مأساة عائلة البطران في غزة… الرضيع علي يموت برداً بعد شقيقه التوأم

تبلّغت عائلة البطران الاثنين خبر وفاة طفلها الرضيع علي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح في غزة، حيث صارع الحياة في الساعات الأخيرة في ظل إصابته من جراء البرد. وهو عرف في نهاية المطاف مصير شقيقه التوأم جمعة الذي كان قد توفي متجمداً داخل الخيمة أمس الأحد.

وُلد التوأم علي وجمعة مُبكراً في الشهر الثامن بعدما مرت ولداتهما مثل آلاف الحوامل بالتجربة نفسها بسبب الخوف والرعب من الجرائم الإسرائيلية. وبعد ولادتهما، لم يمكث التوأم في قسم الحضانة، حيث يجب أن يكونا في الوضع الطبيعي، بسبب ظروف حرب الإبادة التي دمّرت المستشفيات ومرافق العناية بحديثي الولادة، وفرضت نقصاً هائلاً في المستلزمات الطبية.

وفي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خُضُر، إن أربعة آلاف رضيع على الأقل انقطعوا عن رعاية الأطفال حديثي الولادة المنقذة للحياة بسبب الهجمات المستمرة على المستشفيات التي تحاول إبقاءهم على قيد الحياة. وأشارت إلى أن “قطاع غزة كان يضم نحو ثماني وحدات للعناية المركزة لحديثي الولادة بإجمالي 178 حاضنة قبل بدء الحرب في أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وهذا العدد لم يكن كافياً أصلاً لتلبية الطلب المرتفع على رعاية الأطفال الخدج”.

وكشفت أن الحرب تسببت في تدمير ثلاث وحدات للعناية المركزة لحديثي الولادة في الشمال، حيث انخفض عدد الحاضنات بنسبة 70% وصولاً إلى نحو 54 وحدة في القطاع. ونقلت عن أطباء في غزة قولهم إن نسبة الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم أو يعانون من سوء التغذية أو مشكلات في النمو ومضاعفات صحية أخرى ارتفعت بعدما أثرّت الحرب على نمو أجنتهم وولادتهم ورعايتهم.

عائلة البطران التي فرت من محافظة شمال قطاع غزة هرباً من الموت قصفاً إلى وسط القطاع، اصطدمت بشكل آخر للموت الذي سرق منها طفليهما. وأخبرت والدة الطفلين التوأم أنها استيقظت فجر الأحد لتجد جسد جمعة متخشباً من البرد ولونه أزرق، وقالت: “كانت حرارة أطراف جسده مثل الثلج، رغم أنني لففته ببطانية أخذتها من أحد جيراني، لكنها لم تنجح في منع وصول الصقيع إلى جسده”.

وقال الوالد محمد: “هرعت بجمعة فجر الأحد إلى المستشفى من أجل إنقاذه، وكان يرقد في الحضانة بعدما تأثر أيضاً بالبرد الشديد بسبب نقص الملابس والأغطية وانعدام وسائل التدفئة. أعيش في خيمة لا تقي من برد الشتاء ولا من الأمطار، وأغلقت أخيراً بعض التمزقات التي أصابت الخيمة باستخدام كفن”. تابع: “حصلت السبت الماضي، بعد سعي حثيث، على جهاز كهربائي يستخدم لتدفئة الأطفال الرضع، واستخدمته بالتناوب بين جمعة وعلي لمدة ساعة ونصف الساعة، لأن شحنه يكفي لمدة ثلاث ساعات فقط، علماً أنني كنت توجهت إلى مستشفى شهداء الأقصى لتأمين الشحن”.

وبات محمد يُعيل خمسة أفراد بعدما فقد توأمه، وهو يعاني من ظروف معيشية قاسية للغاية وسط الفقر وانعدام فرص العمل، والتي تجعل أبناءه الثلاثة حفاة بسبب عدم القدرة على توفير أحذية لهم تقيهم من برودة الأرض، بسبب ارتفاع أسعارها وعدم وجود مصدر للدخل. وأوضح أن أطفاله يعانون من سوء تغذية بسبب قلّة الطعام المتوفر، وأن أحدهم يجمع يومياً قطع نايلون وكرتون وبلاستيك من النفايات وأيضاً أحذية تالفة من أجل استخدامها في إشعال النيران. وأشار إلى أن “دخان هذه المواد يصل إلى المياه ما يتسبب بأمراض للأطفال، وباتت القوارض تبني جحوراً لها تحت البساط الأرضي البلاستيكي والخفيف (الحصير) في أرضية الخيمة الرملية، وأنا أخاف على أطفالي منها”.

المصدر: الأناضول

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ماتزال قوات الإحتلال الصهيوني تمارس حرب الإبادة بحق شعبنا بـ غزة ، وما عائلة “البطران” ووفاة طفلهم من البرد إلا نموذج من هذه الحرب المتوحشة القذرة، فإلى متى ستستمر هذه الحرب والصمت العربي والإقليمي والأممي ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى