أثار العدوان الجسدي على الطفل السوري في بلدة (سحمر) اللبنانية البقاعية من قبل سبعة أشخاص تناوبوا على الاعتداء عليه جسديًا ونفسيًا بالاغتصاب والإيذاء؛ تساؤلات كثيرة واستغرابًا أكبر من مجرد كونه شذوذًا فيزيولوجيا مكروهًا أو مرفوضًا دينيًا.
المغتصبون السبعة مسلمون ينتمون إلى المذهب الجعفري (شيعة) ويعيشون في أجواء التعبئة الدينية المذهبية التي برع أتباع إيران في إثارتها وتسيدها في كثير من النفوس والعقول.
والشذوذ في الاسلام مرفوض دينيًا كما هو مرفوض اجتماعيًا في بيئة مشابهة لهذه البلدة المسلمة.
كما ليس في المذهب الجعفري – الشيعي – ما يقبل بالشذوذ الجنسي أو يبرره تحت أي ظرف من الظروف أو شرط من الشروط. فهو إذًا اعتداء لا يمت لا إلى الإسلام ولا إلى المذهب الجعفري بصلة.
أما اجتماعيًا فليس في قرى البقاع ومنها (سحمر) ما يجعل تلك الظاهرة طبيعية أو مقبولة أو حتى مسكوتًا عنها كظاهرة أو كسلوك إنساني فردي فكيف إذا كان جماعيًا.
أما علم النفس السلوكي فيتعرض للظاهرة كسلوك إفرادي له حيثيات مرضية نفسية أوصلت إليه وجعلته مقبولًا عند صاحبه. أما أن تكون ظاهرة عامة جماعية فهو ما لم يحدث ولا يمكن تفسيره كسلوك جماعي عام كما هو الحال في اعتداء سبع ذكور بالغين راشدين على طفل سوري مسلم. أي أنه ليس يهوديًا مثلًا.
وليس من الموضوعي أو المنطقي أن يصاب سبعة أشخاص يعملون معًا بالشذوذ الجنسي في وقت واحد وهم أبناء بلدة صغيرة والناس يعرفون بعضهم تمامًا، وبالتالي فلا مجال لمثل هذه السلوكيات الإنحرافية الشاذة. كما أن الحادث لا يدل على رغبات جنسية طافحة لم تجد لها تصريفًا إلا بهذه الطريقة العدوانية الوحشية؛ وحيث انسدت أمامها أية سبل أخرى أقل فداحة وأكثر إمتاعًا. فما خلفية ذلك الاعتداء المستمر وما دوافعه النفسية والعقلية والدينية طالما أنه لا يدخل في باب الحاجة الغريزية ولا في باب الشذوذ الجنسي الفيزيولوجي؟؟
استنادًا إلى الفهم الديني – المذهبي للتشيع الصفوي الإيراني؛ فإن أتباع المذاهب السنية هم من النواصب أي الذين يناصبون آل بيت النبي العداوة. وهؤلاء ليسوا مسلمين. وبالتالي وجب التعامل معهم بالانتقام لما فعلوه بالحسين وآل بيت النبي محمد. وبالتالي فأي عمل إنتقامي منهم هو رد اعتبار واستعادة لحق تاريخي مسلوب. وفي كتاب تحرير الوسيلة للخميني كلام كثير واشد بأسًا عن كيفية التعاطي الواجب بحق السنة النواصب. وعلى هذا الأساس تتم حالات التحريض المذهبي والتعبئة المذهبية العدائية تجاه أحفاد من قتلوا الحسين من النواصب.
حينما راحت ميليشيات إيران تتدخل عسكريًا في سورية منذ ٢٠١١، تقتل وتنتقم وتخطف وتهجر النواصب السنة، كان أول تبرير لذلك: ” حماية السيدة زينب ” وحتى لا تسبى زينب مرتين. مع العلم أن مقام السيدة زينب يرقد بسلام في وسط إسلامي سني منذ مئات السنين وبحماية النواصب أنفسهم.
وحين توالت التدخلات العسكرية وزادت عمليات القتل والتهجير لأبناء القرى المسلمة من النواصب السنة كان التبرير الأفظع هو حماية الشيعة السوريين من اعتداءات المتطرفين المحيطين بهم. علمًا أن هؤلاء الشيعة يعيشون بأمان واطمئنان في دمشق المسلمة السنية منذ مئات السنين أيضًا ولم يتعرض لهم أحد.
كل هذا يبين المنهج المذهبي العدواني الذي يتعامل به أتباع المشروع الإيراني مع من يسميهم النواصب. فهم الأغيار الذين يجب الانتقام منهم. وهم في هذا يماثلون الفكر التلمودي المذهبي العدواني تجاه باقي البشر الذين يعتبرهم من الأغيار أي (الغوييم) باللفظ التلمودي الذين يحق لليهود استخدامهم وقتلهم والانتقام منهم.
بمثل هذا المنهج المذهبي العدواني بالنظر الى السنة (النواصب) باعتبارهم أغيارًا لا ينتمون إلى الإسلام ويحل قتلهم واستخدامهم والانتقام منهم. وفي مثل هذه الأجواء التعبوية العدائية، يخضع أتباع الفكر الديني الإيراني لتحريض مستمر ضد من يسمونهم النواصب وهم أتباع المذاهب السنية.
في هذه الأجواء المشحونة بالتخوين والتخويف والكراهية يعيش كثيرون ممن ينضوون في أدوات وأجهزة المشروع الإيراني؛ ويتعاطون مع بقية المسلمين على هذا الأساس.
انطلاقًا من هذه التعبئة يمكن فهم العدوان المستمر على الطفل السوري من قبل سبعة أشخاص أصحاء بدنيًا وفيزيولوجيًا والمرضى نفسيًا وعقليًا وأخلاقيًا. فهم ليسوا شاذين ولا يمارسون عملًا غريزيًا يتمتعون به؛ لكنهم ينفثون حقدًا مخبوءً في الصدور ومتراكمًا منذ عقود هو عمر المشروع الإيراني وتسلله إلى دواخل مجتمعنا العربي تحت غطاء المذهبية البغيضة التي تشوه مذهب الإمام الصادق ابن الصادقين الشريف ابن الشرفاء الإمام جعفر الصادق وهو منهم ومن كل حقدهم وشعوبيتهم براء.
لهذه الأسباب التخريبية الانقسامية التي أحدثها الفكر الشعوبي الضلالي الإيراني في الفكر الديني لكثير من المسلمين العرب؛ يعتبره كثير من العرب المخلصين خطرًا وجوديًا على العروبة وعلى الإسلام العربي التوحيدي الجامع.
لم يكن اغتصاب ذاك الطفل السوري شذوذًا غريزيًا لكنه انتقام من الأغيار. وليس لأنه سوري وإنما لكونه من النواصب. والمغتصبون لم يفعلوا فعلتهم الشائنة المجرمة لأنهم لبنانيون وإنما لكونهم من أتباع مذهب آل إيران المجوس.. ولا يمتون للإسلام ولا للشيعة العرب ولا لمذهب آل بيت النبوة الجعفري الصادق بأية صلة.
التشيع العربي مذهب أصيل مؤمن مسلم توحيدي حر؛ أما التشيع لآل إيران فشعوبية عمياء حاقدة على الإسلام والعروبة معًا.
منذ تدخل ايران في الدول العربية ، كانت سمة هذا التدخل احتلالاً للأرض والعرض وتشويهاً للأخلاق والمبادئ وهي بهذا تشكل انتهاكاً مجوسياً فارسياً بقناعات مذهبية تفوق بحقدها وانتقاداتها من الصهيونية العالمية واسرائيل .. لهذا أخذ طرد المجوس من الوطن العربي أولوية تكتيكية على طرد الصهاينة منه ، وهما في وحشيتهم سواء بسواء .