الروائي عراقي. والاحداث في بغداد زمن الاحتلال الأمريكي…تبدأ الرواية من منزل في بغداد يسكنه صاحبه يوسف الذي بلغ سن الشيخوخه. وما زال يعيش على ما تجود به ذاكرته في عمره المديد.. يسكن معه بشكل موقت عائلة اخرى. هربت من منزلها لان حيهم يقع في منطقة صراع بين السلطة والميليشيات المتنوعه المتكاثره . العائله الثانيه هم مها وزوجها لؤي… يوسف وضيوفه من مسيحيي بغداد. الحوار بينهم يطال كل شيئ وفي الليلة الأخيرة. اختلف يوسف ومها حول توصيف ما يحصل في بغداد والعراق. فمها ترى ان ما يحصل مع مسيحيي العراق عمل.استئصالي مقصود به قتل المسيحيين وتهجيرهم. تحت دعاوي كثيره. فمنهم المفقود والمختطف والمقتول.. اما يوسف فيرى ان المشكله تطال الكل في العراق من كل الطوائف والاثنيات. فالقتل والتفجيرات والخطف يطال الكل. وان ذلك ليس اصلا في العراق بل هو عابر. يوسف يستند على تاريخ يعيشه منذ ما قبل استقلال العراق. يتابعه عبر سلسلة صور تستحضرها ذاكرته فيرى العراق الكريم بأرضه وناسه المتعايشين عبر مئات السنين. الناس الذين تعايش معهم كأصدقاء وزملاء عمل.. هو المسيحي المؤمن لكنه غير المتدين جدا كاخته حنه. لكنه يذهب احيانا للكنيسة ويضيئ الشموع على روح اخته. يتذكر انه من عائلة جاءت من شمال العراق لبغداد. لمتابعة عمل الوالد. وانهم درسوا في مدارس بغداد وأصبحت اخته ممرضة. وعملت في شمال العراق وأصبحت مصدر الرزق لهم وكيف ذهبوا معها حيث هي. يتذكر دراسته وعشقه للنخل والتمور العراقية. وكيف توظف في المؤسسة المهتمة بالتمور وتدرج بها حتى اصبح رئيس المؤسسة. وكيف يرى ان النخل هو العراق المنتصب المعطاء الاصيل. يزرعها حيث يكون ويرعاها. ويراها اقرب الأشجار للإنسان في كل اطوارها. كذكر وانثى واهتمام وتلقيح وانتاج وخير عميم.. يتذكر صحبته وندماءه في جلسات الانس وتناول المشروب والاستماع للموسيقا وللغناء و العراقي بكل حمولته النفسية والعاطفيه.. لا يستطيع ان يرى الا عراقا متآلفا متصالحا مع ذاته.. لا ينكر ما مر بالعراق من ظروف سيئه. لا ينكر فعل السلطات في كل العصور. وانهم في اغلب الاحيان كانوا قمعيين ودمويين داخليا. وكانوا متهوريبن ومخطئين خارجيا.. ولا يبرء دور الغرب وامريكا قبل الاحتلال ايام الحصار ولا اثناءه ولا بعد ان رحل المحتل ظاهرا وبقي بالعمق مصلحة ومديرا للسلطه وجميع ما يحصل على الارض… يوسف يرى ما يحصل في العراق عابر .وسيعود العراق لوجهه الافضل والانقى..
.مها ترى الواقع بشكل مختلف فهي وزوجها لؤي الذي تعرفت عليه في الكنيسة وتطورت علاقتهم ليتحابا ولبتزوجا بعد ذلك.. ولتحمل طفلها في احشائها ثم ليسقط ميتا قبل ولادته بعد تفجير قريب من منزلهم. مما جعلها تعيش وسواس نفسي عدائي اتجاه الحياة. فهجرت فراش زوجها واعادت تفسير الحياة في العراق انهم اقلية مسيحية مضطهده ومستهدفه لتهجيرهم.. الم يخطف خالها الحبيب على قلبها . ودفعت الفديه عنه واعيد لكنه مقتولا. الم يغادروا بيتهم في الدورة لانه مستهدف من الميليشيات المتنوعه. وان التفجيرات كادت ان تطالهم..
.ليوسف اسبابه ليدافع عن عراق جميل متعايش بعضه في الماضي وبعضه في المستقبل. ولمها اسبابها في الاحساس بالظلم الطائفي. والتفكير الجدي بالهجرة كما فعل اغلب مسيحيي العراق. ينام يوسف ومها وزوجها لؤي بعد ليلة خصام وخلاف… والكل يقرر انه سيعيد في الصباح الود كما كان. فيوسف بالنسبة لمها يوازي والدها ويرعاها ويسكنها بيته دون اجر. ومها بالنسبة ليوسف الانيس والمساعد في خريف عمر يحتاج لمن يكون بجواره دوما…
.في صباح اليوم التالي يذهب يوسف ومها الى الكنيسة .لكن كل على حدى. وكل ينتظر ان يلتقي صاحبه ليعتذر منه. لكن التفجيرات والرصاص يقترب من الكنيسة ثم يهاجمها. انهم مجموعة (تجاهد) من خلال ضرب الكنيسة وقتل المصلين. تنجو مها مع بعض المصلين بمعجزة. وتخبر بما حصل معهم على وسائل الاعلام. بان مجموعة مسلحة اطلقت القنايل والرصاص عليهم وقتلت الاغلب وانهم كانوا يطلقون دعوات ايمانيه. ويتهمونهم بالكفر. و تنقذهم قوات السلطة. ستتسائل من اين جاءت المجموعة التي اغلبها غير عراقيين. ولماذا تأخرت قوات السلطة حتى قتل اغلب المصلين. وتتساءل. من يريد ان يأخذ مني بلادي وتاريخي وانتمائي للعراق. ليجعلني ميته او مهاجرة في بلاد الدنيا.؟!! ولمصلحة من هذا..؟!!
.اما يوسف فقد استقبل الهجوم باربع رصاصات احداها كانت في قلبه واماتته.. كان يفكر كيف يلتقي بمها ويعتذر منها.. وعند الهجوم على الكنيسة.. صمتت آخر كلماته في فمه.. كان يستنجد بالعذراء..مناديا..
.يا مريم …؟!!.
.هنا تنتهي الروايه.. وهي لا تحتاج لتعليق فالرواية تتحدث عن ذاتها عن العراق الواحد المتنوع المتناغم. الذي عمل على تقسيمه وخلق اسباب الفتنة به. ودفعه للاحتراب الداخلي والصراع الاهلي. المغذى من الظلم الذي مارسته السلطات القمعية المتعاقبة. ومن المستعمر الامريكي قبل الاحتلال وبعده. ومن البنى العقائديه المستغله و الموجهة كسلاح حرب في مواجهة كل مكونات الشعب العراقي. فهذا شيعي وسني وكردي .. والكل مدجج بالسلاح والكل يخون او يكفر الاخر ويستبيح دمه.. والمستفيد طبقة الحكام ومن وراءهم الامريكان الذين لم يغادروا العراق ابدا…
20.11.2015…
لم يذكر اسم المؤلف!؟
رواية “يا مريم” للروائي العراقي “سنان أنطون” قراءة جميلة وتعقيب موضوعي للكاتب “أحمد العربي” الرواية تعالج وضع الأقليات في العراق وبهذه الرواية تتحدث عن المسيحيين بالعراق وعملية التهجير التي عانوا منها من سلطة أمر الواقع والإحتلال الأمريكي الذي قسم المجتمع العراقي الى طوائف وملل مدججين بالسلاح للإحتراب فيما بينهم ليثبت حكم المحتل .