وصلت نسب العجز في عمليات تمويل الاستجابة الإنسانية في شمال سورية إلى مستويات قياسيّة بلغت 70.4 في المائة، بحسب ما أفاد فريق “منسقو استجابة سورية”، اليوم الثلاثاء. وهذا أمر ينعكس سلباً على واقع النازحين في مخيّمات المنطقة، علماً أنّ أهالي الشمال يعانون بدورهم من أزمات من جرّاء الواقع المعيشي الصعب، مع تراجع الدخل وفرص العمل القليلة.
وأوضح الفريق، في بيان، أنّه العجز مستمر، مع حلول نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، في ما يتعلق بخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2023، وذلك من خلال عدم تقديم المبالغ اللازمة لتمويل القطاعات الإنسانية.
وبيّن “منسقو استجابة سورية” أنّ إلى العجز القائم، يُضاف “عجز جديد (بنسبة تجاوزت 90 في المائة) في تمويل الاستجابة الخاصة بحركة النزوح الأخيرة في شمال غرب سورية التي تجاوزت 100 ألف نازح”.
وتابع الفريق أنّه إلى جانب نسب العجز المستمرّة منذ أعوام عدّة، يُضاف “تقلّص المدّة الزمنية أمام حركة المعابر الحدودية مع تركيا”، شارحاً أنّ تفويض معبر باب السلامة وكذلك تفوض معبر الراعي سوف ينتهيان بعد أسبوعَين فقط، في حين أنّ تفويض معبر باب الهوى سوف ينتهي في خلال شهرَين فقط، أي بحلول نهاية العام الجاري. وبالتالي، تصير “حركة المساعدات الإنسانية عبر الحدود معدومة بالكامل”.
ويؤكد مدير مخيم التّح الواقع في الريف الشمالي لمحافظة إدلب شمال غربي سورية أنّ مؤشّرات العجز في تمويل عمليات الاستجابة الإنسانية بدت واضحة منذ مطلع عام 2023. ويشرح لـ”العربي الجديد” أنّ “محاولات روسية سُجّلت لمنع دخول المساعدات عبر الحدود وتحويل طريقها عبر مناطق سيطرة النظام السوري، تبعها تخفيض برنامج الأغذية العالمي كمية المواد في السلة الغذائية التي يقدّمها للنازحين في المخيّمات، وتراجع المشاريع الصغيرة وكذلك مشاريع التعافي المبكر”، لافتاً إلى أنّ “زيارة نائب المنسّق الإقليمي للأمم المتحدة إلى المنطقة لم تغيّر شيئاً”.
يضيف أنّ “آثاراً سلبية سُجّلت في مخيّمات الشمال السوري نتيجة تراجع عمليات الاستجابة الإنسانية، من نواحي الصحة والتعليم والإغاثة، الأمر الذي انعكس على واقع الناس”.
ويبدو تأمين الغذاء من المصاعب الكبيرة أمام النازحين في الوقت الحالي، لا سيّما أنّ فرص العمل قليلة فيما المساعدات في انخفاض مستمر. وفي هذا الإطار، يشير النازح ملهم أبو سمير لـ”العربي الجديد” إلى أنّ “سلّة غذائية واحدة تصلني مرّة كلّ شهرَين. وأنا ربّ أسرة لديّ أربعة أطفال، بالتالي لم تعد تكفيني بعد تخفيض قيمتها”.
ويعيد مدير فريق “منسقو استجابة سورية” تراجع تمويل العمليات الإنسانية إلى “عدم التزام المانحين بالتعهّدات السابقة التي أُعلن عنها في مؤتمر بروكسل”. ويقول لـ”العربي الجديد” إنّ “ثمّة فوضى تحدث بالتأكيد في عمليات التمويل. وفي حين يُعلَن عن تعهّدات ضخمة لا يُقدَّم إلا القليل، ولا تتوفّر حلول للأزمة”. يضيف أنّ “الأمم المتحدة تعمل بحسب المتوفّر فقط، ويبقى الخلل الأساسي في التمويل”.
وقد أفاد الفريق، في بيانه الصادر اليوم، بأنّ الأمم المتحدة لم تستطع “تأمين التزامات المانحين الفعلية التي تمّ التعهّد بها سابقاً في خلال مؤتمرات المانحين، ولن تستطيع في الفترة المقبلة تأمين تلك الالتزامات”، الأمر الذي من شأنه أن “يفتح الباب أمام مواجهة جديدة للسوريين مع الجوع”.
المصدر: العربي الجديد
شعبنا في مناطق النزوح ومع بداية شهر الشتاء واشتداد القصف والاعتداءات من نظام طاغية الشام والمحتلين الروسي وملالي طهران واذرعتهم الإرهابية تشتد المعاناة وخاصة مع تقليص المساعدات الأممية لعدم استطاعتها تأمين التزامات المانحين الفعلية التي تمّ التعهّد بها سابقاً بمؤتمرات المانحين ، ليفتح الباب أمام مواجهة جديدة للسوريين مع الجوع والمعاناة ، الى متى ؟.