وجهة نظر في عام 2021

د- محي الدين بنانة

لابد أن تشهد 2021 انفراجات على مستوى المنطقة العربية ومنها سورية بعد التدمير الذي طال أغلبية الدول العرببة بشكل نسبي، أي أن بعضها دمر بشكل كبير، والبعض الآخر بشكل أقل، وإن الغاية كانت من ذلك هي خلق عدو للعرب جديد ينافس العدو الإسرائيلي في حقده وعدائه للعرب، وهو العدو الفارسي الحاقد على الأمة العربية منذ أن تحطمت الإمبراطورية الفارسية على يد العرب المسلمين، لذلك ارتأت أمريكا وإسرائيل أن أفضل من يقوم بمهمة التدمير هذه هم الإيرانيون انسجاما مع حقدهم الدفين على العرب وتطلعاتهم لاستعادة الإمبراطورية الفارسية الحلم القديم الجديد لديهم، وفعلا حققوا ذلك بامتياز، إذ قتلوا البشر وهجروهم داخليا وخارجيا ودمروا الحجر. الأمر الذي نتج عنه تيار قوي وكبير بين العرب يقول بالعداء المطلق لإيران حاليا ومنهم من ذهب أبعد من ذلك إلى التحالف مع العدو الإسرائيلي ضد هذا العدو الفارسي، ومن هنا بدأت سلسلة التطبيع مع العدو الإسرائيلي.
انطلاقا من ذلك وإذا كنا على قناعة راسخة بأن إسرائيل من وراء أمريكا قد ساهمت بشكل كبير بالوصول إلى هذه النتيجة، وبما أنه حصل التطبيع الذي كانت إسرائيل تحلم به، لذلك أصبح من الضروري الآن التفكير من قبل العدو الإسرائيلي بأن هذا التطبيع يجب أن يوفر الرخاء والازدهار للمنطقة للوصول من خلال ذلك إلى عقل الإنسان العربي بأن إسرائيل هي المعمرة للدمار الذي سببته إيران لهذه المنطقة، بالإضافة إلى تأمين الحماية لهذه الدول العربية التي طبعت معها، وأعتقد أن العدو الإسرائيلي مضطر للعمل على وقف الحرب في كل البلدان العربية وسيادة الاستقرار النسبي للبدء بعملية إعادة الإعمار، وإلا فالتطبيع يصبح حبرا على ورق ولن يؤدي إلى النتائج المرجوة وسيبقى مقتصرا على الحكام ولن يطال عامة الشعب. إن هذا العامل مهم جدا من وجهة نظري ليؤدي إلى الانفراجات التي تكلمت عنها في 2021 بالإضافة إلى عوامل أخرى أيضا ستساهم بالانفراج وأهمها وصول الأزمة في سورية وبقية الدول العربية إلى حدها الأقصى الذي لم يعد يحتمل. فقد تم قتل الإنسان وتشريده وإهانته، وتدمر الاقتصاد كما حصل تدمير للدولة نفسها ليس في سورية فقط بل وفي العراق ولبنان واليمن وليبيا لا شك بشكل نسبي، الأمر الذي يستدعي وقف هذه الأزمات وإشاعة الاستقرار بشكل تدريجي في مطلع العام 2021.عدا عن ذلك أصبحت هذه المنطقة مصدر إزعاج وقلق للمجتمع الدولي بكامله.
بالإضافة لما ذكرت هناك عامل مهم أعتقد أنه يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار ألا وهو الدورة الاقتصادية العالمية، فهناك تدوير للدورة الاقتصادية بين الاقتصاد العسكري (بمعنى ازدهار المصانع العسكرية من خلال ترويج إنتاج السلاح وبيعه في بؤر الاقتتال) يتبع ذلك دورة الاقتصاد المدني (بمعنى ازدهار المصانع المدنية التي تساهم في عملية إعادة الإعمار والازدهار للمناطق التي دمرتها الحروب) وأعتقد أنه بداية من2021ستكون للدورة الاقتصادية المدنية، وهذا لا يعني أن توقف الدورة الاقتصادية العسكرية بالكامل، بل يبقى الطلب على الأسلحة حتى في فترة الاستقرار.
انطلاقا مما ذكرت فإنني أرى أن هناك بداية لحل الأزمات في مقتبل 2021 في سورية وأغلبية الدول العربية التي شهدت حروب ……بالطبع فإن ما ذكرته لا يعني أن الثورات العربية انتصرت وحققت ما قامت من أجله لأننا من وجهة نظري مانزال نحن في خانة المفعول به وليس الفاعل، وأتمنى من الله وبهمة الشرفاء من أبناء هذه الأمة أن نصل إلى مرحلة نكون فيها فاعلين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى