في أول خرق من نوعه منذ سيطرة القوات التركية على مدينة الباب شرق حلب، قبل ثلاث سنوات، قصف الطيران الروسي المدينة الليلة الماضية ما أدى لإصابات بين المدنيين.
الطائرات الروسية التي أغارت على وسط المدينة، قصفت بشكل عشوائي أهدافاً مدنية ومنازل، وأسفر القصف عن جرح أربعة من السكان على الأقل.
وهذا هو الهجوم الأول الذي تشنه القوات الروسية على المدينة، التي تعتبر التجمع السكاني الأكبر الخاضع لسيطرة الجيش الوطني المدعوم من تركيا، شرق حلب. وشكل الهجوم صدمة كبيرة في أوساط المعارضة، بالنظر إلى تحييد المناطق التي تقع تحت النفوذ التركي المباشر في ريف حلب عن العمليات العسكرية والقصف منذ تمركز القوات التركية فيها.
ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة القصف، ووصفه بالتصعيد الخطير والعمل الاجرامي الذي يهدد الاتفاقات في المنطقة.
وقال الائتلاف في بيان، إن “القصف الذي نفذته طائرات الاحتلال الروسي على مدينة الباب، خرق خطير وتصعيد يهدد الاتفاقات والتفاهمات التي حافظت على هدوء نسبي في المنطقة، والإئتلاف يحمل روسيا كامل المسؤولية تجاه أي نتائج خطيرة قد تترتب على هذا التصعيد”.
ويبدو أن هذا القصف أربك المعارضة بالفعل، حيث تباينت تقديراتها للأسباب التي دفعت روسيا لشن هذا الهجوم غير المتوقع على مدينة الباب، التي توجد فيها أكبر قاعدة عسكرية تركية في سوريا.
وبينما رأى فيه البعض شكلاً من أشكال الرد على التفجير الذي استهدف الدورية الروسية-التركية على طريق حلب اللاذقية الدولي “أم-4” الثلاثاء، وأسفر عن جرح ثلاثة عسكريين روس في ريف إدلب، اعتبره البعض رسالة ضغط على تركيا من أجل التنازل في ملفات أخرى خارجية تتنافس فيها أنقرة وموسكو.
واعتبر أصحاب وجهة النظر هذه أن الهجوم المرتقب لقوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، على مدينة سرت الخاضعة لقوات اللواء خليفة حفتر المدعوم من روسيا، الذي يتم التحضير له بدعم من تركيا، بالإضافة إلى التوتر الأخير الذي تشهده الحدود بين أرمينيا المدعومة من روسيا، وأذربيجان حليفة تركيا، كلها ملفات يمكن النظر إليها كخلفية للهجوم الروسي الأخير على مدينة الباب كرسالة تهديد من موسكو لأنقرة.
المصدر: المدن