بدأت الأجواء الخريفية تخيم بشكل واضح على شمال غرب سورية، مع انخفاض واضح في درجات الحرارة، وتزايد الفرص لسقوط هطولات مطرية متوسطة إلى غزيرة تترافق مع العواصف الرعدية.
وتسببت الزخات المطرية التي شهدتها، صباح اليوم، بعض المناطق غربي إدلب في تصاعد موجات الأمطار، خاصة على النازحين من القصف الأخير الذي شنه النظام السوري على مخيمات النازحين في إدلب.
وعلى أطراف مدينة معرة مصرين شمال إدلب، لم تستطع المسنة حسناء الإبراهيم النوم طوال الليل بسبب البرق وأصوات الرعد والزخات المطرية التي تساقطت فوق خيمتها الصغيرة، بعد نزوحها الأخير هربا من صواريخ النظام.
تقول الإبراهيم لـ”العربي الجديد” أنها تخشى البقاء في موقع معرّض لخطر السيول، وأن تغمر مياه الأمطار أرضية الخيمة وتجرفها وخاصة أنها بنيت في إحدى الأراضي الزراعية حيث لا أثاث ولا خدمات.
ويقول فارس عمار، من نازحي القصف الأخير، ومقيم في مخيم الإيواء في منطقة البردقلي غرب مدينة الدانا، شمالي إدلب، إن المخيم يضم أكثر من 60 عائلة نازحة هربت من القصف لتواجه معاناة من نوع آخر تمثلت في ضعف إمكانات المخيم لمواجهة موسم الشتاء خاصة الإنارة، وضعف التدفئة، وعدم توافر العوازل والمفروشات.
أما إبراهيم الحلبي، من مهجري مدينة دارة عزة ومقيم في المخيم ذاته، يقول لـ”العربي الجديد” إنه نزح مع عائلته بعد أن سقطت قذيفة داخل المنزل الذي كان يقيم فيه، ليواجه أوضاعا وصفها بالمأساوية في مخيمات الإيواء بالقرب من بلدة البردقلي، حيث لا يوجد أي تجهيزات لاستقبال المنخفضات الجوية ولم يتم توزيع أي معونات تذكر، ولدى مطالبتهم بالمساعدات قبل العاصفة أخبرهم المسؤولون عن المخيم أنهم سيتم نقلهم إلى مخيمات جديدة بالقرب من معبر الغزاوية.
من جهته اشتكى النازح عماد حمادي وهو أب لستة أبناء من سوء أوضاع المخيم الذي يقيم فيه وخاصة أنهم على أبواب عاصفة مطرية حيث لا عوازل للأرضيات فضلاً عن أن هناك صرفا صحيا مكشوفا وحفرا فنية تشكل عامل خطر لسقوط الأطفال ومصدرا للأمراض والأوبئة. “أمورنا لهوجة لا تدفئة ولا صوبا ولا خبز”.
هكذا اختصر النازح حمادي معاناته، مطالباً بالنظر في حالهم وتأمين أدنى متطلبات العيش داخل المخيم وخاصة مع بداية فصل الشتاء وما يحمله من مآس.
نصائح الدفاع المدني
من جانبه ذكَر فريق الدفاع المدني السوري الأهالي ببعض الإرشادات الخاصة بالمنخفض والتقلبات الجوية للحد من الإصابة بالأنفلونزا الموسمية، محذرا من الاقتراب من الأبنية والجدران المتصدعة والآيلة للسقوط، مطالبا بتثبيت ألواح الطاقة الشمسية بشكل جيد وفصل ألواح الطاقة الشمسية عن المدخرات عند هطول الأمطار وتشكل الرعد، وعدم إشعال النار في محيط الخيام، والابتعاد عن مجاري السيول، وتثبيت الخيام بشكل جيد.
وحذر السائقين أثناء القيادة، داعيا للتأكد من الحالة الفنية للمركبات، وإبلاغ فرقهم عن أي أضرار، وتخفيف السرعة بشكل تدريجي على المنعطفات والمنحدرات والحفاظ على مسافة أمان حقيقية مع المركبات الأخرى، وتجنب السلوكيات الخاطئة التي تشتت التركيز أثناء القيادة كاستخدام الهاتف المحمول.
حوادث سير بسبب الأمطار
وأكد الفريق إصابة 3 مدنيين بينهم طفل، في 4 حوادث سير استجابت لها فرقهم، صباح اليوم، بسبب زخات الأمطار وتشكل طبقة لزجة على الطرقات، كان 3 منها في ريف إدلب، إذ أصيب طفل بانزلاق دراجة نارية في بلدة المسطومة، ورجل بتصادم سيارتين على طريق المسطومة – أريحا، ورجل آخر إثر اصطدام سيارته بمنصف على طريق أورم الجوز – محمبل، والأخير في مدينة أعزاز شمالي حلب بتصادم سيارتين على مفرق قرية يحمول دون وقوع إصابات، حيث أسعفت فرقهم مصابي الحوادث وقدمت المساعدة.
ووثقت منظمة “منسقو استجابة سوريا”، نزوح قرابة 79 ألف مدني في شمال غرب سورية إلى مناطق أكثر أمناً، جراء التصعيد العسكري الأخير، وذكرت المنظمة في بيانها، أن استمرار العمليات العدائية في مناطق شمال غرب سوريا، سيولد موجات نزوح جديدة، وسط صعوبات إنسانية قبيل حلول الشتاء.
المصدر: العربي الجديد
مأساة شعبنا مستمرة مع النزوح واللجوء وإرهاب نظام طاغية الشام وقوى الاحتلال والغزو الداعمة له ، ولتكون العوامل الجوية بقرب فصل الشتاء لتزيد المعاناة وخاصة جروح الزلزال لم تندمل بعد ، وليكون التصعيد العسكري للنظام وحلفائه لتزيد المعاناة فهل من معين ؟.