أصيب بجروح في إحدى عينيه ورئيس “شؤون الأسرى” يتهم إسرائيل بالشروع في قتله. أعربت البرغوثي عن خشيتها على حياة زوجها، بسبب “حملة القمع الوحشية التي لم تتوقف بحقه منذ ثلاثة أشهر”.
بدعوى تحريضه على اندلاع انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية، تنتهج مصلحة السجون الإسرائيلية منذ ثلاثة أشهر سياسة نقل الأسير الفلسطيني والقيادي في حركة “فتح” مروان البرغوثي من سجن إلى آخر، وحبسه في زنازين منفردة، وباتت حياته في خطر، بحسب زوجته، إثر إصابته بجروح في إحدى عينيه بعد تعرضه “للضرب الوحشي” من قوات القمع الإسرائيلية.
ونقلت مصلحة السجون الإسرائيلية البرغوثي خمس مرات خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بدأت من نقله من معتقل عوفر، وانتهت في سجن مجدو، ومرت بسجون الرملة وريمونيم وأيلون.
تقول زوجته فدى البرغوثي إن زوجها يتعرض لعمليات ضرب كان أشدها تلك التي وقعت في الـ12 من شهر مارس (آذار) الجاري، عندما هاجمته وحدات القمع داخل زنزانته الانفرادية في سجن مجدو، وأبرحته ضرباً وحشياً، ما أدى إلى نزيف في إحدى عينيه.
وجاء ذلك الهجوم بعد ستة أيام على تعرضه لضرب مماثل، هو وعدد من قيادات الحركة الأسرى في السجون الإسرائيلية.
وأعربت البرغوثي في حديث مع “اندبندنت عربية” عن خشيتها على حياة زوجها، بسبب “حملة القمع الوحشية التي لم تتوقف بحقه منذ ثلاثة أشهر”. وقالت إن محامين زاروا سجن مجدو أكدوا لها “تعرض مروان البرغوثي لاعتداء وحشي وهمجي نفذته وحدات القمع الخاصة في السجون”.
وأشارت البرغوثي إلى أن زوجها “تعرض لخلع بكتفه قبل ثلاثة أشهر خلال نقله من معتقل عوفر إلى سجن إسرائيلي آخر”.
وأوضحت زوجة القيادي الفلسطيني أن الاعتداء على زوجها “يسلط الأضواء على حملة القمع الوحشية التي تنتجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الأسرى الفلسطينيين”.
وحكمت إسرائيل على مروان البرغوثي المعتقل منذ 22 سنة بالسجن المؤبد لـ67 مرة بسبب إدانته بشن هجمات ضد الإسرائيليين خلال الانتفاضة الثانية.
وبحسب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية قدورة فارس فإنه منذ بداية الحرب على قطاع غزة “قتل 13 أسيراً فلسطينياً داخل السجون الإسرائيلية، بينهم تسعة قتلوا جراء تعرضهم للضرب المبرح”.
واتهم فارس إسرائيل بـ”الشروع في قتل البرغوثي” قائلاً إن “ضرب وحدات قمعها الوحشي المتكرر له، وهو في عمره الـ65 سنة قد يودي بحياته، كما حصل مع عديد من الأسرى خلال الأشهر الماضية”.
وأعرب فارس عن خشية حقيقية على حياة البرغوثي، قائلاً “قد يقتلونه كما قتلوا غيره في السجون”.
ووفق رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية فإن حملة القمع الوحشية ضد البرغوثي بدأت إثر “بيان مزور قالت السلطات الإسرائيلية إنه صادر عن البرغوثي ويدعو فيه رجال الأمن الفلسطيني إلى إطلاق الرصاص على المستوطنين والجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية”.
وأشار فارس إلى أن مكتب البرغوثي سارع حينها إلى نفي صحة البيان “الذي تقف وراءه جهات إسرائيلية”، مضيفاً أن إسرائيل “اتخذته ذريعة للبدء بنقل البرغوثي من سجن إلى آخر والاعتداء بالضرب عليه”.
وأوضح فارس أن إسرائيل “تتعمد الاعتداء على البرغوثي، والتنكيل به انتقاماً منه وذلك لأنها تدرك ما يشكله من رمزية نضالية لدى الفلسطينيين، واحتمال الإفراج عنه في أي صفقة تبادل للأسرى”.
أبشع أشكال التعذيب
وكشف رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عن اتصالات أجرتها قيادة السلطة الفلسطينية خلال الساعات الماضية مع مسؤولين أميركيين ومصريين وقطريين لضمان وقف حملة القمع ضد البرغوثي.
واتهم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إسرائيل بتعريض الأسرى الفلسطينيين “لأبشع أشكال التعذيب والتنكيل والبطش والعزل”.
وأشار الشيخ إلى أن البرغوثي “تعرض للعزل، والتعذيب، ومحاولات قهر وإذلال، وضرب تعرض حياته للخطر”.
واستنكرت اللجنة المركزية لحركة فتح “الاعتداءات المتواصلة التي يتعرض لها الأسير القائد مروان البرغوثي عضو اللجنة المركزية للحركة، وبقية الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال”.
وأوضح بيان للحركة أن “الاعتداء على مروان البرغوثي هو اعتداء على اللجنة المركزية برمتها”.
وأشارت الحركة إلى أن ذلك يأتي “في سياق الحملة المسعورة للاحتلال وأدواته ضد الحركة الأسيرة، من خلال التضييق على معتقلينا البواسل، وممارسة أبشع أنواع التنكيل والإهانة والحرمان والتجويع”.
وقبل أسابيع، عبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عن سعادته “لأن إدارة السجون الإسرائيلية تنفذ سياستي الواضحة للغاية تجاه المخربين في السجون”.
وبحسب بن غفير فإن نقل البرغوثي للعزل الانفرادي جرى “في أعقاب معلومات عن تمرد مخطط له”، مشيراً إلى أن “الأيام لتي سيطر فيها المخربون على السجون قد ولت”.
وكان بن غفير عين كوبي يعقوبي رئيساً لمصلحة السجون الإسرائيلية التي تشرف على اعتقال الأسرى الفلسطينيين.
وتشير استطلاعات الرأي في فلسطين إلى أن مروان البرغوثي سيحصل على 51 في المئة من أصوات الناخبين في أي انتخابات رئاسية مقبلة، فيما سيحصل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية على 45 في المئة.
ومنذ بداية الحرب الحالية اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من سبعة آلاف فلسطيني من الضفة الغربية، وأفرجت عن المئات منهم.
وارتفع عدد أسرى الضفة الغربية فقط إلى أكثر من تسعة آلاف، إضافة إلى المئات من قطاع غزة الذين لا يعرف مصيرهم، وظروف اعتقالهم.
وحتى أسرى الضفة الغربية، فإن إسرائيل أوقفت منذ نحو أكثر من خمسة أشهر زيارات أهاليهم لهم كما جرت العادة، إضافة إلى أنها تمنع مندوبي الصليب الأحمر الدولي من الاضطلاع على ظروف اعتقالهم.
المصدر: اندبندنت عربية