إسرائيل تستبعد وقف الحرب في غزة والسيسي يحملها عرقلة المساعدات

كاميرون يزور تل أبيب للدفع من أجل وقف إطلاق النار ومناقشة المخاوف بشأن العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين.
استبعدت إسرائيل اليوم الأربعاء وقف إطلاق النار في غزة ونفت متحدثة باسم الحكومة تقارير إعلامية أفادت باحتمال التوصل إلى اتفاق جديد مع حركة حماس يتم بموجبه وقف القتال مقابل إطلاق سراح رهائن.
وقالت المتحدثة إيلانا شتاين في إفادة صحافية “تعليقاً على أنباء في شأن اتفاقات لوقف إطلاق النار، لن تتخلى إسرائيل عن تدمير حماس وإعادة جميع الرهائن ولن تشكل غزة تهديداً أمنياً لإسرائيل”.
وأضافت “لن يكون هناك وقف لإطلاق النار. كانت هناك هدن لأغراض إنسانية. انتهكت حماس هذا الاتفاق”.
عرقلة المساعدات
اتهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إسرائيل اليوم الأربعاء بعرقلة وصول المساعدات إلى قطاع غزة الفلسطيني عبر معبر رفح من خلال الإجراءات التي تفرضها.
وقال السيسي أمام جمع من الضباط ومسؤولي الدولة “هذا شكل من أشكال الضغط على القطاع وسكانه بسبب الصراع على إطلاق الرهائن. إنهم يستخدمون هذا كوسيلة من وسائل الضغط على السكان”.
وأضاف “حجم الشاحنات التي كانت تدخل إلى غزة يومياً 600 شاحنة (قبل الحرب). وحالياً لم نتجاوز في أعلى تقدير 200 إلى 220 شاحنة. كيف يعيش هؤلاء الناس؟”.
وتابع الرئيس المصري قائلاً “معبر رفح مفتوح على مدار الـ24 ساعة سبعة أيام طوال 30 يوماً، لكن الإجراءات التي تتم من الجانب الآخر، إسرائيل، حتى نستطيع إدخال المساعدات دون أن يتعرض لها أحد هي ما تؤدي إلى ذلك”، وذلك في إشارة إلى الإجراءات الإسرائيلية.
ونفت إسرائيل في وقت سابق تعطيل وصول المساعدات التي تدخل إلى غزة عبر معبر رفح.
قصف مركز للأونروا
قال مدير شؤون “الأونروا” في قطاع غزة توماس وايت إن مركز تدريب تابعاً للوكالة الدولية يؤوي عشرات الآلاف من النازحين تعرض للقصف اليوم الأربعاء، ما أدى إلى اشتعال النيران في المباني وسقوط أعداد كبيرة من القتلى والمصابين.
وأضاف “يصعب الوصول الآمن إلى المركز والخروج منه منذ يومين، الناس محاصرون”.
تواصل إسرائيل اليوم الأربعاء هجومها المكثف على مدينة خان يونس التي أعلن الجيش “تطويقها” في جنوب قطاع غزة بعد أكبر خسارة بشرية يومية يتكبّدها منذ بدء العمليات البرية في القطاع.
ومع احتدام القتال، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة (اوتشا) أن القوات الإسرائيلية أصدرت أمس الثلاثاء، أوامر لإخلاء جزء من خان يونس يسكنه ما يقدر بحوالى نصف مليون شخص من سكان ونازحين. وتأتي هذه الأوامر بعدما حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن سكان غزة يواجهون “مجاعة وشيكة”.
وأظهرت صور نشرها الجيش الإسرائيلي الأربعاء ما يؤكّد أنها اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين، ونفق ومنشأة لصنع صواريخ في خان يونس، في “معقل” لحركة حماس.
من جهتها، أفادت وزارة الصحة التابعة لحماس أن ما لا يقل عن 125 قتيلاً “وصلوا إلى المستشفيات وغالبيتهم من الاطفال والنساء وكبار السن جراء مجازر الاحتلال البشعة والمروعة والقصف الهمجي على خان يونس ومناطق متفرقة في قطاع غزة”.
بدوره، قال الإعلام التابع لحماس إن غارات جوية عنيفة شنتها المقاتلات الإسرائيلية على خان يونس وقصف مدفعي عنيف على كل المناطق في مدينة ومخيم خان يونس، ورفح، والمناطق الغربية لمدينة غزة، وجباليا شمال القطاع، أوقع أكثر من مئتي قتيل وجريح، واستهدفت قذائف مدفعية إسرائيلية عدداً من مدارس الإيواء المحيطة بمجمع ناصر الطبي والتي تضم نازحين مما أدى لسقوط قتلى. وأشار إعلام “حماس إلى أن “الاحتلال يهجر قسراً عشرات آلاف المدنيين من خان يونس إلى رفح”.
من جهة أخرى، قالت ثلاثة مصادر، إن إسرائيل وحركة “حماس” وافقتا بنسبة كبيرة من حيث المبدأ على إمكانية إجراء تبادل للرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين خلال هدنة تستمر شهراً.
وذكرت المصادر، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”، أن الخطة الإطارية تأخر طرحها بسبب وجود خلافات بين الجانبين في شأن كيفية التوصل إلى نهاية دائمة للحرب في غزة.
وركزت جهود الوساطة المكثفة التي قادتها قطر وواشنطن ومصر في الأسابيع القليلة الماضية على نهج تدريجي لإطلاق سراح فئات مختلفة من الرهائن الإسرائيليين بدءاً من المدنيين وانتهاء بالجنود مقابل وقف الأعمال القتالية والإفراج عن سجناء فلسطينيين وإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة.
وقف إطلاق نار “مستدام”
ويتوجه وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إلى إسرائيل، اليوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن يتناول المخاوف في شأن العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين ويدفع من أجل وقف إطلاق نار “مستدام” في حرب غزة.
وستكون جولة كاميرون هي الثالثة له في الشرق الأوسط خلال ما يزيد قليلاً على شهرين، وستشمل زيارات للضفة الغربية، حيث تتمركز السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب، ولقطر وتركيا.
كما من المقرر أن يدعو إلى مسار للخروج من الحرب يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين مع تولي السلطة الفلسطينية إدارة القطاع، ووقف الهجمات الصاروخية على إسرائيل.
وفي إسرائيل، يعتزم كاميرون التنويه على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة “فعل مزيد وبسرعة أكبر لزيادة تدفق المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة بشكل كبير”، وسيتناول “المخاوف في شأن العدد الكبير من الضحايا المدنيين”، بحسب ما جاء في بيان من وزارة الخارجية.
وقال كاميرون “لا أحد يريد أن يرى هذا الصراع يطول أكثر من اللازم… من الضروري الآن هدنة فورية لإدخال المساعدات وإخراج الرهائن. الوضع فظيع”.
ويعتزم كاميرون حث إسرائيل على فتح مزيد من نقاط العبور للسماح بإيصال المساعدات إلى غزة، بما في ذلك ميناء أشدود ومعبر كرم أبو سالم، وحتمية إعادة المياه والوقود والكهرباء إلى القطاع الفلسطيني.
وخلال زيارة للضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل حيث تمارس السلطة الفلسطينية حكماً ذاتياً محدوداً، سيجتمع كاميرون مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ويسلط الضوء على دعم بريطانيا طويل الأمد لاتفاق سلام ينشئ دولة فلسطينية تتعايش إلى جانب إسرائيل.
ومن المقرر أن يسافر كاميرون بعد ذلك إلى قطر وتركيا في وقت لاحق من الأسبوع لإجراء مزيد من المحادثات الدبلوماسية.
غوتيريش: رفض إسرائيل حل الدولتين “غير مقبول”
من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الثلاثاء، رفض إسرائيل حل الدولتين بأنه “غير مقبول” ومن شأنه أن يطيل أمد النزاع في غزة. وقال غوتيريش في مداخلة خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، إن ما سمعناه “الأسبوع الماضي من رفض صريح ومتكرر لحل الدولتين على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية غير مقبول”.
وأضاف الأمين العام “هذا الرفض والإنكار لحق الشعب الفلسطيني بأن تكون له دولة من شأنه أن يطيل إلى أجل غير مسمى أمد نزاع أصبح يشكل خطراً بالغاً على السلم والأمن الدوليين”.
وشدد على أن هذا الأمر من شأنه “أن يفاقم الاستقطاب وأن يشجع المتطرفين في كل مكان”. وأبدت دول عدة أعضاء في مجلس الأمن تمسكها بـ”حل الدولتين”، لا سيما روسيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الذي ترأس الجلسة “أقول لإسرائيل التي تعرف صداقة الشعب الفرنسي، إنه يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية، وإن العنف ضد الشعب الفلسطيني، وخصوصاً من جانب مستوطنين متطرفين، يجب أن يتوقف، وإن القانون الدولي ملزم للجميع”.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي أوزرا زيا “إنها قناعة راسخة لدى الرئيس الأميركي أن (حل) الدولتين، مع ضمان أمن إسرائيل، هو السبيل الوحيد لسلام دائم”.
وترفض الحكومة الإسرائيلية البحث في “حل الدولتين”، في موقف يثير غضب المجتمع الدولي، وقد جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، التأكيد على معارضته أي “سيادة فلسطينية”.
وكان قد شدد على “وجوب أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية” على غزة والضفة الغربية. وقال غوتيريش “”يجب وضع حد للاحتلال الإسرائيلي”، مجدداً الدعوة لـ”وقف إطلاق نار إنساني فوري”. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، إن “سكان غزة يواجهون تدميراً على مستوى وبوتيرة غير مسبوقين في التاريخ الحديث… لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن إسرائيل تقصف غزة “من دون أي اكتراث على الإطلاق لحياة المدنيين”.
وتابع “الوقت ينفد منا… وهناك خياران: انتشار النار أو وقف إطلاق النار. إن البديل عن الحرية والعدالة والسلام هو ما يحدث الآن… يجب أن نتأكد من وقف ذلك الآن ويجب أن نتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى أبداً”، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
من جهته شن السفير الإسرائيلي جلعاد إردان هجوماً على إيران، وقال “إذا استمر مجلس (الأمن) بالتركيز حصراً على المساعدات لغزة، على أهميتها، وبتجاهل جذور التهديد الخطر للشرق الأوسط والعالم أي التهديد الإيراني، فسيكون مستقبلنا الجماعي مستقبلاً شيعياً قاتماً”.
من جهته اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة بإعطاء إسرائيل تفويضاً “بعقاب جماعي للفلسطينيين” من خلال عرقلتها في المجلس “كل الجهود والمبادرات الرامية إلى وضع حد للمجزرة”.
محتجون يقاطعون خطاباً انتخابياً لبايدن
قاطع محتجون مؤيدون للفلسطينيين، الثلاثاء، مراراً خطاباً انتخابياً للرئيس جو بايدن الساعي للفوز بولاية ثانية.
وخلال خطاب ألقاه في تجمع انتخابي في ماناساس بولاية فيرجينيا قرب واشنطن اضطر بايدن للتوقف مراراً عن الكلام بعدما قاطعته هتافات تدعو لوقف الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حركة “حماس” في قطاع غزة.
ورد الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 81 سنة على هتافات المحتجين، قائلاً “سيستمر هذا الأمر لبعض الوقت، لقد خططوا لكل هذا الأمر”، ليهتف أنصاره قائلين “أربع سنوات أخرى” و”هيا جو!”، في محاولة منهم لإعلاء صوتهم على أصوات المحتجين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يساءل فيها بايدن علانية في شأن موقفه من الحرب المستعرة منذ ثلاثة أشهر ونصف بين إسرائيل وحركة “حماس”، وهو موضوع حساس للغاية من الناحية السياسية، ولكن لم يحدث من قبل أن قوطع أحد خطاباته بهذه الوتيرة.
وبايدن الذي يدعم إسرائيل بقوة قاطعه، الثلاثاء، ما مجموعه حوالى 10 أشخاص أطلقوا هتافات من مثل “فليرحل جو الداعم للإبادة الجماعية!”.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى