رأت مجلة شبيغل الألمانية أن الرفض الإسرائيلي لنداءات دول العالم ومنها دعوة الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش وغيرهم لوقف اطلاق النار في شهر رمضان وجعله أكثر أمنا، وكذلك تعثر المفاوضات بشأن الأسرى، جعل من غزة المكان الذي سيتوجه له المسلمون هذا العام بعيونهم وأفئدتهم.
وقالت المجلة إنه خلال شهر الصوم المبارك، أصبحت غزة محط أنظار العالم الإسلامي، فعندما سيوضع الطعام سيفكر الجميع بالجائعين في غزة، وعندما تجتمع العائلة سيفكر الصائمون بعائلات غزة، ولدى غروب الشمس سيفكر الصائمون بكيفية حياة الناس في غزة وعن رمضان هناك. وتابعت “كيف يمكنك أن تفطر عندما لا يكون هناك أي طعام تقريبًا منذ أسابيع؟ عندما لا يصبح الجوع جزءا من واجب ديني، بل أصبح منذ فترة طويلة جزءا من الحياة اليومية؟”.
وقالت إن معاناة المدنيين في قطاع غزة كبيرة حيث قُتل أكثر من 30 ألف شخص، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال. وكان الأمل أكبر في أن تتوصل الأطراف المتحاربة إلى وقف لإطلاق النار بحلول شهر رمضان. وربما كان هذا الأمل عبثا. والآن هناك مخاوف متزايدة بشأن التصعيد في الأسابيع القليلة المقبلة.
وأوضحت المجلة الألمانية أن رمضان بالنسبة للمسلمين هو وقت السلام والأسرة وترقب العيد، حيث يتم تقديم الحلويات والهدايا للأطفال. وهو أيضًا وقت للأعمال الخيرية، فالتبرعات للجمعيات الخيرية جزء من شهر رمضان مثل الصيام. لكن نادراً ما تصل أي مساعدات إلى قطاع غزة، وحتى عندما تصل الأموال، فليس هناك سوى القليل مما يمكن شراؤه بها.
وبحسب شبيغل، ستكون أشياء كثيرة مختلفة بالنسبة لسكان غزة هذا العام، مشيرة إلى ما نشرته وسائل الإعلام العربية مثل قناة الجزيرة.. نساء يحاولن تزيين الخيام في رفح، وأطفال يندبون عدم قدرتهم على إشعال الألعاب النارية التقليدية. هناك خطر كبير للغاية من أن تشتعل النيران في الخيام، وسيفقد الناس الخيام التي أصبحت بيوتهم.
وعادة ما تتجمع العائلات في المساء لتناول الطعام معًا ويذهب الكثيرون إلى المسجد للصلاة. لكن مع تجمع 1.5 مليون شخص في رفح، تضررت مئات المساجد. ولا يكاد يتبقى أي طعام. وتحذر الأمم المتحدة منذ أسابيع من حدوث مجاعة في أجزاء من قطاع غزة.
ولفتت المجلة إلى أنه في حين أن وسائل الإعلام الإسرائيلية نادرا ما تعرض صورا من قطاع غزة المدمر، إلا أنه يمكن رؤيتها في العالم العربي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أنه لا بد أن الحرب ستكون موضوع نقاش عندما تتجمع العائلات المسلمة في المساء، في العديد من الأماكن.
وذكرت أن وزير الأمن الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتامار بن غفير قد أمر بمنع الوصول إلى المسجد الأقصى، والذي تم بالفعل تنظيمه بشكل صارم منذ 7 أكتوبر بالرغم من تحذيرات الخبراء الأمنيين ومسؤولين عسكريين من أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني بدلاً من تحسينه، ما جعل بنيامين نتنياهو في نهاية المطاف يقرر معارضته خوفا من تصاعد الأمور.
والآن ربما أصبحت كوابيس المفاوضين حقيقة. فلا توجد صفقة قبل بداية شهر رمضان مباشرة، كما لا يوجد ما يكفي من الطعام في قطاع غزة ليتمكن الناس من مشاركة بعضهم البعض عند الإفطار.
وكان المستشار أولاف شولتس قد أعرب في رسالته على منصات التواصل الاجتماعي عن شعوره بالحزن لأن المسلمين في ألمانيا يشعرون بالقلق على نحو متزايد حيال التماسك في المجتمع الألماني: وقال شولتس بمناسبة حلول شهر رمضان إنه على يقين من أن الغالبية العظمى من الإسرائيليين والفلسطينيين يريدون السلام، داعيا في رسالة نشرها على منصة إكس، بأكثر من لغة ومنها العربية، إلى وقف إطلاق النار في غزة من أجل المدنيين هناك.
المصدر: “القدس العربي”