واشنطن سعت إلى هدنة إنسانية في غزة قوبلت برفض إسرائيلي
اختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة استغرقت أربعة أيام في الشرق الأوسط، من دون تحقيق تقدم يذكر في ما يتعلق بفترات الهدنة الإنسانية التي تسعى واشنطن من خلالها إلى إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة.
كما تأمل واشنطن على رغم استمرار القصف الإسرائيلي في إرساء الهدوء في القطاع لخلق ممر آمن للأسرى الذين نقلهم مسلحو حركة “حماس” إلى غزة.
وبدأ كبير الدبلوماسيين الأميركيين الخميس الماضي جولته الثانية في المنطقة منذ تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود بعد أن شنت “حماس” الشهر الماضي أعنف هجوم في تاريخ إسرائيل، مما أدى لمقتل أكثر من 1400 شخص وخطف 240 آخرين.
وبينما ترفض واشنطن دعوات متزايدة من أنحاء العالم لوقف إطلاق النار، فإنها تحاول إقرار هدنة إنسانية موقتة. غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض ذلك بعد محادثاته مع بلينكن الجمعة الماضي، قائلاً إنه لن يتم وقف العمليات الإسرائيلية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق في شأن الأسرى.
ورداً على سؤال حول التقدم الملموس الذي أحرزه خلال جولته في المنطقة، أشار بلينكن إلى الجهود المبذولة لتجنب التصعيد في المنطقة.
وقال للصحافيين قبل مغادرته إلى طوكيو، في الجزء الآسيوي من جولته، “عدم حدوث شيء سيئ قد لا يكون، في بعض الأحيان، الدليل الأوضح على التقدم، لكن هذا هو الحاصل (في هذه الحال)”.
وأضاف أن واشنطن تركز على إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة وستواصل العمل مع الإسرائيليين في ما يتعلق بخطوات للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، لكنه أقر بعدم تحقيق انفراجة. وقال “كل ذلك تقدم حاصل”.
وتريد واشنطن منع نشوب صراع أوسع نطاقاً في المنطقة، وكثفت جهودها الدبلوماسية مع دول المنطقة التي يزداد غضب شعوبها من القصف الإسرائيلي لغزة.
لا اجتماع مع أردوغان
التقى بلينكن في تركيا مع نظيره هاكان فيدان، وقالا إنهما ناقشا الجهود المبذولة لدعم المساعدات لغزة والحاجة إلى حماية المدنيين ومنع انتشار الصراع.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية إن الاجتماع بين الوزيرين استمر ساعتين ونصف الساعة. وأضاف أنها لم تجر أي محادثات بين بلينكن والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي انتقد واشنطن بسبب “دعمها غير المحدود لإسرائيل”.
وكان بلينكن قد التقى أردوغان في فبراير (شباط) الماضي، عندما زار البلاد في أعقاب زلزال مدمر، وسافر أردوغان إلى مدينة ريزا الساحلية على البحر الأسود أمس الأحد، وبقي هناك طوال زيارة بلينكن لأنقرة.
وصعدت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي التي تدعم حل الدولتين في الشرق الأوسط، بشكل حاد انتقاداتها لإسرائيل مع تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، كما أنها تستضيف أعضاء من حركة “حماس” التي تعتبرها بعض الدول الغربية منظمة إرهابية.
وعندما التقى بلينكن بفيدان في أنقرة، تجمع العشرات أمام مبنى وزارة الخارجية للاحتجاج على الدعم الأميركي لإسرائيل.
وقال الناشط زين العابدين أوزكان الذي شارك في الاحتجاج، إن بلينكن “قدم دعماً لا حدود له للإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل، وليس للحرب”.
وقال مسؤولو الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه “حماس” الإثنين، إن 10022 فلسطينياً قتلوا في هذه الحرب حتى الآن.
وحاولت حشود مؤيدة للفلسطينيين أمس اقتحام قاعدة جوية في جنوب تركيا تضم قوات أميركية قبل ساعات من وصول بلينكن.
وقال مصدر بوزارة الخارجية التركية، إن فيدان أبلغ بلينكن بضرورة إعلان وقف إطلاق النار على الفور في غزة ومنع إسرائيل من استهداف المدنيين وتهجير الناس.
وقال بلينكن، إن تركيز الولايات المتحدة على زيادة المساعدات لغزة وتحرير الأسرى لا يزال قائماً، وأضاف أن الدول الأخرى في المنطقة يمكن أن تلعب دوراً مهماً في استعادتهم.
وقال “نعمل بقوة من أجل إدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولدينا طرق ملموسة للغاية للقيام بذلك، وأعتقد أننا سنرى في الأيام المقبلة إمكانية التوسع الكبير في المساعدات”.
المصدر: رويترز/اندبندنت عربية
هل نجح الصه.يوني بلينكن وزير خارجية أمريكا من تبليغ الرسائل والمبطنة بالتهديد والترغيب للأنظمة العربية والإقليمية لعدم مساندة الفلسطينيين بحرب غزة ؟ وغض الطرف عن جرائمهم بحق شعبنا بفلسطين/غزة ؟ أم عاد بخفي حنين نسبياً وفق التوقعات ، لأن نتائج حرب غزة والرأي العام الدولي قد غيرت المعادلات ؟.