد

  1. بعد أن تحول الرئيس المخلوع الهارب الى روسيا لاجئ لدى الإتحاد الروسي، يوميات تظهر الهلع والخوف من تسليمه للجنائية الدولية، المجرم دوماً يتلمس الخوف من أي موقف تجاهه. قراءة جميلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى