حسب ما يُسمى “التيار الكيمتي” في مصر

سامح عسكر

فالعرب والمسلمين بمصر (مستعمِرون) وليسوا من السكان الأصليين، وفي لبنان أيضا (مُستعمِرون) وفي سوريا والعراق والأردن وشمال أفريقيا..إلخ..

هم أيضا مستعمِرون في فلسطين وإسرائيل مُحقة في طرد الفلسطينيين لأنها أرضهم ومن حقهم تحريرها من المغتصبين (لاحظ قلبوا الآية..صار الإسرائيلي صاحب أرض والفلسطيني مُغتصِب)

المشكلة التي صارحتهم بها قبل سنوات أن هذا التيار هو مجرد رد فعل على الدعشنة والأسلمة الإخوانية فقط لا غير، ومعظم نخبتهم ورموزهم (عيال مراهقين) وبضعة من (الأميين) في التاريخ والفلسفة والعلوم، ويسيرون بعواطفهم لتشكيل تيار (راديكالي يميني) باسم القومية المصرية في استدعاء حرفي لجريمة حزب الكتائب اللبناني الذي أشعل الحرب الأهلية اللبنانية في السبعينات بدعوى خطر الغرباء واللاجئين على الهوية الفينيقية..

الكيمتيون بالأساس تيار متطرف عنصري عدواني ضد الآخر لا علاقة له بالقومية المصرية التي سبق وأن ساهمت في عصر التنوير المصري بالنصف الأول من القرن 20م هذه الحقبة التي نشط فيها زعماء الهوية المصرية كأحمد لطفي السيد وبديع خيري وسيد درويش ..وغيرهم، والتي تنوعت وجهودهم في تشكيل الوعي المصري على أساس احترام الآخر واحترام الفنون (لا استعداء الآخر والحط من ثقافته)

القوميون المصريون أول 50 سنة من القرن الماضي نشطوا في أجواء (سلام وتعايش وبناء) مع الأديان والهويات الأخرى، فكان استشعار الحنين للجذور المصرية ضروريا للبحث عن الذات وسط هذه الحروب المشتعلة من جانب قومي التي سميت لاحقا بالحروب العالمية، لكن الكيمتيين عكسوا الآية..فصارت حروب اليوم مبررا كافيا لإشعال الكراهية ضد الجنسيات والقوميات والشعوب الأخرى بدعوى خطرها على الهوية المصرية القديمة..(نفس تجربة حزب الكتائب حرفيا)..

وعن دعواهم بأن العرب والمسلمين استعماريين يجب طردهم من مصر، هي دعوة قرووسطية عنصرية تساوي في مضمونها حجج ودعاوى الصهيونية على اعتبار أن وجود بني إسرائيل في فلسطين أقدم من الفلسطينيين، فالسؤال لديهم (من الذي سكن أولا) ولو تتبعنا هذا السؤال لآخر مساره، فالوحيد من له الحق في أرض مصر وفلسطين هم أهالي (العصر الحجري)..!!!!!

شوف كمّ الغباء والأمية الذي يشع من منطقهم، فهذه ضريبة التفكير العنصري أنه قائم بالأساس على العاطفة الغبية والتعصب الضيق..

فلا اعتبار للدولة الحديثة في منظورهم، ولا مركزية القانون والدساتير والحدود الجغرافية، ولا اعتبار للتطور العلمي والإنساني الهائل على كافة المستويات آخر 300 عام ومن بينها التطور الأخلاقي الذي أسهم في استصدار أعظم ميثاق بشري في العصر الحديث وهو “ميثاق حقوق الإنسان” الصادر عام 1948م

في مقابلة منذ أيام قلت على أحد حلقات الأسبيس بتويتر أن مراهقي وعيال الكيمتية يزعمون تمثيلهم للقومية المصرية واحتكارها، قلت هذا غير صحيح، فالقوميون المصريون أغلبهم ليسوا كيمتيين ولا يرون هذا التيار ناضجا بل متعجرفا ويليق بالمرحلة الكارثية المعرفية التي نعيشها، فهم ظل الدواعش واستنساخ لطريقة تفكيرهم، فالداعشي والإخواني يُعادي الناس على أساس الدين والمعتقد، لكن الكيمتي يُعاديهم على أساس الجنسية واللون والقبيلة..

الداعشي يرى نفسه (حارس العقيدة) والكيمتي يرى نفسه (حارس الهوية)..!

أغلب من يُسمون بالصهاينة العرب في مصر هم من رموز ومشاهير “الكيمتية” فدعواهم لا تفرق بين ضرورة طرد العرب والأفارقة من مصر باعتبارهم مستعمِرين، وبين ضرورة طرد الفلسطينيين من فلسطين باعتبارهم أيضا مُستعمِرين، ومن يُلحِد منهم يرى في الإسلام خطرا يجب القضاء عليه لصالح اليهودية المُسالِمة حسب وجهة نظره..

كثيرا ما كنت أحذر من طريقة تفكير هؤلاء (العيال) الأسطورية، وبرغم أن أكثرهم صغار السن ومن قطيع ومراهقي السوشال ميديا لكن خدعوا بعض المسؤولين في هجمات ألكترونية منظمة بمواقع التواصل حتى تسببوا في الإضرار بالسياحة عبر منع العديد من حفلات المطربين ذوي الأًصول الأفريقية بدعوى أنهم خطر على الهوية المصرية، وهم المطربين الذين أبدعوا في دول عربية أخرى وساهموا في تنشيط السياحة والانفتاح، لكن بلاء الله على مصر بهذه المجموعة التي لم تنل الحظ الكافي من المواجهة..

المصدر: صفحة د- مخلص الصيادي

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. “التيار الكيمتي” في مصر تيار يعتبر العرب مستعمرين لمصر وفلسطين و… ويجب طرهم، وأغلب من يُسمون بالصهاينة العرب في مصر هم رموز ومشاهير “الكيمتية” يدعون لطرد العرب والأفارقة من مصر باعتبارهم مستعمِرين وكذلك طرد الفلسطينيين من فلسطين باعتبارهم أيضا مُستعمِرين، مغالطات وتفسيريات مخترعة ولا يمثلون سوى شريحة منفصلة عن الواقع وعن الدعوة للقومية المصرية.

زر الذهاب إلى الأعلى