تمرد يختمر ووثيقة معارضة في الخارجية الأمريكية بسبب دعم إسرائيل.. ماذا حدث؟

التمرد يختمر داخل وزارة الخارجية الأمريكية، بفعل تجاهل الوزير أنتوني بلينكن نصائح كبار الموظفين والخبراء، بشأن عدم التمادي في دعم إسرائيل التي تشن حرباً على غزة.

هكذا كشف موقع “هافينغتون بوست” في تقرير ترجمه “الخليج الجديد”، نقلا عن مسؤولين كبار، قالوا إن بلينكن وكبار مستشاريه يتجاهلون الإحباط الداخلي واسع النطاق.

وقال بعض موظفي الوزارة إنهم يشعرون كما لو أن بلينكن وفريقه غير مهتمين بنصيحة خبرائهم، بينما يركزون على دعم العملية الإسرائيلية المتوسعة في غزة.

ونقل عن أحد مسؤولي وزارة الخارجية: “هناك تمرد يختمر داخل وزارة الخارجية على جميع المستويات”.

فيما قال اثنان من المسؤولين في الوزارة، إن الدبلوماسيين يعدون ما يسمى بـ”برقية معارضة”، وهي وثيقة تنتقد السياسة الأمريكية والتي تذهب إلى قادة الوكالة من خلال قناة داخلية محمية.

ويُنظر إلى مثل هذه البرقيات داخل وزارة الخارجية على أنها بيانات مترتبة عن خلاف خطير في لحظات تاريخية مهمة.

وقد أنشئت “قناة المعارضة” وسط صراع داخلي عميق أثناء حرب فيتنام، ومنذ ذلك الحين استخدمها الدبلوماسيون للتحذير من أن الولايات المتحدة تتخذ خيارات خطيرة وهدامة للذات في الخارج.

وتأتي البرقية في أعقاب إعلان المسؤول المخضرم في وزارة الخارجية جوش بول، استقالته الأربعاء، والذي قال إنه بعد أكثر من عقد من العمل على صفقات الأسلحة، فإنه لا يستطيع أن يدعم أخلاقياً تحركات الولايات المتحدة لتزويد المجهود الحربي الإسرائيلي.

وأضاف بول في بيان: “في الـ24 ساعة الماضية، تلقيت قدرًا هائلاً من التواصل من زملائي، مع كلمات دعم مشجعة حقًا، والعديد من الأشخاص يقولون إنهم يشعرون بنفس الطريقة وأن الأمر صعب للغاية بالنسبة لهم”.

وفي تعليق له على ما يدور داخل وزارة الخارجية، قال متحدث الوزارة ماثيو ميلر، إن “إحدى نقاط القوة في هذا القسم هي أن لدينا أشخاصًا لديهم آراء مختلفة”.

وتابع ميلر: “نحن نشجعهم على الإعلان عن آرائهم”، مضيفا: “الرئيس بالطبع هو الذي يحدد السياسة، لكننا نشجع الجميع، حتى عندما يختلفون مع سياستنا، على إبلاغ… قيادتهم”.

وأضاف الموقع أن “العديد من المسؤولين في الخارجية الأمريكية قالوا إنهم سمعوا زملاء يتحدثون عن الاستقالة”.

ويحاول موظفو وزارة الخارجية في الوقت نفسه القيام بدبلوماسية حساسة، والاستجابة لنداءات الكونغرس لإظهار الدعم الضخم لإسرائيل واحترام حياة الفلسطينيين، وإدارة الغضب العالمي إزاء الانطباع بأن الولايات المتحدة توفر الغطاء للقوة الإسرائيلية المفرطة.

وقال مسؤول أمريكي للموقع، إن نظراءهم في الحكومات العربية أبلغوا مسؤولي وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة معرضة لخطر فقدان الدعم في منطقتهم لجيل كامل.

ووفق الموقف، فقد أخبر موظفون في إدارة الرئيس جو بايدن الموقع أنهم يعانون من تأثير مخيف في العمل.

وقال أحد الأشخاص، إن هناك “ثقافة الصمت” حول التعبير عن آرائهم بشأن إسرائيل وفلسطين.

بينما قال آخر إنهم يشعرون “بالخجل” من العمل داخل الحكومة الأمريكية في هذه اللحظة.

ويلقي بعض موظفي وزارة الخارجية اللوم بشكل خاص على توم سوليفان، نائب بلينكن لشؤون السياسة في حالة السخط المتصاعد.

وقال أحد المسؤولين إن توم سوليفان، وهو شخصية قوية وشقيق كبير مستشاري بايدن للأمن القومي جيك سوليفان، نقض باستمرار فكرة تواصل الوزير بلينكن مع موظفي وزارة الخارجية.

وفي الاجتماعات رفيعة المستوى، يركز توم سوليفان عادة على السؤال عما تريده إسرائيل أو تسليط الضوء على احتياجاتها، مما يزعج زملاءه الذين يشعرون أن الأولوية في صياغة خطة الدعم يجب أن تكون لمصالح الولايات المتحدة، حسبما قال مسؤول أمريكي.

وتابع المسؤول أن الموظفين لا يشعرون بالارتياح في تحدي سوليفان بسبب رتبة شقيقه.

وتبدي واشنطن دعما مطلقا لدولة الاحتلال الإسرائيلي، سواء على صعيد المساعدات العسكرية، أو الغطاء والدعم السياسي الدولي، غير آبهة بجرائم الحرب والإبادة التي تنفذها في غزة بأسلحة أمريكية.

المصدر | هافينغتون بوست – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى