عودةٌ بعدَ الموت

فايز هاشم حلاق

1- أستَغْفِرُ اللهَ من تَجَرُّؤِ القَلمِ   هل يرحمُ اللهُ ضَبًّا جاحِدُ النِّعَمِ؟
2- نرجوكَ ربّي يا خيرَ منتقمٍ   (نيرونَ) زالَ على إكرامِ مختَتَمِ
3- خطبٌ تمادى بأنيابٍ من الأسدِ   والشامُ ناحَتْ من فداحةِ الأَلَمِ
4- وحشٌ مضى يأْكُلُ منْ لحمِ أَهليهِ   سبحانَ قابِضِهِ من دونِ مُنْتَقِمِ
5- ذِئْبٌ وأَعطى الجِراءَ كلَّ خِبْرَتِهِ   قد مثَّلوا الذِّئبَ بالساحاتِ في صَنَمِ
6- فابنُ الرَّجيمِ طَغى من بعدِ تُقْيَتِهِ   كفعلِ (قَرْمَطَةٍ) في سالفِ القِدَمِ
7- حارَ الرّقيبُ بما أبديتَ من خِدَعٍ   حتَّى قَضى أَلَمًا، والجسمُ في سِقَمِ
8- فنائِحاتٌ على فلذاتِ أكبادٍ   والطفلُ في يُتْمٍ ما زالَ بالفَطِمِ
9- من سلّحَ القاتِلَ سُمًّا من عقربٍ   (دينُ التّقَمُّصِ) أمْ (عبادةُ أَغْيُمِ)؟
10- قد عَلَّمَ الإبليسَ كلَّ مَعْصِيَةٍ   وأَلبَسَ (المُفْتي) عَداوَةَ القِيَمِ
11- يَسْتَلُّ نابًا على إِصغاءِ مفترسٍ   يَهبُّ غدّارًا يَقضي على خُصُمِ
12- السُّمُّ في صَمْتِهِ باقٍ لِخِدْمَتِهِ   والذئبُ يربضُ قبل الفتكِ بالغنمِ
13- مضى وكفاهُ بالقاني مُلَطَّخَةً   من كلِّ حُرٍّ إلى بَنّاءِ بالقَلَمِ
14- سِماتُهُ في كتابِ العُهْرِ بارزةٌ   أقلُّ ما يُجزى بالحرقِ والرَّجِمِ
15- لمّا رأى وَجْهَ إِبليسٍ رَنا ضاحِكًا   مُسْتَبْشِرًا بِكَبيرِ الشَّرِّ واللُّؤَمِ
16- كَمْ من قليلٍ مِنَ الأَعرابِ مخدوعٌ   مَخْبوءُ شَرٍّ عن الأَشرافِ مُنْكَتِمِ
17- لو كانَ (نوحٌ) على علمٍ بموْلِدِهِ   لَكانَ أَحرَقَ كلَّ (الفُلْكَ) بالفَحمِ
18- روَّعْتَ أَهْلَك في ريعانِ نَهْضَتِهم   جَرَّعْتَهم عَلقمًا جاوزكَ بالكرمِ
19- كم رُحْتُ أَبحَثُ عن رَعِيَةٍ ضاعَتْ   وَكَيفَ نَفَّرَهُمْ لِسائِرِ الأُمُمِ؟
20- إنِّي لآسَفُ صارَ العيسُ فِئرانًا   والجِرزُ يَعلو إلى مراتَبِ النُّجُمِ
21- أَتوا بإمَّعَةٍ فَقَلّدوها أَنْـ ـجُمًا وفِتيانُنا صارتْ إلى العَدَمِ
22- عافوا الكتابَ على إِبرازِ هَرتَقَةٍ   قالوا: (الإمامُ) إلهُ البَدْرِ والغُيَمِ
23- باتوا على الشَّنآن كلَّ عَهدِهُمُ   ورُبَ أَصْلٍ كَفرعٍ بالفجورِ عَمي
24- يا ربِّ أَحييهِ للمظلومِ ثانيةً   نرجوكَ يا مُبْعِثَ الأنوارِ في الظُّلَمِ
25- حتَّى نرى بُغْضَ موتٍ كُنَّا مِتناهُ   كي تَسْتَقِّرَ النَّفسُ وهيَ في رِمَمِ
26- ليسَ التَّشَفّي خلةً حملناها   إِنَّ العقابَ بِحَجْمِ الذَّنْبِ والجُرُمِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى