منذ فترة نشر الكاتبُ المبدع إِمَّعٌ الحقائقَ التالية:
- حكامُ الدول العربية والإسلامية هم حراسُ المنظومة العالمية لإبقاء شعوبِ تلك الدولِ مخدرةً بأنواع مختلفة من المركنات مثل الوطنية، والقضية، ووزارة السعادة، والمعارك الوهمية المصطنعة، وبقاؤهم فوق عروشِهم مرتبط باتقانهم لعملهم.
- الكيان الصهيوني بدأ كعصابات ومجموعات مهاجرين مشردين وقطاع طرق وانتهى بتشكيل دولةٍ مكتملةِ الأركان، بينما الدول العربية والإسلامية بعد الحرب العالمية الثانية بدأت كدول بأركان واضحة- وإن كانت مصطنعة غير أصيلة- وانتهت كعصابات ومليشيات وشعوب مشردة مهاجرة تبحث عن أساسيات الحياة مثل: الطعام، السكن، وحرية التنقل تحت مسمى جواز سفر صالح.
- الدول الدينية مثل إيران والسعودية منذ تأسيسها ساهمت في هدم الدين واستغلاله لتحقيق مصالح ضيقة لنخب حاكمة لا تؤمن بمفهوم الدولة الحديثة، ولا تبني مشروع الإنسان الحضاري بقدر ما تتبنى مفهوم الإنسان الرافض لوجود الآخر، لا لشيء إلا لتكريس هيمنة من سرق السلطة والثروة باسم الدين.
- السلطات السياسية في كل العالم لم تعد تحركها إيديولوجياتٌ و أخلاقيات وقوانين ضابطة، بقدر ما تحركها أجنداتُ مصالح تتولى إدارتِها أجهزةُ استخباراتٍ ذات آليات عمل سرية غامضة ومرتبطة بأشخاص مجهولي الهوية.
- الشعوبُ المضطهدة شعوبٌ عاطفية تحركها غريزة الانتقام قصيرة التأثير ، ولا تحركها متطلباتُ التغيير ذات المدى الطويل والتخطيط المدروس.
- قواعدُ الاشتباك وفض النزاعات السائدة بين الدول يغيب عنها مفاهيمُ الحق والباطل؛ لأن من وضع قوانينها ليس الفلاسفة والمصلحين بل الاقتصاديين ورجال الحكم وأولئك يبنون مكاسبهم على حساب خسائر الآخرين.
- الحروب والنزاعات المسلحة والثورات والانتفاضات الشعبية لم تعد تنتهي بتأسيس قواعد اشتباك جديدة؛ لأن أدوات الصراع موجودةٌ لدى طرف، وغائبة لدى المقلب الآخر، والصراعات الجانبية بين المتحكمين لا يوجد من يتلقاها عند الجانب المستضعف.
- أصحابُ الأصوات العالية التي تكاد تصم الآذان (على قاعدة “أسمعُ جَعْجَعَة ولا أرى طِحنًا”) لا يملكون شيء يُمكِنهم من قلب صوتهم العالي إلى فعل مزلزل، فلو قرر المتحكمون قطع أدوات الحضارة الحديثة من اتصالات وكهرباء وإغلاق الحدود وتجويع البشر عبر التلاعب بسلاسل التوريد، اختنقت الأصوات العالية في حناجرها. حتى أثرياء الفرص والسلطة ثرواتهم يقيسها مقياسٌ يملك مفاتيحَه المتحكمون الحاليون.
- العبد لا يحسن الكر إنما يحسن الحلب والصر ; مشروع الإنسان في البلاد العربية والإسلامية مشروع عبودية، فكم عشنا عبيداً في أرضنا: عبيدِ الحاجة وعبيدِ الخوف من كل مايحيط بنا، أما مشروع الانسان القادم إلى إسرائيل، فهو مشروع تحرر للإنسان، فكم تمنى العربي والمسلم أن يجد مستوطناتٍ في أرضه وبرامجَ توطين وتكافل اجتماعي وبرامج أحزاب سياسية تمكنه من ممارسة وتطبيق مقترحاته وآرائه، وعندما ثار العبيد في ثورات الربيع العربي كان أول من تصدى لهم أبناء جلدتهم من العبيد الراضين بعبوديتهم قبل أن يتأمر عليهم ملاك المنظومة التي تعتاش على عبوديتهم وتدمن تجارة الرقيق.
- زوال الكيان الغاصب لا يتأتى إلا بمواجهة دولة لدولة و إنسان لإنسان، لذلك كان أخطر ما واجه ملاك المنظومة منذ تأسيسها ثورات الربيع العربي؛ لأنها كانت تريد بناء دول حقيقية وإنسان ثابت في أرضه وبذلك تنهار المنظومة من قواعدها، وعندها فقط لا يحتاج الإنسان المنتفض على تلك المنظومة الفاسدة أن يعزز إيمانه بعدالة قضيته من زلات لسان هنا وهناك أو من تناقضات وصراعات المتحالفين بالمنظومة بل من تمحوره حول قضيته؛ لأنه يعلم أن الخالق وحده في صفه دون سائر الخلق!
تغييب أيٍّ مما سبق يجعلنا ندور في دوامات لن تصنع التغيير بل ستكرس اليأس والهزيمة في نفوسنا جميعاً، وتمد الظالمين بأكسير الحياة الذي يحتاجونه لتجديد شباب المنظومة.
رحم الله الكاتب المبدع إِمَّعٌ ابن عم لُكَعُ ابْنُ لُكَعٍ أسعد الناس في هذه الأيام.
نقاط مهمة طرحها الكاتب المبدع إِمَّعٌ ابن عم لُكَعُ ابْنُ لُكَعٍ لأنها تعطي رؤية كاشفة لهذه المنظومات المحددة .