الربيع العربي || إعادة تقويم

أحمد العربي

بدأ الربيع العربي يصنع وجوده على الأرض ويفرض متغيراته وبدأنا لأول مرة في تاريخنا العربي ندخل عصر التجربة الديمقراطية.

.هناك مجموعة نقاط لا بد من إدراكها حتى نفهم ونتفهم ربيعنا العربي في أقطاره

اولا.ان الربيع عندما حصل كان فعلا شعبيا مباشرا ردا على الظلم والاستبداد والفقر والتهميش والتخلف… وكانت القوى السياسية حاضرة تتلقف الربيع وتأخذه إلى أهدافها. وهذه القوى محملة بإرث الاستبداد من مواقف مليئة العقائدية والذاتية و واحدية الرؤية لقضايا المجتمع . ف الاسلاميين مسكونين بمشاريعهم منهم من يطلب الدولة الاسلامية او الدولة الوطنية بخلفية إسلامية وطنية مثل حركة النهضة في تونس. والإخوان المسلمين في مصر. وهناك قوى وطنية من خلفية علمانية بأطياف متنوعة. كلهم وطنيين وحتى قوى وطنية ومدنية غير حزبية . وقوى شبابية نتاج الثورات مباشرة. لتملأ فراغ إسقاط الاستبداد

 

.كل هذا الطيف الواسع وجد نفسه مباشرة أمام ممارسة الديمقراطية. ولا يكفيه قوة حجته وعمق انتمائه في نفسه وعقله .فعليه أن يجعله خيار الناس .عليه أن يقبل المختلف معه (هنا وبشكل مباشر ) في الشارع وبين أوساط الناس. وعليه ان يتعلم الوسطية والحلول التفاوضية والتحالفات وان يتقدم على طريق تحقيق برنامجه خطوه خطوه وأنه لا يكفيه الصراخ دوما بأفكاره وشرعيتها والتخويف والتخوين  (وذلك من إرث ماضي الاستبداد الذي لم يتم التحرر منه تماما)  بل عليه أن يطرح حلولا ويقنع الناس بها. وعليهم أن يدركوا حجم المسؤولية الملقاة عليهم فهم يصنعون مصير البلاد وليسوا مجموعة محترفين كلام في نادي او مقهى (كما أيام الاستبداد). وعليهم التفكير والعمل على المصلحة العليا من استقرار مجتمعي وتحريك عجلة الاقتصاد وتحسين شروط المعيشة لاغلب الشعب المتعب . وعليهم إدراك أنه لا مطلق ولا دائم في دولة الديمقراطية. الكل يتغير؛ سواء كان دستور أو قوانين  أو مجلس نواب او رئاسه او اي موقع  كله يحكمه التغيير حسب ارادة الشعب .علينا أن نكون عمليين ونعمل مع الناس ومصلحتهم لنثبت المصداقيه ولنحسن حياة الناس

 

ثانيا.علينا أن نضع في حسابنا اننا لا نزال تحت نظر الغرب ومصلحته وتربصه هو و(اسرائيل) لقد أخذوا بغتة بربيعنا وهم يريدون افشاله من الداخل. هذا ما يجب أن تدركه كل الواجهات السياسية في دول الربيع العربي ما المصلحة بإنزال الناس للشارع والتحريض على العنف ورفع سقف الطروحات لتضرب التجربة برمتها؟. ما المصلحة الآن بتسعير التنوع الاعتقادي (اسلاميين وعلمانيين…)؟ وكأننا لا نستطيع العيش والتعايش إلا تحت الاستبداد؟

الغرب يريد إفشال ربيعنا وربيعنا ماض لبناء حياة انساننا الأفضل في الحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية

.على من يتقدم العمل السياسي أن يكون عند مطلب الشعب يتحرك لمصلحة البلاد والعباد وإلا فالشعب الذي صنع ربيعه قادر على ايجاد من يقود مركبه للافضل…ربيعنا ازهر ..ربيعنا يثمر

واهلا بعصر انسانية الانسان.

 

١٧ /٣ /٢٠١٣

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. الربيع العربي إنطلق عفوياً شعبياً ضد الأنظمة الطاغية المستبدة ولم تنطلق ليمثلها مؤسسات ومنظمات ديكتاتورية مستبدة، كأنك يازيد ما غزيت، سيطرة منظمات ومؤسسات لا ديمقراطية بإسم الثورة على المشهد السياسي أفقد الثورة دورها وربيعها العربي ، قراءة موضوعية لتقييم الربيع العربي .

زر الذهاب إلى الأعلى