منذ بداية الربيع السوري اصطف الغرب (أمريكا وحلفائها) مع الحراك الشعبي الذي أصبح ثورة. تركز ذلك بالإعلام أساسا من خلال التصريحات النارية (حتمية سقوط النظام وان البحث في متى وليس لماذا وكيف….الخ) كان الدعم الدولي متدرجا : من ضرورة الإصلاح ثم حق الشعب بالثورة. إن متابعة الثورة السورية لحظة بلحظة إعلاميا وسياسيا من السلطة والجوار الإقليمي والدولي ايضا. اعطى انطباعا ان سوريا موضوعة على نار حامية لسرعة حسم الموقف. كانت ثورات الربيع العربي في مصر وتونس واليمن وليبيا قد دخلت في طريق التحول الديمقراطي. الكل بدأ يستوعب درسه. النظام (أسبابه الكثيرة) قرر ان يتمسك بالسلطة حتى لو قتل الشعب وشرده و دمر البلد ….الغرب خاف من تداعيات هذا الربيع على بقية المنطقة بدوله الحليفة ومصالحه الاستراتيجية وخاصة (اسرائيل) فقرر ان يترك الامور لمآﻻتها وان تكون حدود الدعم أن لا تنهزم الثورة ولا ينتصر النظام ثم بعد ذلك ان ﻻ ينهزم النظام وﻻ تنتصر الثورة .تُركت الثورة ضحية حتمية الانتقال من السلمية الى المسلحة وتعطي للنظام مبررا لقتل الشعب وتدمير البلد وليكون مبررا لظهور البعد الديني في الثورة كخلفية اعتقادية تعطي الدافع والامان لمن يُقتل وهو يتحرك لحريته. وكان الانتقال من الديني الى الطائفي سهلا لان النظام احتل طائفة واستخدمها واتهم الآخرين بالطائفية وجاء الدعم من اسلاميي الخارج ليصب في مصلحة النظام ليستمر ببطشه و لكي ﻻ يتدخل الغرب. وان موضوع التدخل الخارجي كان معزوفة كل الأطراف ، النظام لكي يسحق الشعب والثورة بفارق تراكم قوته عبر عشرات السنين ، وروسيا وايران وحلفائها لكي ينتصر النظام ولا تخسر موقعا استراتيجيا جديدا ويستمر ضخ المال السوري على شكل سلاح، وفيتو روسي دعم يترجم بمزيد من القتل وتدمير البلد ، وإيران ﻻتريد خسارة سوريا ﻻن ذلك مقدمة للتقدم على ابواب ايران ، وحزب الله أيضا رجع حزبا طائفيا يستخدم كأداة قمع من قبل النظام . فلعبة عدم التدخل الخارجي التي روج لها الجميع أطالت عمر النظام ودمرت البلد
حولنا الغرب لمشكلة ﻻجئين واشترط لدعمنا شروط مستحيلة (وحدة المعارضة. رفض الارهابيين الاسلاميين .احترام الأقليات…الخ). وتركت سوريا ضحية جبروت القوّة العمياء للنظام وحلفائه لتقتل وتدمر وتشرد مع ضوابط في استعمال الكيماوي (استعماله او نقله لحزب الله او وصوله للارهابيين في سوريا.) ؟!! وغير ذلك مباح
كل هذا حصل مع جعجعة إعلامية ومساعدات إنسانية بالقطّارة ولقاءات لتمرير الوقت لاظهار ان طبخة الحجار السورية لم تنضج بعد
النظام العالمي متفق كل من خلفياته على ترك سوريا للخراب لتكون عبرة لكل من يفكر باي ربيع قادم
نحن الشعب خرجنا لحقنا بالحرية والكرامة والعدالة والدولة الديمقراطية وسنحقق ذلك لأن هذا مانريده رغما عن خطط العالم كله
أما كيف ذلك فهو حديث آخر
٢٩. ١. ٢٠١٣م.
نفاق النظام العالمي والأنظمة العربية والإقليمية للثورة السورية في بداية انطلاقتها وضعهم مع مسيرة ثورات الربيع العربي امام تحديات جديدة تضر بمصالحهم بالمنطقة ، الكيان الصهيوني و إمتداد ثورات الربيع العربي بقاقي الاقاليم العربية وبالمنطقة لتبدأ الخطة “ب” بإستيعاب الثورة ، قراءة موضوعية لتوجهات ثورتنا ومازالت واضحة منذ 2013 .