بوتين يتوعد بإخراج القوات الأوكرانية من الاراضي الروسية

اتهم كييف بأنها “تنفذ إرادة” الغرب وبكين تدعو إلى عدم توسيع ساحة المعركة

يمثل الاقتحام لدى الرئيس الروسي انتكاسة غير متوقعة لان جيشه ظل متفوقاً لعدة أشهر على الجبهة الشرقية في أوكرانيا حيث يتقدم ببطء.

توعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين بإخراج القوات الأوكرانية من منطقة كورسك التي توغلت فيها في السادس من أغسطس (آب) القوات الأوكرانية وأعلنت سيطرتها على 28 بلدة، ما اضطر أكثر من 120 ألف مدني على النزوح منها.

وقال بوتين خلال اجتماع الإثنين مع مسؤولين أمنيين إن “المهمة الرئيسية لوزارة الدفاع تكمن في طرد العدو من أراضينا”.

واعتبر بوتين أن “العدو يسعى إلى تحسين موقفه التفاوضي مستقبلاً”، متهماً كييف بأنها “تنفذ إرادة” الغرب.

كذلك، اتهم بوتين أوكرانيا بالسعي إلى “زرع الانقسام والفوضى” داخل المجتمع الروسي “وترهيب الناس وتقويض لحمة المجتمع الروسي وتماسكه”.

انتكاسة غير متوقعة

يمثل الاقتحام لدى الرئيس الروسي انتكاسة غير متوقعة لان جيشه ظل متفوقاً لعدة أشهر على الجبهة الشرقية في أوكرانيا حيث يتقدم ببطء.

وأعلن الجيش الروسي الإثنين سيطرته على بلدة ليتشني شرق أوكرانيا. وأعلن حاكم كورسك بالوكالة أليكسي سميرنوف الإثنين أن القوات الأوكرانية سيطرت على 28 بلدة في المنطقة.

وأبلغ سميرنوف بوتين بأن العملية الأوكرانية تمتد في منطقة بعمق 12 كيلومتراً وعرض 40 كيلومتراً. وأشار إلى أن “عدد القتلى المدنيين 12 وعدد الجرحى 121 بينهم عشرة أطفال” جراء التوغل في كورسك.

وفي مواجهة الوضع “المثير للقلق”، أمرت السلطات الروسية الإثنين بعمليات إجلاء جديدة للمدنيين في منطقتَي كورسك وبيلغورود المحاذيتين لأوكرانيا. وأعلن سميرنوف أنه تم إجلاء نحو 121 ألف شخص من كورسك.

وأشارت السلطات في منطقة بيلغورود صباح الإثنين إلى إجلاء سكان منطقة كراسنوياروجسكي “حفاظاً على سلامتهم”.

وقال حاكم منطقة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف في مقطع فيديو على تلغرام “هناك أنشطة معادية” في المنطقة، بدون أن يحدد عدد المدنيين المعنيين بقرار الإجلاء.

“مستمرون في تنفيذ عمليات هجومية”

من جانبه، أعلن قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي سيطرة قواته على نحو ألف كيلومتر مربع من الأراضي في روسيا، أي أكثر بكثير مما اعترفت به السلطات الروسية.

وأعلن أمام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي “نحن مستمرون في تنفيذ عمليات هجومية في منطقة كورسك”.

بعد أشهر من التراجع على الجبهة الشرقية، أطلقت أوكرانيا عملية غير مسبوقة في كورسك تعد الأكبر والأنجح التي تنفذها كييف حتى الآن، وأكبر هجوم لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، قال مسؤول أمني أوكراني كبير فضل عدم كشف هويته الأحد “نحن في حالة هجوم. والهدف هو تشتيت العدو وإلحاق أكبر قدر من الخسائر به وزعزعة الوضع في روسيا… ونقل الحرب إلى الأراضي الروسية”.

في رسالته اليومية أكد زيلينسكي أن هجوم كورسك كان “مسألة أمنية” بالنسبة لأوكرانيا بسبب الضربات الروسية التي تستهدف أراضيها.

كما دعا مرة أخرى الغرب إلى السماح باستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب الأراضي الروسية. وقال “يجب إرغام روسيا على السلام”.

أعلن الجيش الروسي الأربعاء أن أوكرانيا أرسلت ألف جندي للمشاركة في التوغل الذي فاجأ الكرملين. وعلق المسؤول الأوكراني بالقول “هناك أكثر من ذلك”، مقدراً أنهم “بالآلاف”.

بعد أيام من امتناع السلطات الأوكرانية نوعاً ما عن التعليق، تطرق زيلينسكي للمرة الأولى إلى هذه العملية في خطابه اليومي مساء السبت بالقول إن كييف تسعى إلى “نقل الحرب” إلى روسيا.

ودعت بكين الإثنين إلى وقف التصعيد بين موسكو وكييف، مشددة على ضرورة “عدم توسيع ساحة المعركة وعدم تكثيف المعارك وعدم صب الزيت على النار” من أي جهة.

غراهام يثني على التوغل الأوكراني

قال السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، خلال زيارة إلى كييف الإثنين، إن التوغل الأوكراني المباغت عبر الحدود في منطقة كورسك الروسية “رائع وجرئ”، وحث إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على تزويد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاجها.

وأدلى غراهام بهذه التصريحات خلال زيارة إلى كييف برفقة السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال. وقال للصحافيين “رأيي في التوغل أنه جريء ورائع وجميل. استمروا على هذا النهج”.

وأضاف “أهم شيء للإدارة (الأميركية)… أعطوهم (لأوكرانيا) الأسلحة التي يحتاجونها للفوز في الحرب”.

وخلال الاجتماع مع وفد مجلس الشيوخ، وجه زيلينسكي الشكر للولايات المتحدة لدعمها لبلاده.

وقال في وقت لاحق في منشور على منصة إكس للتواصل الاجتماعي “ناقشنا الأمور المطلوبة بالضبط لإنهاء هذه الحرب بشكل عادل، من بينها حاجتنا إلى استخدام أسلحة بعيدة المدى”.

حريق محطة زابوريجيا

من جانب آخر، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ساعة متأخرة من مساء الإثنين إن ممثليها تفقدوا برج التبريد التالف في محطة زابوريجيا النووية التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا ولم يعثروا بعد على أي آثار لبقايا إطارات أو طائرات مسيرة.

وذكرت الوكالة في بيان على موقعها الإلكتروني أن الفريق خلص أيضاً إلى أنه من المرجح ألا يكون المصدر الرئيسي للحريق قد نشب في قاعدة برج التبريد.

وأضافت الوكالة أن “الفريق لم يتمكن من التوصل إلى استنتاجات نهائية (حول سبب الحريق) على أساس النتائج والملاحظات حتى الآن”.

 

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فشل القوات الروسية بتصدي للقوات الأوكرانية التي تسلحت بالدبابات الألمانية الحديثة وأسلحة أوروبية وأمريكية حديثة، ليتوعد الدول التي قدمت المساعدات لأوكرانيا، فشل نظام القوات الروسية وترهلها وضعف تقنية الأسلحة.

زر الذهاب إلى الأعلى