قوات النظام السوري تتوغل في مدينة الشيخ مسكين وتعتقل مدنيين في ريف درعا

هبة محمد

توغلت قوات النظام السوري، في مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، وشنت حملة دهم واعتقال للبحث عن المتخلفين عن الخدمة الإلزامية لدى قوات النظام السوري جنوب سوريا، بينما ارتفعت حصيلة القتلى من جامعي الكمأة، إلى 44 قتيلاً معظمهم من المدنيين بعد محاصرتهم في بادية كباجب بريف دير الزور الجنوبي، كما فقد عدد كبير منهم.

وحسب مصادر محلية، فإن مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الأوسط شهدت منذ صباح الخميس، استنفاراً أمنياً لقوات النظام، في ظل تسجيل عمليات اعتقال بحق المدنيين في المدينة.

المتحدث باسم شبكة “تجمع أحرار حوران” أيمن أبو نقطة، قال لـ “القدس العربي” إن عناصر جهاز المخابرات الجوية انتشروا في الطرقات الفرعية في مدينة الشيخ مسكين، ونفذوا عمليات تدقيق على هويات المارّة، تخللها عدد من حالات الاعتقال بحق المدنيين.

ووفقاً للمصدر، فإن “المسؤول عن هذه الحملة العسكرية هو المقدم يوسف من مرتبات المخابرات الجوية، وهدفه من وراء تكرار هذه الحملات ليس البحث عن المتخلفين عن الخدمة العسكرية في جيش النظام، كما هو الهدف المعلن، بل بنية اعتقال مدنيين وفرض مبالغ مالية على ذويهم مقابل إطلاق سراحهم، حيث دفع العديد من أهالي المحتجزين مبالغ طائلة للمقدم يوسف الذي أطلق بدوره سراح المحتجزين على الفور”.

وقبل نحو أسبوع انتشرت دوريات تابعة لجهاز المخابرات الجوية على الأوتوستراد الدولي دمشق – درعا، وأبلغوا أصحاب آبار المياه الواقعة ضمن أراضٍ زراعية قريبة من الأوتوستراد بإبعاد تلك الآبار مسافة 1 كيلومتر، متذرعين بعمليات تستهدف الدوريات الأمنية بالعبوات الناسفة.

لكن مصادر محلية قالت إن ضباط المخابرات الجوية غايتهم إجبار أصحاب تلك الآبار على دفع الإتاوات، في وسيلة باتت تشكل عوائد مالية ضخمة لضباط النظام.

وتنتشر دوريات أخرى تابعة لفرع الأمن العسكري في محيط مدينة إزرع، يرأسها المساعد عمار القاسم المعروف باسم أبو جعفر، تهدف إلى اعتقال مدنيين ثم مفاوضتهم على دفع مبالغ مالية أو تسليم عدد من قطع السلاح الخفيف مقابل إطلاق سراحهم.

وتزايدت الهجمات ضد الدوريات الأمنية التابعة للنظام السوري مؤخراً في محافظة درعا، ووفقاً لشبكة “تجمع أحرار حوران” فإن هذه الهجمات تأتي رداً على قطع الطرقات من قبل قوات النظام وتنفيذ عمليات اعتقال وفرض إتاوات بحق المدنيين في المحافظة.

وشهدت درعا، أمس، هجوماً لمسلحين ينتمون لفصائل محلية بعبوة ناسفة مجموعة على عناصر قوات النظام بالقرب من أحد المساجد في الحي الغربي بمدينة نوى بريف درعا الغربي، حيث سمع صوت دوي الانفجار في المدينة، وسط معلومات عن سقوط خسائر بشرية.

وجاء ذلك بعد قصف إسرائيلي استهدف موقعين في محيط تل أم حوران بين مدينتي نوى وجاسم بريف درعا، عقب قصف صاروخي من قبل مجموعات مدعومة من “حزب الله” باتجاه الجولان السوري المحتل.

وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إلى قصف إسرائيلي بصاروخين على الأقل، لموقعين عسكريين في محيط تل أم حوران بين مدينتي نوى وجاسم في ريف محافظة درعا، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر.

وكانت المجموعات المدعومة من حزب الله قد أطلقت صواريخ سبقت القصف الإسرائيلي، باتجاه الجولان المحتل.

وبذلك، فقد بلغت حصيلة الاستهدافات في درعا، منذ مطلع شهر يناير/كانون الثاني، وفقاً للمرصد السوري 55 حادثة فلتان أمني، جرت جميعها بطرق وأساليب مختلفة، وتسببت بمقتل 67 شخصاً، بينهم 10 من المدنيين بينهم سيدتان و3 أطفال، و27 من قوات النظام والأجهزة الأمنية التابعة لها والمتعاونين معها.

في غضون ذلك، ارتفعت حصيلة القتلى في الهجوم الذي شنه مجهولون، الأربعاء، ضد مجموعة من جامعي الكمأة، بعد محاصرتهم في بادية كباجب بريف دير الزور الجنوبي، إلى 44 شخصاً غالبيتهم من المدنيين في حصيلة غير نهائية، إذ ما يزال عدد كبير منهم في عداد المفقودين والجرحى.

وحسب مصادر إعلامية موالية، فإن 44 شخصاً على الأقل قتلوا في هجوم نفذه عناصر من “تنظيم الدولة” (داعش) على قافلة عمال لجمع فطر الكمأة بريف دير الزور الجنوبي، بينهم أربعة عناصر من مجموعات الدفاع الوطني التي تشرف على أعمال المجموعة.

وكشف أقرباء العمال أن المهاجمين أحرقوا 13 سيارة للقافلة، حيث تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي صوراً تظهر حجم الأضرار في السيارات المحروقة.

مصدر طبي من المشفى أكد في تصريحات صحافية، الكشف عن هوية عدد من قتلى الدفاع الوطني، بينهم فيصل المختار، وزهدي العلي الحمادي، وناصر الحسين السليم، وعلي الدحام الهلال.

وذكرت مصادر أخرى في المنطقة أن الدفاع الوطني وميليشيا لواء القدس أرسلوا تعزيزات إلى منطقة الهجوم.

المصدر: «القدس العربي»

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ما تزال سلطة أمر الواقع تمارس ارهابها بحق شعبنا ، نظام طاغية الشام تتوغل بمدينة الشيخ مسكين بريف درعا وتهاجم جامعي الكمأة بالبادية بحجة مهاجمة “داعش” هي وعصابات قسد/مسد ، متى سينتهي إرهابهم ؟.

زر الذهاب إلى الأعلى