تجليات الاقتصاد العالمي المظلم في السيرة الروائية ‘زمن التعب المزمن

ياسين الغماري

النّظام المصرفي احتكار عائلات مُتسلّطة دعوة لسحق المُنافسة الاقتصاديّة وحتّى وأد انتفاضة الشعب المسكين. أين تَعَهُّد البتّ في الآثار الاجتماعية والبيئية لاستثماراتهم؟ وأين إِقْصَاء أسهم الشركات الّتي لا تستوفي مقاييس مُعيّنة من دائرة الاستثمار؟ ما أقرّه لي أنّ غَالِبِيَّة استثماراتهم-إن لم تكن كلّها-تتمحور وبوجه أخصّ حول فِتْنَة البيئة، منها الإحتباس الحراري، ذوبان الغطاء الجليدي، الفيضانات، التصحّر، واختفاء أنواع الحيوانات. تخيّلته يقول لي إنّهم يعملون على إبادة العالم عن طريق تمويل مشاريع تُؤدّي إلى هلاك الانسان. وأنّ مشاريعي صبيانيّة، وغير ناضجة. وأنا الّذي كنتُ سأطرح عليه كالأبله أن يُبدّل من صكوك القروض وأن يُدخل مُواصفات مُتفرّدة يحترمها المقترض أثناء تشغيل الحصّة المُقرضة من البنك. ما لا يدريه عامّة النّاس أنّ للبنوك أذرع خفيّة كامنة في أكثر الأماكن حقارة، تُحرّك العالم وتُشكّله بالشكل الّذي يُناسبهم، كشأن العائلات النّبيلة الّتي تُقرض مبالغ طائلة للدولة شريطة أن تتدخّل في قوانينها وشؤونها. يُسيطر روكفلرز، ومورجانز وروتشيلدز على جميع المُؤسّسات الماليّة في العالم ، بينما بيت آل سعود، فهم يُسيطرون على عشرين بالمائة من احتياطيات النّفط العالميّة. بمِيزَته بنكًا مرجعيًا في شمال إفريقيا وعالميًّا، لم أجده يلعب دوره في التنمية المستدامة ولا حتّى مُتعهّدًا بتبنّي سلوك مسؤول اجتماعي. لا وجود لتقارير عامّة منشورة. البنك يزعم أنّه يُراعي البيئة ويحرسها دون الإفادة بتصريحات حول مُمارساته في هذا الصدد. هذه رُسومات خادعة تُطابق الغسيل الأخضر أو فنّ تخضير صورته، كما الغسيل الاجتماعي لتَمْوِيه مَسَاءَة دعاواها الإداريّة الداخليّة إِزَاء موظّفيها دون اتباع نهج وقائي و شَدِّ العملاء إليها. يؤدّي الغسيل الأخضر إلى نشوء التباسات، وكما يمدُّ صورة معيبة يسوء بها إلى البنوك المُشاركة في مُبادرات أصليّة للتنمية المستدامة. تُصوّغ برامج العمل الخيري بشكلٍ استراتيجي لتضليل المستثمرين الخارجين بشأن قيمة الشركة وتحقيق أهداف الربح. طغى غياب التقارير السنويّة على الثقة بين البنك والعملاء. التقرير السنوي يُعد وثيقة مهمّة لإِخْطار العملاء بإِثَابة هيكلة مدخّراتهم. ما لا يطّلعُ عليه الأكثرِيَّة أنّ المدخّرات عيونها لا تنام. تُستفاد المدخّرات لإحداث التباس في العالم. تستثمر البنوك وشركات التأمين في الطاقة النوويّة والفحم ووَضْع اليَدْ على الأراضي والتَّعدين والنّفط. يظلّ الاستثمار المسؤول اجتماعيًا غير معروف نسبيًا لعامّة الناس، ذلك من فقد المعلومات من حَاشِيَة المُؤسّسات الماليّة. الرأسماليّة أخفقت في تثبيت الإنسانيّة. حقّقت التطوّر التكنولوجي على حِساب الجانب الإجتماعي. أطراف تعيش في ترف اجتماعي بخنق أطراف أُخرى من أجل الربح. هذا ما يُسمونه صُعود التّقسيم الطبقي. هُنالك حُفرة ضخمة أنشأتها اللوبيّات لكي يسقط الفقراء فيها ويستعبدونهم. نشترك كلّنا في العالم نفسه، لكنّ هُنالك طبقة من الغيوم الشفّافة تفصلنا عن بعضنا البعض. الفُقراء يلتقون بالفُقراء والأغنياء ببعضهم. فالأغنياء يجلبون الفقراء إلى زوبعة الإنتاج بدون استهلاك. شيئًا فشيئًا وجد العُمال أنفسهم قد بيعوا بالكامل. يتقاضون رواتبهم حتّى يتمكّنوا من العودة إلى العمل من الغد دون إحراز تقدّم في حياتهم. الراتب يُمغض كاللبان ويُزقّم منه قضمات صغيرة جدًّا طيلة شهر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى