البنتاغون: هجوم الأردن يحمل بصمات كتائب “حزب الله”

تقارير عن إخلاء مجموعات من الفصائل الموالية لإيران 12 موقعاً في سوريا خوفاً من الرد الأميركي
قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الإثنين إنها لا تعتقد أن إيران تسعى إلى الدخول في حرب مع الولايات المتحدة وإن واشنطن لا تسعى للحرب أيضاً، وذلك بعد يوم من مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين وإصابة عشرات آخرين في الأردن.
وألقت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ باللوم على إيران في مساعدة الجماعات على مهاجمة الولايات المتحدة، وقالت إن أحدث هجوم يحمل “بصمات” كتائب “حزب الله” المدعومة من إيران.
وأضافت “لا نسعى إلى الحرب، لكننا سنتحرك ونرد على الهجمات التي تتعرض لها قواتنا”.
الرد بـ “الطريقة الملائمة”
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن تعهد بالرد بعد هجوم بطائرة مسيرة الأحد أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين في قاعدة في الأردن قرب الحدود السورية، متهماً فصائل مدعومة من إيران بالوقوف وراء الهجوم.
وأكد ناطق باسم البيت الأبيض الإثنين أن الولايات المتحدة تعمل على الرد “بالطريقة الملائمة” على الهجوم.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” إن الرئيس بايدن “سيرد” على هجوم الأحد “بالطريقة الملائمة”، مضيفاً “لكننا لا نسعى إلى حرب مع إيران. لا نريد نزاعاً أوسع في الشرق الأوسط”.
والتقى بايدن الإثنين أعضاء فريق الأمن القومي ومن بينهم وزير الدفاع لويد أوستن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، لمناقشة الوضع.
محاربة الإرهاب
وقال بايدن الأحد “بينما ما زلنا نجمع وقائع هذا الهجوم، نعلم أن جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران تنشط في سوريا والعراق هي من نفذته”.
وتابع “سنواصل التزامنا محاربة الإرهاب. لا يُساوِرَنكُم شك في أننا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت المناسب والطريقة التي نختارها”.
وأكد كيربي الإثنين مجدداً للصحافيين أن واشنطن “لا تسعى إلى حرب مع إيران”.
وأعلنت ما يسمى بـ “المقاومة الإسلامية في العراق” المؤلفة من فصائل مدعومة من إيران أنها نفذت هجمات “بطائرات مسيرة” فجر الأحد، استهدفت ثلاث قواعد في الأراضي السورية، بينها قاعدتا التنف والركبان القريبتان من الحدود مع الأردن.
ومن الصعب التأكد مما إذا كانت إحدى هذه الهجمات هي التي أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وجرح 34 آخرين في شمال شرق الأردن.
“برج 22”
قالت واشنطن إن الهجوم تسبب بمقتل ثلاثة جنود وجرح 34 آخرين على الأقل، وقد طال “برج 22” في شمال شرق الأردن، وهو قاعدة لوجستية تقع قبالة منطقة الركبان السورية.
ويضم “تاور 22” (برج 22) نحو 350 عسكريّاً من سلاحَي البر والجو الأميركيَّيْن ينفذون مهمات دعم لقوات التحالف ضد تنظيم “داعش”.
وهذه هي المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أميركيون في المنطقة منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل حوالى أربعة أشهر.
ودان الأردن الهجوم. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند مبيضين في بيان الأحد إن الهجوم على القوات الأميركية استهدف “موقعاً متقدماً على الحدود مع سوريا يضم قوات أميركية تتعاون مع الأردن في مواجهة الإرهاب”.
وأضاف أن “الهجوم الإرهابي لم يؤدِّ إلى أي إصابات في صفوف القوات المسلحة” الأردنية.
إدانات عربية
ودانت السعودية الهجوم. وجاء في بيان لوزارة الخارجية السعودية أن الرياض تدين “بأشد العبارات الهجوم الإرهابي على قاعدة عسكرية على الحدود الأردنية السورية”.
كما دانت البحرين حيث يتمركز الأسطول الأميركي الخامس بشدة الهجوم، وكذلك فعلت الكويت التي دعت إلى “تضافر الجهود للوقوف بوجه مثل تلك الأعمال لتحقيق استقرار المنطقة والعالم”.
بدورها دانت دولة الإمارات بشدة الهجوم و”جددت موقفها الثابت ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القانون الدولي”، وفق بيان لوزارة الخارجية الإماراتية.
وأعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية باسم العوادي في بيان “في وقت يدعو العراق إلى وقف دوامة العنف، فإنه يؤكد استعداده للعمل على رسم قواعد تعامل أساسية تجنب المنطقة المزيد من التداعيات، والحيلولة دون اتساع دائرة الصراع”.
وأثار العنف المتزايد في أجزاء متعددة من الشرق الأوسط مخاوف من نشوب نزاع إقليمي أوسع نطاقاً يشمل إيران بشكل مباشر، وهو السيناريو الأسوأ الذي تسعى واشنطن بشدة إلى تجنبه.
أكثر من 150 هجوماً
واستُهدفت القوات الأميركية بأكثر من 150 هجوماً منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) في سوريا والعراق، وفق وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).
ونفت إيران الإثنين ضلوعها في الهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني في بيان إن “الجمهورية الإسلامية لا تريد أن يتوسع الصراع في الشرق الأوسط”.
وأكد أن “جماعات (المقاومة) في المنطقة لا تتلقى أوامر من إيران في قراراتها وتصرفاتها، ولا تتدخل إيران في قرارات هذه الفصائل بشأن كيفية دعم الشعب الفلسطيني أو الدفاع عن نفسها وشعب بلدها ضد أي عدوان”.
واعتبر كنعاني أن “تكرار هذه الاتهامات من دون دليل… مؤامرة لمن يرون أن مصلحتهم تكمن في جر أميركا إلى معركة جديدة في المنطقة وتحريضها على توسيع الأزمة وتأجيجها من أجل التغطية على مشاكلهم”.
خوف من الرد الأميركي
من جهتها دعت حركة النجباء التي تقول إنها منضوية في “المقاومة الإسلامية في العراق”، في بيان الأميركيين إلى “أن يتعلموا الدرس وأن يرحلوا اليوم قبل الغد فكل يوم يمر سيدفعون ثمنه باهظاً”.
وذكر مسؤول أميركي إن قاعدة للتحالف الدولي لمكافحة “داعش” بقيادة الولايات المتحدة في منطقة الشدادي بشمال شرق سوريا، استُهدفت بـ “عدة صواريخ” لكن من دون أن تؤدي إلى إصابات أو أضرار.
في أقصى شرق سوريا، أخلت مجموعات من الفصائل الموالية لإيران الإثنين 12 موقعاً في منطقتي البوكمال والميادين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأوضح المرصد أن تلك المجموعات “انتقلت إلى مواقع بديلة خوفاً من الرد الأميركي بعد مقتل ثلاثة جنود أميركيين”.
وردت واشنطن على الهجمات التي استهدفتها خلال الأشهر الماضية في سوريا والعراق بسلسلة ضربات في العراق استهدفت مجموعات موالية لإيران.
كما ردت الولايات المتحدة وبريطانيا بضربات مشتركة على مواقع للحوثيين في اليمن.
ويشن الحوثيون منذ بدء الحرب في قطاع غزة، هجمات في البحر الأحمر وخليج عدن، تستهدف سفناً يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نظام ملالي طهران يعفو نفسه من مسؤولية أذرعته الارهابية التي زرعها ويقودها من خلال “مستشاريه” وقيادة الحرس الثوري الايراني، لأنه يرشعر قوة الرد من قبل الولايات المتحدة، إنها التقية، إنه الخذلان واللاثورية بمنطق ملالي طهران، تضع مصالحها الوطنية “الفارسية” فوق كل إعتبار ولو على حساب أذرعتها .

زر الذهاب إلى الأعلى